المعارضة تحذّر من اقتتال الجيش الحر و«النصرة» في جنوب سوريا بعد تنامي الخلافات

نفوذ الجبهة المتشددة يتضاعف بدرعا.. والصراع بدأ بوجود محكمتين شرعيتين

المعارضة تحذّر من اقتتال الجيش الحر و«النصرة» في جنوب سوريا بعد تنامي الخلافات
TT

المعارضة تحذّر من اقتتال الجيش الحر و«النصرة» في جنوب سوريا بعد تنامي الخلافات

المعارضة تحذّر من اقتتال الجيش الحر و«النصرة» في جنوب سوريا بعد تنامي الخلافات

حذرت المعارضة السورية، أمس، من تطوّر الخلاف بين الفصائل المتشددة في جنوب سوريا مع الجيش السوري الحر، إلى اقتتال بينهما، على خلفية اعتقال «الهيئة التنفيذية الشرعية» التابعة لجبهة «النصرة» رئيس المجلس العسكري السابق في درعا أحمد فهد النعمة، وتنامي نفوذ «الجبهة»، الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، منذ الصيف الماضي، وارتفاع نسبة المنضمين إليها إلى ما يشكل 40 في المائة من أعداد المقاتلين المعارضين.
ونبّه عضو المجلس الوطني السوري عبد الرحمن الحاج، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، من «رغبة جبهة النصرة بسيطرة أوسع على جنوب سوريا»، معتبرا أن ازدياد نفوذ «النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، إذا تحقق، «سيهدد دعم الثورة السورية من قبل أصدقاء سوريا في الغرب، لازدياد الاحتمال بأن تتجه المساعدات إلى القاعدة».
وتنامى نفوذ «النصرة» بشكل كبير في جنوب سوريا، منذ الصيف الماضي. ويؤكد ناشط ميداني من درعا، رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أن «أعداد المتشددين المنضوين تحت لواء جبهة النصرة، تضاعفت منذ مطلع عام 2013 حتى الآن بنسبة كبيرة». وأوضح أنه «في مطلع 2013، شكل المتشددون 5 في المائة من كثير قوات المعارضة، لكن عددهم تضاعف منذ أكثر من 8 أشهر حتى الآن، إلى نحو 40 في المائة»، لافتا إلى أن «نسبة المهاجرين منهم تشكل الآن 10 في المائة من مقاتلي المعارضة».
وارتفعت وتيرة المخاوف، بعد اعتقال الهيئة الشرعية في «جبهة النصرة»، رئيس المجلس العسكري السابق في درعا قائد «جبهة ثوار جنوب سوريا» العقيد أحمد فهد النعمة، وتسليمه للمحكمة الشرعية بمحافظة درعا بعد أمر من المحكمة باعتقاله، على خلفية اتهامه بالتواطؤ على تسليم قرية «خربة غزالة» للقوات النظامية. ويرى الحاج في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «اعتقال النعمة، بصرف النظر عن تفاصيل الاتهامات الموجهة إليه، واستهداف قادة الجيش السوري الحر، يقوّض صورة المعتدلين المعارضين في المنطقة»، مطالبا قيادة «الحر» و«المجالس العسكرية الثورية» بأن يكون لها «موقف واضح من التطورات الأخيرة».
وتوقع الحاج أن «يكون لاعترافات النعمة المزعومة التي بدا أنها منتزعة تحت الضغط، تداعيات على العلاقة بين النصرة والجيش الحر، ما قد يسبب ضررا كبيرا للثورة، ويكرر المشهد الآني في شمال البلاد، على الرغم من أن المنطقة الجنوبية لم تشهد حتى الآن ظهورا لافتا للمتشددين يشبه واقع (الدولة الإسلامية في العراق والشام) المعروفة ب(داعش)».
