قوى الأمن الداخلي اللبناني لتطوير مؤسساتها وتسلم المهام الأمنية من الجيش

وزير الداخلية طالبها بضرب المتطرفين بيد من حديد

وزير الداخلية نهاد المشنوق في ذكرى تأسيس قوى الأمن (دالاتي ونهرا)
وزير الداخلية نهاد المشنوق في ذكرى تأسيس قوى الأمن (دالاتي ونهرا)
TT

قوى الأمن الداخلي اللبناني لتطوير مؤسساتها وتسلم المهام الأمنية من الجيش

وزير الداخلية نهاد المشنوق في ذكرى تأسيس قوى الأمن (دالاتي ونهرا)
وزير الداخلية نهاد المشنوق في ذكرى تأسيس قوى الأمن (دالاتي ونهرا)

أحيت قوى الأمن الداخلي في لبنان أمس الذكرى الـ156 لتأسيسها باحتفال أقامته برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ممثلا بوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي دعا العسكريين إلى التحضر كي يكونوا «حماة العملية الانتخابية التي ينتظرها اللبنانيون، ويتطلعون إلى إجرائها وفق قانون عصري وعادل»، معتبرا أنّه إذا كان لبنان «ينعم بالأمن والاستقرار في محيط مشتعل بالاضطرابات والحروب، وفي ظل التهديدات الدائمة لمكائد الإرهابيين ومخططاتهم الشيطانية، فالفضل الأول والأخير في ذلك يعود إليكم وإلى رفاقكم في باقي القوى العسكرية والأمنية».
وطالب المشنوق قوى الأمن الداخلي بـ«ضرب المخلين بالأمن بيد من حديد، وتثبيت هيبة الدولة ومؤسساتها، وتنفيذ المهمات المطلوبة منكم باحترافية وتفان»، وقال: «أعرف جيدا أنكم تعملون في ظروف صعبة، وأن لكم حقوقا على الدولة من واجبها السهر عليها، وتوفير مستلزماتكم المادية والمعنوية واللوجستية كافة.
وقد أخذت على عاتقي منذ اليوم الأول لتسلمي مسؤولياتي في وزارة الداخلية، أن أعمل يدا بيد مع الحكومة، ورئيس الجمهورية، لتطوير عددكم، وتحسين تجهيزاتكم، وعصرنة آليات عملكم، وتحديث مبانيكم، لتواكبوا الحاجات الأمنية المتزايدة، وما يعانيه لبنان من تحديات على هذا الصعيد جراء الظروف الداخلية والخارجية التي نعرفها جميعا». وأضاف: «ستنجحون في الأمن، كما آمل أن ننجح نحن سياسيا في تحقيق تطلعات أهلكم، ليحملوا صوتهم إلى الندوة البرلمانية، ويجددوا به الحياة السياسية في لبنان».
بدوره، أكّد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، أن الهدف الأول في المؤسسة هو تطويرها لجعلها «قوة أساسية لتصبح قادرة على الإمساك بزمام الأمن الداخلي برمته، لنفسح المجال أمام شريكنا الكبير، أعني الجيش ليتفرغ لمهماته الأساسية الجسام في حماية الوطن والحدود وصد العدوان من أينما أتى، من العدو الصهيوني جنوبا أو من الإرهابيين شرقا وشمالا وبحرا».
وأضاف: «نحن اليوم نقوم بواجباتنا بشكل يحفظ الأمن أكثر مما تفعله أجهزة أمن عالمية أخرى، بشهادة تلك الدول نفسها. فقد أوقفنا إرهابيين قبل أن يضغطوا على زر التفجير بلحظات، وأوقفنا آخرين وهم في طور التخطيط، كما فعلنا مع شبكات كثيرة، واستطعنا اكتشاف منفذي تفجيرات وأعمال إرهابية بسرعة ودقة وحرفية عالية، كما حصل في تفجيري مسجدي التقوى والسلام وتفجير برج البراجنة وهناك الكثير الكثير من الإنجازات التي نفتخر بها، وآخرها قبل أيام، ما قمنا به مع شريكنا الآخر، عنيت الأمن العام، من تعطيل لعملية انتحارية، كادت لو حدثت، لا سمح الله، أن تلبس السواد لكثير من أهلنا».
وتوجه عثمان لرئيس الجمهورية قائلا: «لقد توسعت مهماتنا أخيرا وكبرت مسؤولياتنا، فالأحداث التي تدور من حولنا، فرضت على قوى الأمن الداخلي أن تخصص جهودا أكبر وأكثر في ملفات التجسس ومكافحة الإرهاب، بدءا من ملاحقة الجواسيس الإسرائيليين وعملائهم في لبنان، إلى ملاحقة الإرهابيين الذين لا يقلون خطورة عنهم، وتوقيفهم، كما فعلنا بقيادة اللواء الشهيد وسام الحسن في شعبة المعلومات، ولا نزال نرصدهم فهم يعيشون بيننا في المناطق والأحياء، وقد حققنا نجاحا في المهمتين، كما قدنا أول أنواع العمليات الاستباقية في العالم، بعضها أعلنا عنه والبعض الآخر أبقيناه طي الكتمان لضرورات أمنية ولحماية التحقيقات والشهود والمصادر».
وختم قائلا: «نحن نأمل منكم جميعا المضي في تعميم أجواء التفاهم التي تعكس استقرارا يساعد على حفظ الأمن في البلد، لتنصرف المؤسسات إلى تطوير ذاتها لمواكبة الحضارة العالمية».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».