مؤسس «ويكيبيديا» ينصح الشباب بتحمل المخاطر وتجربة أفكار جديدة

«واتر يوث نتوورك» تفوز بجائزة «مسك العالمية»

جيمي ويلز خلال حديثه في المنتدى
جيمي ويلز خلال حديثه في المنتدى
TT

مؤسس «ويكيبيديا» ينصح الشباب بتحمل المخاطر وتجربة أفكار جديدة

جيمي ويلز خلال حديثه في المنتدى
جيمي ويلز خلال حديثه في المنتدى

دعا جيمي ويلز مؤسس موقع ويكيبيديا شباب العالم ليكونوا جريئين في طرح أفكارهم، وعدم الخوف من الفشل، والاستفادة من إبداعاتهم، وأكد حاجة المجتمعات إلى تشجيع الشباب على تحمل المخاطر وتجربة أفكار جديدة، مشيراً إلى أن «رؤية السعودية 2030»، مبادرة عظيمة لمشاركة المزيد من الشباب في بناء مستقبل البلاد.
وتحدث ويلز أمس، خلال فعاليات اليوم الثاني من منتدى «يونيسكو الدولي للمنظمات غير الحكومية»، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية» في الرياض، عن حاجة المجتمعات إلى تشجيع الشباب على تحمل المخاطر وتجربة أفكار جديدة، والثقة في قدراتهم على تحقيق النجاح.
وسلّط الضوء على بعض الإخفاقات التي واجهته، بما في ذلك فكرة تقديمه قائمة عبر الإنترنت عام 1996، وصولاً إلى إنشائه محرك بحث أطلق عليه اسم «The Three Apes»، إلى أن وصل إلى إطلاق موقع ويكيبيديا، وأصبحت الموسوعة الإلكترونية التي تُحرّر عن طريق مجتمع الإنترنت، خامس أكبر موقع إلكتروني من حيث عدد الزيارات في العالم. وقال ويلز: «علمتني إخفاقاتي كيف أفشل بشكل أسرع، أنصحكم بالّا تربطوا ذاتكم بعمل معين. والأهم من ذلك، هو أن تحصلوا على أكبر قدر من المتعة خلال مسيرتكم. إذا قررت القيام بشيء مميز وتعتقد أنّه مفيد، وحتى لو كان غير قابل للتطبيق، فهذا يعني على الأقل أنّه بإمكانك أن تفعل شيئا مهماً ومفيداً».
ورداً على سؤال في كيفية مواجهة الشباب للأخبار المزيفة، أكّد ويلز أنّه بإمكان الشباب التحدث مع أصدقائهم ومواجهة الأخبار الزائفة الموجودة على الإنترنت، ليتمكنوا من مواجهة الطبيعة «الفيروسية» لهذه الأخبار الكاذبة. وكان ويلز قد أطلق أخيرا موقع ويكيتريبون، وهو موقع إخباري يقدم مفهوم التحرير المجتمعي للصحافة.
وحضر المؤتمر أكثر من 400 منظمة غير حكومية وأكثر من 2000 موفد وممثل من نحو 70 دولة، وتعد هذه المرة الأولى التي يُستضاف فيها هذا الحدث في المنطقة العربية.
ونُظّمت جلسة نقاشية خلال المنتدى بعنوان: «التعليم من أجل مستقبل مستدام»، أكد الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم السعودي خلالها، أهمية التعليم في صناعة الأجيال والرقي بالمجتمعات، ودور المدارس والجامعات في صناعة مبادرات نوعية تصب في ذلك الجانب، لافتاً إلى أنّ المدارس والجامعات السعودية تمكنت بشكل مباشر من صنع مبادرات نوعية صنعت الفارق في دعم العملية التعليمية، واعتمدت على جهود ذاتية يغمرها الحماس نحو تحقيق مستقبل واعد لجيل الحاضر والمستقبل.
وأشار العيسى إلى الدور الإيجابي لهذه المبادرات من خلال توافقها مع خطط وسياسات وزارة التعليم التي تسلط الضوء على مختلف القضايا التي تهم المجتمع، مثل قضايا البيئة التي تهتم بمصادر المياه، والتصحر، والتنمية المستدامة، منوهاً إلى أن بيئة التعليم بيئة خصبة لبحث الكثير من المشروعات التي تشغل بال مجتمعات العالم بأسره، مؤكداً أهمية رفع مستوى الوعي بهذه القضايا وإيجاد الحلول المناسبة لها. وأكد استعداد وزارة التعليم للتعاون مع المنظمات غير الحكومية، لإيجاد حلول تعالج قضايا البيئة والتنمية المستدامة وذلك في إطار مساعي السعودية في ذلك المجال.