وطفت قضية اعتقال النعمة والأنباء المتضاربة عن إعدامه، على سطح الخلافات التي بدأت قبل ثلاثة أشهر في درعا بين «جبهة النصرة» من جهة، والفصائل المنضوية تحت راية الجيش السوري الحر، وبينها كتائب إسلامية معتدلة، من جهة أخرى. وتوضح مصادر عسكرية في درعا لـ«الشرق الأوسط» أن الخلاف «بدأ على ضوء اعتقال المحكمة الشرعية التي لا تتبع (النصرة)، مسؤولين في الجبهة المتشددة لضلوعهم في اختطاف أشخاص». وإثر ذلك، تتابع المصادر، «اعتقلت النصرة قاضيين من المحكمة، وبثت شريط فيديو لهما تتهمهم فيه بأنهما عميلان لمخابرات أجنبية، غير أن القضية حُلت بينهما على الرغم من أن الرواسب بقيت».
وقبل هذه الحادثة المباشرة، احتك المجلس العسكري في درعا والقادة الميدانيون فيها، مع «جبهة النصرة» في حادثتين منفصلتين. الأولى حين قرر أمير جبهة النصرة شن هجوم على بلدات في محافظة السويداء، بهدف توسيع رقعة سيطرة المعارضة، وتكبيد القوات الحكومية خسائر كبيرة في مناطق تسيطر عليها، وقلما تشهد حراكا كبيرا. وتقول المصادر إن «قيادات الحر الميدانية وقفت بوجه أمير النصرة ومنعته من ذلك، كون السويداء تحتضن أكثر من مائة ألف نازح من درعا، ما سيؤثر حكما على وجودهم». وتشير المصادر إلى أن «نفوذ النصرة، في ذلك الوقت، كان محدودا، ما قادهم إلى التخلي عن فكرة مهاجمة حواجز النظام في السويداء». وبعد نحو ستة أشهر على هذه الحادثة، اصطدمت «الجبهة»، مع قائد المجلس العسكري أحمد النعمة على خلفية تسليم قرية خربة غزالة في درعا، وهي قرية استراتيجية، ويتحدر منها القيادي الأمني البارز في النظام السوري رستم غزالة. وواكب «النصرة» في انتقاد النعمة، عدد من قيادات عسكرية على خلاف معه، وهي التهمة نفسها التي أقر بها النعمة في تسجيل له بثّته المحكمة التنفيذية الشرعية على موقع «يوتيوب» أول من أمس. وكانت مصادر معارضة في درعا أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الحكومية سيطرت على خربة غزالة بعد 65 يوما من القتال، وذلك في 2 مايو (أيار) 2013، مشيرة إلى أن النعمة غادر منذ ذلك التاريخ إلى خارج سوريا، لتلقي «النصرة» القبض عليه أثناء محاولته الخروج منها بعد عودته إلى درعا. وأدى التقدم القوات النظامية باتجاه خربة غزالة، إلى استعادة سيطرتها على كامل الأوتوستراد الدولي (دمشق - درعا). وسحب النعمة المقاتلين من خربة غزالة ليفتح معركة اللواء 52 قرب مدينة الحراك التي انتهت أيضا بالفشل وبخسارة المعارضة مقابل تقدم القوات النظامية إلى بلدة المليحة الغربية المجاورة للواء 52.
وفي مقابل المخاوف من تكرار سيناريو الشمال، حيث انشغل مقاتلو الجيش السوري الحر بالقتال ضد تنظيم «داعش»، منذ مطلع العام الحالي، تستبعد مصادر عسكرية بدرعا في حديث لـ«الشرق الأوسط» نشوب حرب بين الطرفين على خلفية قضية النعمة. وتقول إن النعمة «ليس مادة دسمة للخلاف، كون أوراقه محروقة منذ خروجه من سوريا، وظهور دوره في تسليم خربة غزالة»، مشيرة إلى أن «فصائل الجيش الحر لا تؤيد بأكملها المجلس العسكري، ما دفع المعتدلين إلى النأي بأنفسهم عن الموضوع».
وكانت غرفة العمليات العسكرية في محافظة درعا، أصدرت بيانًا يقضي بعزل العقيد أحمد فهد النعمة من قيادة المجلس العسكري، معتبرة أنه بات مطلوبًا بشكل رسمي لمحكمة ثورية في أرض حوران بسبب «العمل على شق صف الثوار باستمرار وزرع الفتنة بينهم، والتحريض على الاقتتال فيما بينهم، إضافة إلى العمل على تشكيل وحدات وخلايا نائمة لطعن الثورة بظهرها»، فيما اتهمه أحد مناصري جبهة النصرة في تغريدة على تويتر بأنه متهم بتسليم خربة غزالة للنظام السوري، ويعتبر جرمه «خيانة».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.