الجيش اليمني يكبد الميليشيات خسائر كبيرة قرب صنعاء

السعودية وأميركا تعززان قواتهما البحرية قبالة اليمن

الجيش اليمني يكبد الميليشيات خسائر كبيرة قرب صنعاء
TT

الجيش اليمني يكبد الميليشيات خسائر كبيرة قرب صنعاء

الجيش اليمني يكبد الميليشيات خسائر كبيرة قرب صنعاء

تصاعدت حدة المواجهات بين الجيش الوطني اليمني، من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، من جهة أخرى، في عدد من جبهات القتال في عدد من المحافظات اليمنية.
وقالت مصادر ميدانية، إن قوات الجيش الوطني شنت هجوما عنيفا، خلال الساعات الـ24 الماضية، على مواقع يتحصن ويتمركز فيها الانقلابيون في مديرية نهم، بمحافظة صنعاء، شرق العاصمة، في حين تتم ملاحقة ما تبقى من عناصر الميليشيات الذين فروا من منطقة جبال الصافح نحو منطقة جبال المدفون، في مساحة تقدر بـ6 كيلومترات.
وذكرت المصادر أن غارات جوية عنيفة استهدفت تعزيزات ومواقع عسكرية للانقلابيين في نهم، بالتزامن مع الغارات الجوية المكثفة والعنيفة على مواقع عسكرية وسط صنعاء، وطالت غارات جوية مكثفة معسكر الصيانة، في وقت قال فيه سكان محليون إن دوي انفجارات عنيفة هز المنطقة عقب غارات طائرات التحالف. كما استهدفت غارات أخرى ألوية الحماية الرئاسية (سابقا) في جبل النهدين المطل على دار الرئاسة، بجنوب صنعاء.
وقال سكان محليون في اتصالات هاتفية مع «الشرق الأوسط»، إنهم لم يعهدوا مثل تلك الانفجارات الناتجة عن الغارات منذ بضعة أشهر، وذلك في إشارة إلى أن الغارات استهدفت مخازن أسلحة، نظرا لحالات مماثلة في صنعاء المحاطة بسلسلة جبلية هي عبارة عن مخازن أسلحة.
في سياق المواجهات في مديرية نهم، نقل المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية في صنعاء، عن مصادر عسكرية ميدانية قولها إن المعارك التي شهدتها جبهة نهم، تكبدت فيها الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. وفي ضوء المعلومات الميدانية، خلفت المعارك نحو 42 قتيلاً من عناصر الميليشيات، بينهم قيادات ميدانية، فيما أصيب عشرات المقاتلين. وتتحدث المعلومات عن تدمير مقاتلات التحالف العربي، في الغارات بمديرية نهم، نحو 12 آلية عسكرية، بينها 4 أطقم ومدرعتان وحاملات جند، كما أفادت المصادر الميدانية بأن قوات الجيش اكتشفت قيام الميليشيات بتدمير مدفعين ورشاشا ثقيلا، قبل فرارها من المناطق التي أصبحت في قبضة الجيش الوطني.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها في نهم، وإنها باتت تسيطر على نحو 75 في المائة من المديرية. وأضافت المصادر أن الجيش لا يزال محافظاً على المواقع التي سيطر عليها، بما فيها جبال كحل وبني بارق، وأنه بات يقترب من مديرية أرحب ومنها إلى العاصمة صنعاء.
في موضوع آخر، تواصل الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية، حصد أرواح المواطنين الأبرياء في عدد من المحافظات اليمنية، حيث قتلت امرأة وأصيبت أخريات وعدد من الأطفال، في انفجار ألغام أرضية زرعتها الميليشيات في محافظة الجوف، شمال شرقي البلاد. وفي منطقة الغيل، بالمحافظة ذاتها، انفجرت ألغام في سيارتين لمواطنين.
ووفقا لحديث القيادي الميداني في قوات الجيش الوطني، عبد الرحمن راكان، لـ«الشرق الأوسط»، فقد قتل وجرح عدد من المواطنين، بعضهم في حال خطرة، جراء انفجار الألغام. وأضاف القائد الميداني أن «الميليشيات زرعت آلاف الألغام في مناطق ومديريات الجوف، خاصة في الغيل، ولم تتمكن الفرق الهندسية العسكرية من نزع سوى كميات محدودة من تلك الألغام»، مؤكدا أنه «لا يمر أسبوع واحد دون أن يسقط ضحايا جدد بالألغام في المحافظة».
وكان مركز الجوف الإعلامي، قد نقل عن أحد الانقلابيين في المحافظة، يدعى «ز. ش»، اعترافا، عبر منشور في صفحات التواصل الاجتماعي، بزرعه نحو 2800 لغم في مديرية الغيل ومحيطها فقط.
في سياق متصل، تمكنت الفرق الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية السابعة من نزع أكثر من 3 آلاف لغم زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح أمام قوات الجيش الوطني في جبهة نهم. وقالت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية السابعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الفرق الهندسية تمكنت من نزع نحو 3 آلاف لغم في المناطق التي سيطرت عليها، أخيرا، في جبهة نهم. وأشارت المصادر إلى أن «الألغام التي زرعتها الميليشيات في مناطق الصافح والكحل، تحول دون تقدم قوات الجيش الوطني».
إلى ذلك, عززت السعودية والولايات المتحدة ودول أخرى منضوية في «تحالف القوات البحرية المشتركة» قواتها البحرية قبالة اليمن بعد هجمات طالت سفنا تجارية قرب السواحل اليمنية في الآونة الأخيرة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن التحالف الذي تشارك فيه دول مثل بريطانيا وفرنسا قوله في بيان إن «الهجمات الأخيرة ضد سفن تجارية في خليج عدن وباب المندب تظهر أن مخاطر النقل في هذه المياه لا تزال موجودة». وأضاف التحالف الذي يضم 31 دولة أنه «في مواجهة هذه التهديدات، ستعزز القوات البحرية المشتركة وجودها» غرب ميناء عدن في جنوب اليمن.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».