خبر صغير قرأته ومر على كثيرين مرور الكرام ولكني أعتقد أنه واحد من أهم الأخبار التي تحدث في الكرة السعودية وحتى العربية؛ لأننا بكل أمانة ما زلنا نعيش عصر (الاحتراف الهاوي) أي أننا نعرف من الاحتراف اسمه فقط، ولكننا رغم وجود عشرات ومئات الندوات والمؤتمرات والكتب والتجارب حول موضوع الاحتراف، لم نستفد منها، بل نحن مصرون على أن نأخذ من الاحتراف ما يناسب شخصيتنا وظروفنا وقولبته بالأشكال التي نحبها وترضينا.
الخبر يقول إن النادي الأهلي السعودي تعاقد مع المستشار القانوني التونسي مصطفى الحبيب ليعزز إدارته القانونية علما بأن الرجل صاحب خبرة كبيرة في قوانين كرة القدم في بلاده وفي الإمارات وفي قارته أفريقيا.
ومن تابع الأخبار والتعاقدات والمشكلات التي تواجهها أنديتنا العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص فسيعرف أن وجود خبير قانوني أو كادر متخصص في دهاليز التعاقدات والعقود وقوانين الاحتراف أمر مهم جداً، بدلا من عشرات القضايا المرفوعة على الأندية من لاعبين بعضهم لم يلعب أي دقيقة، ويطالب بأكثر من مليون ونصف المليون يورو، وهناك آخرون يطالبون بعشرات الملايين ويكفي مثلا قضايا نادي الاتحاد التي أتعبت إداراته المتعاقبة وخصمت من رصيده النقاط، وكادت تهبط به وبغيره للدرجة الدنيا، أو تحرمه من المشاركة في دوري أبطال آسيا، والكلام يعم معظم الأندية العربية وليس السعودية فقط.
أيضا يجب أن يكون هناك إدارة أو هيئة أو رابطة أو لجنة لتثقيف اللاعبين بقوانين الاحتراف، فثلاثة أرباع اللاعبين لا يعرفون من الوكلاء سوى أنهم أقرباء أو أصحاب، وبعض اللاعبين يفاوضون حتى على «الواتساب» وخلال الفترات المسموحة وخارج الفترات المسموحة، بينما المحترفون الأجانب يأتون بعقود (ما تخرّش الميّة) حسب التعبير المصري ويأخذون حقوقهم بالفلس حتى لو بعد حين، وبالقانون الذي نجهل معظم دهاليزه.
القصة ليست فقط في عقود المحترفين، بل في المعسكرات والمباريات والمنتجات وعلامة النادي والمباريات الودية المدفوعة الأجر وعقود اللاعبين الإعلانية والرعاة وعشرات الأمور التي تحتاج إلى تدقيق قانوني يضمن حقوق الأندية واللاعبين على حد سواء.
خطوة جيدة خطاها الأهلي وأتمنى أن تكون خطوة معدية لكل أنديتنا العربية.
مرور الكرام
مرور الكرام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة