أفادت مصادر سياسية في إسرائيل بأن سياسة رئيس الولايات المتحدة تجاه اليهود جعلتهم يغيرون مواقعهم وآراءهم السابقة 360 درجة.
فبعد أن احتفل اليمينيون بانتصار ترمب أصبحوا اليوم يتحفظون منه. وفي الوقت الذي هاجمه فيه اليسار واعتبروا فوزه بمثابة «انتصار للاسامية»، أصبحوا اليوم يقفون إلى جانبه، ويعرضون عليه خدماتهم لتشجيعه على المضي قدما في دفع عملية سلام في الشرق الأوسط.
وقال أحد المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن صديقه شلدون أدلسون، الذي كان قد تبرع بمبلغ مائة مليون دولار لحملة ترمب الانتخابية، يبدي امتعاضا واضحا من اندفاع ترمب لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وقد ثار غضبا أول من أمس عندما علم بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، حول نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وتلميحه إلى أن نتنياهو غير معني بنقل السفارة خوفا من رد الفعل الشعبي في المناطق الفلسطينية. وأضافت المصادر أن أدلسن ليس الوحيد في ذلك. فقبل أيام اجتمع قادة «لجنة الرؤساء»، التي تضم رؤساء التنظيمات اليهودية المختلفة في الولايات المتحدة وكندا، وأعربوا عن قلقهم الشديد من إصرار ترمب على دفع مسيرة السلام بسعة. وحسب إحدى الشخصيات اليهودية، التي حضرت عدة لقاءات مؤخرا في البيت الأبيض، فإن الإحساس السائد الآن، هو «أنك تشعر الآن بالاغتراب والإحباط وخيبة الأمل».
وبقدر حماس اليمين لانتصار ترمب، أصبحوا اليوم يتحفظون من سياسته حاليا، خصوصا في تحقيق التسوية السلمية، بعد أن «ضرب عرض الحائط وعوده الانتخابية»، حسب تعبيرهم. وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين اليهود في أميركا: «الواقع أنني لم أكن أتوقع أن أرى ترمب يسير على خط رفاقه في إسرائيل الذين يتربعون على عرش اليمين مثل المستوطنين. لكنه من المفروض أن يأتوا برياح جديدة تعزز مكانة إسرائيل حليفا استراتيجيا، وتعمق انتماءها اليهودي وترتبط بشكل ملموس ومحسوس بمكافحة الإرهاب، لا إعطائه الجوائز عن طريق إقامة دولة فلسطينية ثالثة بين البحر والنهر».
ومن جهة ثانية، باتت حركة «جي ستريت» وأمثالها من اليسار اليهودي في الولايات المتحدة تتصرف بحذر شديد وتنظر بإعجاب إلى تصريحات ترمب. لكنهم يقولون إنهم سيواصلون التصرف بحذر وترقب، وانتظار كيف سيتقدم ترمب إلى الأمام، وهل سيضع حكومة نتنياهو عند مسؤولية سياستها الاستيطانية الرفضية. وفي هذا السياق قال مصدر إسرائيلي إنه قبل ثلاثة أشهر عقدت «جي ستريت» مؤتمرها السنوي فتحول إلى مظاهرة للرفض والاحتجاج ضد ترمب. وكذلك الأمر بالنسبة لحركة «سلام الآن» الأميركية. ولكنهما نشرتا مؤخرا كثيرا من التصريحات التي تقول إنه في حال تقدم ترمب نحو السلام في الشرق الأوسط فإنها تسانده. وقد قال ريك جايكوبس، رئيس الحركة الإصلاحية اليهودية، إن حركته التي تمثل أكبر تيار سياسي في صفوف يهود الولايات المتحدة وكندا، سوف تواصل معارضتها لسياسة ترمب الداخلية، لكنها سوف تدعمه في جهوده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، إذا اتضح أنه جاد ومخلص فيها.
تحول مواقف ترمب يثير حفيظة يهود أميركا
تحول مواقف ترمب يثير حفيظة يهود أميركا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة