رفض الفلسطينييون تصديق تسجيل مثير للجدل نشرته إدارة مصلحة السجون الإسرائليية لشخص قالت إنه مروان البرغوثي، قائد إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهو يتناول بعض الطعام. وتحدى رئيس «نادي الأسير» قدورة فارس سلطات الاحتلال بالسماح لأي محامٍ، ولو كان إسرائيلياً أو مندوباً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو حتى طبيباً، بالتوجه إلى البرغوثي في عزله لإثبات زعم التسجيل.
وقال فارس إن «نشر الفيديو الملفق لم يشكل أي مفاجأة، إذ كان من المتوقع أن تمارس السلطات الإسرائيلية الأكاذيب والتضليل في هذه المرحلة الحساسة من الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال». وأضاف أن «الإضراب دخل مرحلة حاسمة، وإسرائيل تتخبط والفيديو دليل ذلك، وحالة الاضطراب التي تعيشها إسرائيل مؤشر على أن المضربين عن الطعام اقتربوا من مرحلة النصر».
وأظهر الشريط الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية رجلاً قدم على أنه البرغوثي يفتح مغلفاً أبيض، ويفتش في محتوياته قبل أن يجلس في مرحاض الزنزانة ويغلق الباب، ثم يظهر نفس الرجل بلباس آخر يفتح مغلفاً آخر ويتجه إلى المرحاض، ويخرج منهما ما بدا أنه بعض الطعام، فيقتطع منه قطعة صغيرة ويأكلها. وفي الوقت ذاته يتناول الرجل ملحاً. ثم يغسل يديه ووجهه.
وقال وزير الأمن العام الإسرائيلي جلعاد أردان إن «هذا الإضراب عن الطعام لا يتعلق أبداً بأوضاع الإرهابيين المحكومين بالسجن والتي تتوافق مع المعايير العالمية... البرغوثي يتطلع إلى تعزيز مكانته وحسب. إنه قاتل ومنافق يحض زملاءه السجناء على الإضراب وتحمل المعاناة، بينما هو يأكل من خلف ظهورهم».
وردت فدوى البرغوثي، زوجة مروان، متهمة السلطات الإسرائيلية بـ«فبركة» الشريط الذي اعتبرت أنه «يظهر هزيمة الاحتلال أمام صمود الأسرى، ولم نكن نتوقع غير ذلك». وأضافت أن «إسرائيل تلجأ إلى أفعال خسيسة»، مؤكدة أن هذا الأمر «سيزيد إصرار المعتقلين على مواصلة الإضراب». وشددت على أن زوجها اعتقل لأكثر من 15 عاماً، قضى منها ما مجموعه 3 سنوات في العزل، ولا يمكن أن يقع في فخ مثل هذا.
كما نفت «اللجنة الوطنية للإضراب» أن يكون البرغوثي قد علّق إضرابه عن الطعام، وأكدت أن المقطع المصور «ما هو إلا محاولة سخيفة وضيعة لتثبيط عزيمة المضربين»، مشيرة إلى أن «الأسلوب ذاته استخدمه الاحتلال عام 2004». ورأت أن «الإعلام الإسرائيلي يشن حرباً خطيرة من أضاليل وأكاذيب، تهدف إلى خلق بلبلة في الشارع الفلسطيني وبين صفوف الأسرى المضربين عن الطعام». ودعت وسائل الإعلام الفلسطينية إلى «التحلي بالوعي الوطني المستند إلى الثقة العالية بالأسرى» الذين دخل إضرابهم أمس يومه الثاني والعشرين.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن «الإضراب مستمر رغم تصاعد العقوبات الجماعية للأسرى من محاكمات داخلية ونقل تعسفي وإهانات وتفتيش وسط وضع صحي متدهور».
وكان حوالي 1500 أسير فلسطيني بدأو في 17 أبريل (نيسان) الماضي إضراباً مفتوحاً عن الطعام لتحسين شروط اعتقالهم. ويطلب الأسرى الذين يقودهم البرغوثي «إنهاء سياسة العزل وسياسة الاعتقال الإداري، وتركيب هاتف عمومي للتواصل» مع ذويهم، إضافة إلى مجموعة من المطالب التي تتعلق بزيارات ذويهم وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، والسماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية.
وترفض إسرائيل حتى الآن التفاوض مع الأسرى وسط دعوات مسؤوليين بتركهم يموتون من الجوع. وتتخذ إسرائيل إجراءات عقابية ضد الأسرى بدل مفاوضتهم. وتأمل في أن ينجح التسجيل الذي بثته في كسر الإضراب. وقال مسؤولون أمس إنهم ينتظرون تأثيره على المضربين.
تكذيب فلسطيني لوقف البرغوثي إضرابه
عائلته أكدت «فبركة» تسجيل إسرائيلي لتناوله طعاماً في زنزانته
تكذيب فلسطيني لوقف البرغوثي إضرابه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة