الضفادع البشرية الروسية تصقل مهاراتها القتالية في سوريا

مصدر مطلع أكد تكليفها حماية قاعدة طرطوس

القاعدة الروسية في طرطوس نقلا عن موقع {بوليت رو} ... وفي الاطار ضفدعان بشريان روسيان
القاعدة الروسية في طرطوس نقلا عن موقع {بوليت رو} ... وفي الاطار ضفدعان بشريان روسيان
TT

الضفادع البشرية الروسية تصقل مهاراتها القتالية في سوريا

القاعدة الروسية في طرطوس نقلا عن موقع {بوليت رو} ... وفي الاطار ضفدعان بشريان روسيان
القاعدة الروسية في طرطوس نقلا عن موقع {بوليت رو} ... وفي الاطار ضفدعان بشريان روسيان

تواصل روسيا تعزيز قواتها العسكرية في سوريا، وتعمل على تكثيف تدابير أمن قواعدها هناك، بما في ذلك قامت بنشر قوات من الضفادع البحرية لحماية القاعدة في طرطوس.
وكشف مصدر روسي مطلع على الوضع في حديث لوكالة «ريا نوفوستي»، أمس، عن بدء الغواصين من البحرية الروسية بمهام حماية الميناء الروسي في طرطوس، وقال: إن «الغواصين البحريين الروس من كل الفئات يعملون حالياً، وهناك مجموعات من الضفادع البشرية المقاتلين، والمهندسين، وضفادع الاستطلاع، وجيمعهم ينفذون حزمة إجراءات، بداية من التصدي لأي عمل تخريبي، ومواجهة نشر ألغام بحرية، وصولاً إلى مهام الاستطلاع على أجزاء مريحة من الساحل، يمكن أن يستخدمها الخصم لإنزال ضفادعه البشرية هناك». ولم تكن النظرة إلى بدء الضفادع البشرية الروسية تنفيذ مهام في المياه السورية بعيدة عن الاستخدام الروسي للأزمة السورية ميداناً لتدريب قواتها واختبار أسلحتها. وفي هذا السياق، قال المصدر للوكالة الروسية: «يمكن القول إن وحدات مكافحة التخريب البحري (اسم الضفادع البشرية في البحرية الروسية) التابعة لأسطول البحر الأسود، تحصل على خبرة قتالية حقيقية في ظروف البحر الأبيض المتوسط». ولا تقتصر مهام تلك الوحدات على حماية الميناء من (ضفادع مخربة) بل ويقومون كذلك بمهام «ضمان أمن السفن في القاعدة البحرية، وفي عرض البحر».
جدير بالذكر، أن روسيا وقعت مع النظام السوري في شهر يناير (كانون الثاني) مطلع العام الحالي اتفاقية تسمح للقوات البحرية الروسية باستخدام ميناء طرطوس، قاعدة بحرية للأسطول الروسي على المتوسط. وتطلق روسيا على القاعدة بموجب نص الاتفاقية «قاعدة طرطوس للدعم المادي والتقني»، وهي الصفة ذاتها التي أطلقها السوفيات على قاعدتهم في طرطوس عندما وقعوا اتفاقية تسمح لهم باستخدام الميناء لتزويد سفنهم الحربية بالماء والوقود. وبينما قدمت الاتفاقية السوفياتية - السورية في عهد الأسد الأب إمكانات استخدام محدودة جداً، ودون أي صلاحيات للقوات السوفياتية، فإن اتفاقية موسكو في عهد رأس النظام، الابن، منحت القوات الروسية الحق بإقامة قاعدة عسكرية بحرية بكل معنى الكلمة، مع صلاحيات مطلقة، تغيب معها كل معاني «السيادة الوطنية السورية».
وتمنح الاتفاقية الجديدة الجانب الروسي الحق باستخدام قاعدة طرطوس لمدة 49 عاماً، ويحق لروسيا استقبال عشر سفن حربية فيه في آن واحد، بينها غواصات نووية، وكل ذلك دون أن تحصل دمشق على أي شيء بالمقابل، وحصلت موسكو على امتيازات واسعة في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، ومن ثم في قاعدة طرطوس البحرية، مقابل الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه لنظام الأسد. ويرى مراقبون أن الاتفاقيات حول حميميم وطرطوس، تصادر كل حقوق الجانب السوري، وعلى سبيل المثال لا الحصر، لا يحق للسلطات السورية، بموجب الاتفاقية ملاحقة أي من العاملين في القواعد الروسية قضائياً، كما لا يحق لهم جباية رسوم جمركية على نقل السلاح والعتاد من وإلى القواعد الروسية في روسيا، ويحظر عليهم عرقلة تنقلات الضباط والجنود الروس وعائلاتهم، أو فرض أي رسوم جمركية على ما يحملونه، وكذلك تفتيش الشحنات الخاصة للقواعد الروسية التي تدخل الأراضي السورية عبر البر أو البحر أو الأجواء. فضلا عن ذلك لا تسمح القوات الروسية حتى لكبار الضباط السوريين بدخول تلك القواعد بحرية ومتى يشاؤون، أو أن يتجولوا داخلها على هواهم وأينما يرغبون.
وبينما لم تصدر أي تعليقات رسمية على عمل الضفادع البشرية في سوريا، قال مصدر من المؤسسة العسكرية في حديث لموقع «لينتا.رو»: إن «عمل الضفادع البشرية التي تقوم بحماية السفن والميناء والحركة البحرية في طرطوس، هو استمرار للسياسة التي تم اعتمادها في العهد السوفياتي، باستخدام القوات الخاصة البحرية لحماية النقل البحري والسفن الحربية في مناطق التوتر»، وأضاف أن «هذا عمل تقليدي لضفادعنا البحرية الحربية، مارسوه منذ الستينات عندما كانت قواتنا منتشرة في أفريقيا وفيتنام، وكوبا، ودول أخرى».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».