الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للعنف في جنوب السودان

الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للعنف في جنوب السودان
TT

الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للعنف في جنوب السودان

الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للعنف في جنوب السودان

أعربت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش بالشعور «بالانزعاج إزاء تصاعد أعمال العنف، وما تلاه من معاناة للمدنيين في جنوب السودان نتيجة للهجوم الذي شنته الحكومة مؤخراً».
وحث غوتيريش في بيان صحافي صدر أمس «الحكومة والأطراف المتحاربة الأخرى على وقف الأعمال القتالية، ودعم مسؤوليتها عن حماية المدنيين، والتعاون مع الأمم المتحدة، وغيرها من الجهات الفاعلة الإنسانية لضمان الوصول الآمن إلى جميع المدنيين، الذين يواجهون خطراً وشيكاً على طول الضفة الغربية لنهر النيل».
وقال غوتيريش إن «تجدد القتال يمثل تجاهلاً سافراً وصارخاً للتعهدات التي قطعت خلال مؤتمر قمة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) في 25 من مارس (آذار) الماضي لتنفيذ وقف إطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية».
وأكد الأمين العام أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة في جنوب السودان»، معرباً عن أمله في أن «ينضم إلينا الشركاء الإقليميون والدوليون في تشجيع الطرفين على العودة على وجه السرعة إلى المفاوضات».
وفي السياق ذاته، شدد غوتيريش على أن الأمم المتحدة ملتزمة بالعمل مع الاتحاد الأفريقي و(إيغاد) من أجل التوصل إلى حل سلمي للنزاع.
من جهة ثانية، أعلن جيش جنوب السودان عن سيطرته على منطقة كودوك الاستراتيجية، بعد قتال عنيف مع مقاتلي المعارضة المسلحة المتحالفة مع نائب الرئيس السابق رياك مشار، استمر لنحو ثلاثة أيام، مما أدى إلى تشريد أكثر من 25 ألف شخص دون مساعدات إنسانية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي الحكومي في جنوب السودان سانتو دوميج لـ«الشرق الأوسط» إن قواته سيطرت على مدينة كودوك، تحت القيادة العامة للجنرال جونسون أولوني المتحالف مع النائب السابق للرئيس رياك مشار، مشيراً إلى أن الجيش تلقى معلومات بحصار المتمردين للمدنيين وإنهم منعوا وصول المساعدات الإنسانية، وقال بهذا الخصوص إن أطرافا دولية «كانت تلقي باللوم على الحكومة بأنها سبب الجوع لأنها تمنع وصول الغذاء... لكن الآن اتضح من هم الذين يمنعون وصول المساعدات».
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان لها أمس إن ما يقارب 25 ألف شخص قد نزحوا بسبب القتال في مدينة كودوك بين القوات الحكومية والمتمردين، مبرزا أن المنظمات الإنسانية علقت نشاطها في الضفة الغربية للنيل بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وأعربت المنظمة عن قلقها العميق من معاناة النازحين الذين سيعبرون الحدود إلى السودان بحثا عن السلامة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».