السعودية تطلق مشروعاً بـ8.2 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن

بالتشارك مع «الصحة العالمية» ويغطي جميع المحافظات

السعودية تطلق مشروعاً بـ8.2 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن
TT

السعودية تطلق مشروعاً بـ8.2 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن

السعودية تطلق مشروعاً بـ8.2 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن

أطلقت السعودية مشروعا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، لمكافحة واحتواء وباء الكوليرا في اليمن بمبلغ يتجاوز 8.2 مليون دولار. ووقّع على اتفاقية المشروع الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع الدكتور نيفيو زاجريا، رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية في اليمن.
وأوضح الربيعة، في تصريح، أنه إنفاذا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالوقوف مع الأشقاء اليمنيين في الأزمة الصحية التي يمرون بها، استجاب المركز بشكل عاجل لتنفيذ عملية تكاملية وبرامج متنوعة لمواجهة وباء الكوليرا والتخفيف من آثاره، مبينا أن المشروع تستفيد منه جميع محافظات اليمن.
وأضاف، أن المركز سيّر قافلة برية تحوي 550 طنا من الأدوية والمستلزمات بمبلغ تجاوز 1.2 مليون دولار، لتشخيص ومكافحة وعلاج وباء الكوليرا أول من أمس، لافتا إلى أن المشروع يهدف إلى الحد من الوفيات والأمراض الناجمة عن الإسهال المائي الحاد (الكوليرا) في جميع محافظات ومديريات اليمن من خلال زيادة المراقبة والاستجابة والكشف المبكر للوباء.
ولفت إلى أن المشروع يتضمن أنشطة عدة، منها المراقبة وتعزيز وتحسين مكافحته والكشف المبكر له، والتحقق من الحالات المصابة، وتحديد مصادر العدوى وعوامل الخطر، ومتابعة الحالات، وإنشاء أماكن مراقبة مجتمعية من خلال المتطوعين الصحيين، وتفعيل فرق الاستجابة السريعة، وتعزيز المختبر المركزي لوزارة الصحة العامة والسكان اليمنية والمختبرات في المستشفيات الرئيسية في المناطق المستهدفة.
وأكد الربيعة، أن المركز اتخذ التدابير اللازمة لتعقيم المياه واختبار جودتها وتطهير مصادرها وتدريب العاملين الصحيين وموظفي المختبرات على اكتشاف الحالات وتشخيصها، وعمل المركز على تثقيف وتحسين السلوك الصحي وتطبيق النظافة وسلامة الأغذية، والعناية بالإصحاح البيئي في المحافظات المستهدفة، وتم توزيع اللوازم الطبية والأدوية الأساسية لمكافحة الوباء في المواقع المستهدفة، وشراء منتجات مكافحة العدوى (الكلور) ومعدات الوقاية وتقديمها إلى المراكز الصحية.
وقال إن «السعودية أول من استجاب لدعم نداءات الأمم المتحدة تجاه اليمن وتبنت النداء الأول كاملا بمبلغ 274 مليون دولار وما تلاه، وكانت في مقدمة الدول دعما لليمن وشعبه في هذه الأزمة التي يعاني فيها اليمنيون ظروفا إنسانية صعبة»
وتطرق إلى أهمية الشراكة مع جميع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، متطلعا إلى سرعة التنفيذ واستخدام جميع الحلول اللوجيستية المتاحة، والوجود والتوازن في جميع مناطق اليمن للتخفيف من معاناة شعبه وإنقاذ حياة آلاف الأنفس.
وناشد الربيعة المجتمع الإنساني الدولي ومنظمات الأمم المتحدة الوقوف مع المركز في هذه الحملة، لمنع أي محاولة اعتداء من قبل الميليشيات الحوثية التي سبق أن نهبت وأعاقت واحتجزت المساعدات الإغاثية من الوصول إلى مستحقيها، خلافا لكل القوانين والأعراف الإنسانية.
وذكر أن هذه الميليشيات تسببت في تردي الخدمات الصحية والبيئية وخدمات الإصحاح البيئي، مما أدى إلى تكدس النفايات بشكل كبير في المحافظات التي تقع تحت سيطرتهم، وضاعف ذلك من انتشار وباء الكوليرا.
إلى ذلك، أكد الدكتور نيفيو زاجريا، أن دعم المركز مهم جدا للمنظمة لتواجه وباء الكوليرا في اليمن. وقال: «دعمكم ودعم الآخرين مهم لنا، ولكن بشكل خاص دعمكم هو الأهم، وهو ما نحتاجه لتسريع الاستجابة العاجلة لمواجهة الوباء، ونتفق مع رؤيتكم التي أوضحتموها تجاه مكافحة الوباء، وهي امتداد لشراكة عمل معكم منذ عام ونصف العام، ونأخذ بعين الاعتبار أن بدايتنا الصحيحة معكم لمحاربة المرض الذي لم يصل إلى ذروته حتى الآن، ونسعى للقضاء عليه».
وتابع: «أنتم محقون في طلبكم وتحفيزكم للأمم المتحدة سرعة التدخل العاجل، وعدم التأخر لمواجهة الكوليرا في اليمن، ورسالتكم القوية التي نحب أن توجهوها للعالم أن كل اليمنيين بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي، ولأجل ذلك نحن موجودون اليوم معكم، لنوقع هذا المشروع المهم لمكافحة هذا الوباء».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.