مكافحة الإرهاب أهم الملفات خلال لقاء السيسي بميركل

سفير مصر في برلين: ألمانيا تتعقب «أنشطة مريبة» لـ {الإخوان} شرق البلاد

مكافحة الإرهاب أهم الملفات خلال لقاء السيسي بميركل
TT

مكافحة الإرهاب أهم الملفات خلال لقاء السيسي بميركل

مكافحة الإرهاب أهم الملفات خلال لقاء السيسي بميركل

بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، زيارة إلى العاصمة الألمانية برلين، يشارك خلالها في القمة التي تنظمها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا تحت شعار «الاستثمار في مستقبل مشترك». وقال سفير مصر في برلين بدر عبد العاطي إن «الزيارة ستشمل مباحثات ثنائية مكثفة ستتطرق إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب وإيقاف الدعم الدولي له والهجرة غير الشرعية»، كاشفاً عن وجود تقرير أمني يشير إلى زيادة دور جماعة الإخوان في القطاع الشرقي من ألمانيا.
وأوضح بيان للرئاسة المصرية أن مشاركة الرئيس السيسي في القمة التي دعت إليها المستشارة أنجيلا ميركل تأتي في إطار الأهمية التي توليها مصر لتفعيل التعاون بين الدول الأفريقية ومجموعة العشرين في مختلف المجالات التنموية، مضيفاً أنه من المنتظر أن تطلق الرئاسة الألمانية خلال القمة مبادرة للتعاون مع أفريقيا تقوم على إنشاء الشراكات مع مؤسسات التمويل الدولية بهدف توفير مناخ مواتٍ لجذب الاستثمارات لأفريقيا بشكل مستدام، بما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها، وتوفير فرص العمل، ويحد من تداعيات المشكلات التي تعاني منها القارة الأفريقية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئاسة الألمانية دعت إلى جانب مصر عدداً محدوداً من الدول الأفريقية للمشاركة في هذه القمة، بالإضافة إلى إيطاليا بصفتها رئيسة مجموعة الدول السبع الصناعية، ومن المقرر أن يلقي الرئيس السيسي كلمة أمام القمة، كما سيشارك في مائدة مستديرة حول الاستثمار الخاص في البنية التحتية بالدول الأفريقية.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي إلى برلين ستشهد تباحثاً حول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما في ضوء ما يشهده التعاون مع ألمانيا من زخم خلال السنوات الماضية، وتعدد الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، التي توجت بزيارة ميركل إلى القاهرة في شهر فبراير (شباط) الماضي.
ومن المنتظر أن يعقد الرئيس السيسي مباحثات ثنائية مع ميركل، وعدد من الوزراء الألمان، على رأسهم وزير الخارجية زيجمار جابريل، بالإضافة إلى زعيم الأغلبية البرلمانية بـ«البوندستاج» فولكر كاودر، لمناقشة سبل تطوير العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات.
من جانبه، قال سفير مصر لدى ألمانيا، إن الزيارة تأتي في ظل حالة من الزخم والدفء في العلاقات المصرية - الألمانية، حيث التقى السيسي وميركل 6 مرات على مدى العامين الماضيين، وكان آخر هذه اللقاءات إبان زيارة المستشارة الألمانية للقاهرة في مارس (آذار) 2017، الأمر الذي ساعد في تطور وتنامي أطر التعاون الثنائي في مختلف المجالات، فضلاً عن التنسيق والتعاون الوثيق بشأن التحديات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال السفير عبد العاطي: «الزيارة تتضمن شقاً ثنائياً مكثفاً في ضوء خصوصية العلاقات الثنائية المصرية - الألمانية وتطوراتها الإيجابية الملحوظة أخيراً، حيث سيكون السيسي أول رئيس تستقبله المستشارة الألمانية بدار المستشارية لعقد مباحثات ثنائية موسعة، وهي المباحثات التي ستتطرق إلى العلاقات الثنائية في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية».
وكشف السفير عن رصد أجهزة الاستخبارات الألمانية تحركات وأنشطة مريبة لجماعة الإخوان في القطاع الشرقي من ألمانيا، موضحاً في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية أن «أجهزة الأمن الألمانية رصدت أخيراً مجموعة من التحركات المريبة والأنشطة الغريبة التي تقوم بها جماعة الإخوان في القطاع الشرقي من ألمانيا، مثل بناء المساجد وضخ أموال، وكان اللافت للانتباه أن هذا الجزء من ألمانيا كان خاضعاً في الماضي تحت حكم النظام الشيوعي في عهد الاتحاد السوفياتي السابق، وكان المواطنون في ألمانيا الشرقية السابقة بعيدين عن الدين وينتهجون أفكاراً علمانية، كما أنه لا يعيش في هذه المنطقة سكان مسلمون بحاجة لبناء مساجد أو وجود ممثلين للإخوان فيها».
وأشار السفير إلى وجود تقرير أمني يشير إلى زيادة دور جماعة الإخوان في القطاع الشرقي من ألمانيا، مما بات يثير قلقاً شديداً لدى الأجهزة الأمنية الألمانية، وأصبح هناك اقتناع كبير لدى الجانب الألماني بأن كل الجماعات المتطرفة باسم الدين خرجت من عباءة واحدة هي الإخوان، وقال إنه بعد أن كان الألمان ينظرون إلى الإخوان كجماعة سياسية ينبغي إدماجها في الحياة السياسية والعمل الحزبي، أصبحوا الآن ينظرون إليها كجماعة متطرفة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.