إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

الجراحة لعلاج الصرع
*هل الجراحة وسيلة لعلاج الصرع؟
خلود ر. - المدينة المنورة.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك، الأدوية لديها القدرة على التحكم في حالات الصرع لدى غالبية المرضى، ولكن هناك نسبة من المرضى قد لا يُجدي معها العلاج الدوائي، أو تُعاني من آثارها الجانبية التي لا يُمكن تحملها.
العلاج الجراحي أحد الحلول لذلك في بعض الحالات، والذي يهدف إلى إما إزالة الجزء من الدماغ الذي هو مصدر نوبات الصرع وإما تعطيل المسارات العصبية التي تنتقل إلى أجزاء الدماغ عند حصول نوبة الصرع أو زراعة أحد أنواع الأجهزة التي تعالج الصرع. ولذا فإن الجراحة لا تكون مطروحة كعلاج إلاّ إذا حدد الطبيب مكان الجزء الدماغي الذي هو مصدر نوبات الصرع، وكان الجزء الدماغي ذلك هو جزء لا يتحكم بأي وظائف دماغية مهمة كالحركة أو الإحساس أو اللغة أو غيره.
وهناك اختيارات جراحية متعددة لمعالجة الصرع جراحيا، كاستئصال أحد فصوص الدماغ، أو إزالة إحدى المناطق المتورمة في الدماغ، أو إزالة إحدى العقد للأوعية الدموية التي تتسبب بالصرع، أو قطع التوصيل بين بعض مناطق الدماغ، أو تدخلات جراحية أخرى أكثر تعقيداً وأصعب في شرح كيفية القيام بها.
هذا النوع من العلاج الجراحي هو نوع معقد ويتم في مراكز طبية متخصصة ويحتاج إلى دقة في التشخيص وتأكد من عدم جدوى الأدوية في المعالجة، بمعنى أنه ليس حلاً بديلاً للمعالجة الدوائية بل هو أحد الحلول الأخيرة.
لعبة «سبينر»
* هل لعبة سبينر مفيدة للأطفال الطبيعيين؟
عفاف ا. - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول لعبة «سبينر»، أو ما تُترجم إلى لعبة «الغزال المتململ» Fidget Spinners، والتي تتكون من ثلاثة أجنحة تقوم بالدوران بشكل محوري حول نفسها، ويتم اللعب بها عبر الإمساك بها بين أصبعين وتحريكها لتدور بسرعة، والتي ثمة حولها ادعاءات بأنها مفيدة في تخفيف التوتر والأرق وتساعد على التركيز الدراسي وتفيد الأطفال المُصابين بالتوحد أو بحالات نقص الانتباه وفرط الحركة وغيره، وهي لعبة قديمة ارتفع استخدامها من قبل الأطفال خلال العام الماضي.
وقبل بضعة أيام عرض موقع المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة آراء بعض الخبراء الطبيين العالمين حول تلك الادعاءات بالجدوى الصحية لها بالنسبة للأطفال الطبيعيين، والتي بمجملها تفيد بأنه لا توجد أي أدلة علمية على ذلك، مثل قول الدكتور أويس كرايس، رئيس قسم نفسية الأطفال والمراهقين بالمركز الطبي لجامعة رش بشيكاغو، إنه لا توجد دراسات علمية تدعم أي فوائد من لعب الأطفال بها، وإنه من دون وجود أي أدلة علمية فإن من الخطأ ادعاء أنها مفيدة. وتعليق الدكتور أندرو أديسمان، المتخصص في نمو وسلوكيات الأطفال من نيويورك، بقوله هذه اللعبة قد تعيق تركيز الطفل في تحصيله الدراسي وبذله الجهد في ذلك. وبالمقابل، لا توجد أدلة علمية على أن لعبها يُؤدي إلى أضرار صحية في اليدين أو الأصابع.
أما بالنسبة للأطفال المُصابين بالتوحد فإن هناك تضارباً في الآراء بين المتخصصين النفسيين حول جدواها لهم خصوصا الأطفال المصابين بالتوحد الذين يستخدمون سلوكيات التحفيز الحسي لتهدئة القلق والتوتر.
ضغط الدم الحملي

* هل ارتفاع ضغط الدم في فترة الحمل يتطلب الدخول إلى المستشفى؟
مها ع. - الكويت.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول ارتفاع ضغط الدم في فترة الحمل. وينبغي ملاحظة أن ضغط الدم هو أمر طبيعي يصنعه الجسم كقوة تضغط داخلياً على جدران الأوعية الدموية، والهدف من ذلك هو المساعدة في ضخ الدم إلى أرجاء الجسم كافة. حصول ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل يمثل حالة تتطلب المعالجة، وذلك لمنع تسبب هذا الارتفاع في ضغط الدم بأي أضرار على جسم المرأة الحامل أو على الجنين، خصوصا في مرحلة النصف الثاني من فترة الحمل.
إن إجراء قياس ضغط الدم هو الطريقة الوحيدة للتأكد من وجود ارتفاع في ضغط الدم لدى الحامل، وهو ما يتم في كل زيارة تقوم بها الحامل للطبيب خلال متابعة صحة الحمل.
والمهم هو الحرص على تناول الدواء إذا وصفه الطبيب وتقليل تناول الصوديوم الموجود في ملح الطعام وفي كثير من أنواع الأطعمة غير المالحة في طعمها كاللحوم المصنعة والمخللات والأجبان وغيره، والحرص على المتابعة مع الطبيب في العيادة وإجراء الفحوصات التي يُوصي بها.
ولاحظي أن ثمة عدة أنواع لحالات ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل، منها حالة ارتفاع ضغط الدم الحملي، أي الارتفاع الذي يحصل بعد الأسبوع العشرين من الحمل والذي لا يُرافقه زيادة في إفراز البروتينات مع البول. وهناك حالة ارتفاع ضغط الدم المزمن الذي إما أنه يكون لدى المرأة من قبل الحمل وإما أنه ينشأ في الفترة ما قبل بلوغ الحمل عمر العشرين أسبوعا. وهناك حالة يجتمع فيها ضغط الدم المزمن مع زيادة في شدة ارتفاع ضغط الدم في الفترة ما بعد بلوغ الحمل عمر عشرين أسبوعاً. والحالة الرابعة هي حالة الارتجاع أو إكلامبسيا، وهي حالة تعتبر من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل، وهناك أعراض قد تكون نتيجة لحصولها، والتي فيها قد تتضرر المشيمة التي من خلالها تتم تغذية الجنين. والأعراض تشمل الصداع وتشويش الرؤية وصعوبة التنفس وألماً في المعدة وتدني كمية البول واضطراب عمل الكبد والكليتين، وهو ما يتطلب مراجعة الطبيب لتلقي المعالجة اللازمة، والتي منها البقاء في المستشفى لتلقي المعالجة الدوائية والراحة ومتابعة سلامة جسم المرأة الحامل وسلامة الجنين.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».