وأدار الجلسة باتريك غالود نائب رئيس لجنة الاتصال بين المنظمات غير الحكومية واليونيسكو، وتحدث فيها خوان بابلو سيلس ممثل شباب رابطة الأمم المتحدة بنيويورك كولومبيا، وتشارلز هوبكنز رئيس كرسي اليونيسكو، عن إعادة توجيه تعليم المعلمين في جامعة يورك كندا، وجيراد كابور رئيس مجلس مكتب السكرتير التنفيذي لدول حوض النيجر، وغريس موارا العضو المشارك في برنامج المناخ التفاعلي.
وسلط المتحدثون الضوء على كيفية ضمان معالجة قضية تغير المناخ، وضرورة إشراك المجتمع بكل فئاته ومستوياته بتلك القضايا، وأهمية التعليم في معالجة هذه القضية التي تزداد أهمية بمشاركة جيل الشباب فيها. وشارك 139 شاباً وفتاة سعوديين، في العمل التطوعي الخيري وتنظيم منتدى اليونيسكو للمنظمات غير الحكومية، في خطوة دأبت عليها مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، فيما تنظمه من أنشطة وفعاليات، مواكبة لرؤية المملكة 2030، فيما يتصل بتطوير المجال غير الربحي وزيادة فاعليته.
وعمل الشباب والفتيات على ترتيب مشاركة المئات من المسؤولين والخبراء والمختصين في مجالات التنمية والشباب والعمل الاجتماعي من مختلف جنسيات العالم في المنتدى الذي تنظمه مؤسسة «مسك الخيرية» بالتعاون مع منظمة «يونيسكو» في مدينة الرياض.
واتفق الشباب على هدف واحد، وهو اكتساب الخبرة من الغير، وتنمية مهاراتهم في العمل التطوعي من خلال هذا المنتدى الذي يتّخذ من «الشباب وتأثيرهم الاجتماعي» موضوعاً رئيسياً له، بمشاركة مجموعة من المنظمات غير الحكومية المرموقة، وعدد من ممثلي الشباب، والخبراء المؤثرين والشخصيات البارزة في مجال العمل الخيري والتطوعي، والمبدعين في مجال العمل الاجتماعي.
وأعلنت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية» نتائج جائزتها العالمية للمنظمات غير الحكومية. وتقدمت 70 منظمة ومؤسسة غير حكومية إلى الجائزة، التي يحصل المشروع الفائز فيها على تمويل نقدي قيمته 112500 ريال (30 ألف دولار)، فيما تشكلت لجنة التحكيم من مؤسس موقع ويكيبيديا الشهير جيمي ويلز، والشيماء حميد الدين ممثلة عن مؤسسة مسك الخيرية، إضافة إلى ألكسندر شيشلك الذي يعمل رئيس قسم الرياضة والشباب في قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية لدى منظمة اليونيسكو.
وفازت بالجائزة منظمة واتر يوث نتوورك التي تهتم بربط مبادرات الشباب في مجال توفير المياه النقية للمناطق التي لا تتوفر فيها مياه، عن طريق توفير قاعدة بيانات لجميع المنظمات والمبادرات والأفراد المهتمين بهذا المجال، ليتمكنوا من التواصل والتعاون لإيجاد مختلف الحلول الممكنة. وكان ضمن المنظمات الخمس التي وصلت إلى المرحلة النهائية، مؤسسة هايف كولاب التي تعنى باحتضان الأفكار في مجال التقنية والابتكار وتحويلها إلى مشروع ربحي، وقدمت هيف كولاب مشروعاً يهتم بخفض مستوى البطالة في أوغندا، كما رُشّحت منظمة فا فيلا من البرازيل، التي تهدف لتعليم وتطوير وتمكين الشباب الناشئ في الأحياء الفقيرة ليكون عضوا فاعلا في الاقتصاد العالمي عن طريق تأهيله للعمل في المشاريع الصغيرة.
كما وصلت منظمة سوم إديتوريال كوليكتيفا للكتابة الجماعية للمرحلة النهائية التي تهتم بالكتابة الجماعية لنشر المعرفة من وإلى مختلف اللغات حول العالم، بهدف صناعة التغيير الاجتماعي بشكل إيجابي، كما وصلت إلى المراحل النهائية منظمة سياوف يوث التي يتركز اهتمامها على الهجرة النظامية حول العالم، خصوصاً أن الكثير من المهجّرين يعانون من ظروف معيشية صعبة، وتهدف المنظمة إلى إيجاد حلول لهجرتهم إلى دول تحتويهم.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».