الناطق باسم الجيش الوطني الليبي يتهم قطر بمحاولة اغتيال حفتر

حكومة الثني تهدد باعتقال وزراء السراج

وثيقة حصل عليها الجيش الليبي تكشف تورط قطر في دعم الإرهاب («الشرق الأوسط»)
وثيقة حصل عليها الجيش الليبي تكشف تورط قطر في دعم الإرهاب («الشرق الأوسط»)
TT

الناطق باسم الجيش الوطني الليبي يتهم قطر بمحاولة اغتيال حفتر

وثيقة حصل عليها الجيش الليبي تكشف تورط قطر في دعم الإرهاب («الشرق الأوسط»)
وثيقة حصل عليها الجيش الليبي تكشف تورط قطر في دعم الإرهاب («الشرق الأوسط»)

قال الجيش الوطني الليبي، إن قطر حاولت اغتيال قائده العام المشير خليفة حفتر عبر سيارة مفخخة، كما اتهمها بالتورط في اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، وزير الداخلية الليبي الأسبق وقائد جيش المعارضة خلال الانتفاضة ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، كاشفا النقاب عن خلية مخابرات تديرها قطر من سفارتها في تونس.
وسخر العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس بمدينة بنغازي من جيش قطر، وقال: إنه «لا يساوى سرية واحدة في قوات الصاعقة في بنغازي» موضحا أن قطر قتلت اللواء عبد الفتاح يونس، وساهمت في قتل ضباط وعناصر قوات الجيش الوطني في بنغازي.
وأوضح المسماري، أن قطر حاولت قتل المشير حفتر في مقر القيادة سابقاً بمنطقة الأبيار شرق بنغازي، وأنها أدخلت مئات الملايين من الدولارات إلى ليبيا في محاولة لإفساد المجتمع وشراء الذم وتجنيد عناصر قبلية. وقال المسماري في هذا السياق، إن «قطر مكنت فاسدين وهاربين من الوصول إلى أماكن قيادية في ليبيا»، موضحا أن عميد بلدية العاصمة طرابلس المهدي الحاراتي، الذي يحمل الجنسية الآيرلندية أيضا، سبق أن تورط في القتال في سوريا وقام بعمليات إرهابية هناك، وأن قطر نقلت إلى ليبيا عناصر إرهابية مطلوبة، ومنهم المدعو أنيس الحوتي الذي قاتل ضد الجيش الجزائري قبل أن تعيده قطر إلى ليبيا عام 2011، وقتل على يد قوات الجيش الوطني الليبي لاحقا.
وأضاف المسماري، أن بنغازي كانت مسرح جريمة شاهدا على عمليات قطر ضد الشعب الليبي، معربا عن أسفه لتجاهل العالم تحذير المشير حفتر من دعم قطر للإرهاب منذ وقت طويل في ليبيا؛ ولذلك فقد قطع الشعب الليبي علاقته منذ أعوام مع قطر.
وعرض المسماري خلال المؤتمر مقاطع فيديو وصورا فوتوغرافية عثر عليها في منطقة قنفودة غربي بنغازي، تثبت تورط الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب القسام) وأشخاصا ليبيين في تصنيع ألغام ومتفجرات بتلك المنطقة، كاشفا النقاب عن وثائق قال: إنها مسربة من سفارة قطر في العاصمة الليبية طرابلس، تشير إلى اعتقال قطريين في مدينة غريان عام 2011 وإصدار السفارة على إثر هذه العملية تعليمات إلى اللجنة الأمنية العليا بإطلاق سراحهم بالقوة. كما أكد قيام ضباط تابعين للمخابرات القطرية، ومنهم الملحق العسكري القطري المسؤول عن ملفات المغرب العربي، بشراء ذمم عدد من الشخصيات في ليبيا والمنطقة عبر غرفة تديرها قطر في تونس.
في غضون ذلك، صعّدت الحكومة الانتقالية، التي يترأسها عبد الله الثني في شرق ليبيا، من وتيرة خلافها مع حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس برئاسة فائز السراج؛ إذ أصدر الثني رئيس الحكومة الموالية للبرلمان الليبي، تعليمات مشددة لأجهزة الأمن تقضي باعتقال وزراء حكومة السراج حال دخولهم إلى مناطق نفوذ الحكومة الانتقالية في المنطقة الشرقية.
وأبلغ الثني وزارة الداخلية ورئيس جهاز المباحث العامة بأنه تناهى إلى مسامع حكومته محاولة حكومة السراج فتح فروع لها في المنطقة الشرقية، وطالب باتخاذ الإجراءات العاجلة بإبلاغ كل المنافذ البرية والبحرية والجوية للتقيد بالتعليمات. كما أمر الثني الأجهزة الأمنية الموالية لحكومته باعتقال أي مسؤول في حكومة السراج داخل نطاق سيطرة هذه الأجهزة، وقال: إن ذلك يشمل أيضا كل شخص يتعاون أو يتعامل معهم، باعتبارهم مغتصبين للسلطة ويجب إحالتهم للقضاء، على حد تعبيره.
من جهة ثانية أعلن الرائد محمود الورفلي، آمر محاور الصاعقة في مدينة بنغازي، اعتقال ما وصفه بأكبر خلايا المجموعات الإرهابية بالمدينة، مشيرا إلى أنه تم اعتقال ثلاث خلايا يقدر عدد عناصرها بـ42 شخصا، اعترفوا بتنفيذ الكثير من عمليات الاغتيال والتفجير ومساعدة المتطرفين وإمدادهم بالمساعدات الطبية والغذائية.
وأكد الورفلي أن هذه الخلايا تتلقى تعليماتها من قيادي إرهابي يتواجد داخل منطقة الصابري، موضحا أنه ستتم محاكمة من وصفهم بالخونة بمحكمة ميدانية في مدينة سلوق أمام المواطنين كافة.
من جهة أخرى، زار وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل طرابلس، وجدد لدى اجتماعه مع السراج دعم ألمانيا الكامل له ولحكومته. وأوضح زيجمار أن العواقب السياسية والإنسانية والسياسية الأمنية للصراعات في الشرق الأوسط تتضح بشكل جلي في ليبيا وكأنها تحت عدسة مكبرة، معتبرا أن النزوح والتهجير والهجرة هي إحدى هذه العواقب التي تطال أوروبا بشكل مباشر، وقال إن «هدفنا هو أن نعمل مع الليبيين ضد دوامة عدم الاستقرار الذي ينشأ عن غياب البنى الراسخة».
ورأى الوزير الألماني أنه من المهم أن يتفق الشركاء الأوروبيون بشأن ليبيا وأن يتحدثوا بصوت واحد بشأنها، موضحا أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب من القوى الليبية المتناحرة البرهنة على استعدادها لقبول حلول وسط، والبدء أخيرا في إجراء محادثات بشأن كيفية تطبيق الاتفاقات السياسية «وعندها فقط ستكون هناك فرصة لتهدئة العمليات الحربية على المدى المتوسط وفرصة لإحلال النظام والدولة».
كما نقل بيان أصدره مكتب السراج عن غابرييل، أن زيارته تعكس اهتمام ألمانيا البالغ بحل الأزمة الليبية، وتحقيق الاستقرار في كامل البلاد، مشيرا إلى أن المحادثات تضمنت عددا من الملفات السياسية والأمنية، إضافة إلى قضية الهجرة غير الشرعية ومشاريع البنية التحتية والصحة والطاقة.
في سياق متصل، بحث وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الملف الليبي خلال لقائه مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة أمس.
وأكد الوزير المصري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي أهمية «جهود توصل الأشقاء في ليبيا إلى توافق حول الاتفاق السياسي ودعم هذا المسار»، في إشارة إلى «الحوارات الليبية - الليبية التي عقدت في مصر خلال الآونة الأخيرة».
وقال شكري: إن هذه الحوارات أوضحت، أن هناك «رغبة أكيدة في التوصل إلى حلول تستعيد من خلالها ليبيا استقرارها وسيادتها والحفاظ على مقدراتها والمقاومة والقضاء على البؤر الإرهابية» في ليبيا.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.