بابا الفاتيكان يلتقي السيسي ويختتم مؤتمر الأزهر اليوم... ويصلى بـ25 ألف مسيحي غداً

رئيس اللجنة المنظمة للزيارة لـ «الشرق الأوسط» : نرد على ادعاءات بأن مصر ليست آمنة

مصريون يسيرون أمام لوحة ترحيبية للبابا فرنسيس في القاهرة أمس (أ. ب)
مصريون يسيرون أمام لوحة ترحيبية للبابا فرنسيس في القاهرة أمس (أ. ب)
TT

بابا الفاتيكان يلتقي السيسي ويختتم مؤتمر الأزهر اليوم... ويصلى بـ25 ألف مسيحي غداً

مصريون يسيرون أمام لوحة ترحيبية للبابا فرنسيس في القاهرة أمس (أ. ب)
مصريون يسيرون أمام لوحة ترحيبية للبابا فرنسيس في القاهرة أمس (أ. ب)

يزور البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مصر اليوم (الجمعة) في زيارة هي الأولى له منذ توليه سدة القصر الرسولي، وذلك تلبية لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريك الكرازة المرقسية، في حين قال الأنبا عمانوئيل عياد مطران الأقصر، رئيس اللجنة المنظمة لزيارة البابا فرانسيس لـ«الشرق الأوسط» إن «حضور البابا لمؤتمر السلام وللقارة رد عملي على الادعاءات بأن مصر ليست آمنة».
وتعد زيارة بابا الفاتيكان الثانية لبابا من باباوات روما لمصر، بعد زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى مصر في 2000.
ووجهت القيادة العامة للقوات المسلحة إدارة الشؤون المعنوية أمس بتسخير جميع الإمكانات الإدارية والفنية والتقنية لنجاح تنظيم إقامة قداس بابا الفاتيكان، الذي من المقرر أن يشهده استاد 30 يونيو بدار الدفاع الجوي (شرق القاهرة) صباح غد (السبت)، ونظرا لأهمية هذا الحدث التاريخي الذي سيشهد حضور 25 ألف مصري قبطي، تضافرت جهود جميع الأجهزة المعنية بالدولة للوصول إلى أعلى إجراءات التنظيم.
كما تشرف إدارة الشؤون المعنوية على الإعداد والتنظيم لهذا الحدث التاريخي، وتوفير كل سبل الابتهاج لجميع الحضور والمشاركين.
وتأتي زيارة بابا الفاتيكان في وقت شهدت فيه مصر عددا من تفجيرات الكنائس، كان آخرَها تفجيران استهدفا كنيستين في طنطا والإسكندرية، أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات مطلع أبريل (نيسان) الحالي، ووضعت السلطات المصرية ترتيبات مشددة لزيارة البابا وتم إعلان حالة الاستنفار في القطاعات الأمنية كافة، وقال مصدر أمني إنه «تم تشديد الإجراءات الأمنية على مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (المقر البابوي)»؛ لكنه في الوقت ذاته أكد أن برنامج الزيارة سري جدا.
ومن المقرر أن يلقي بابا الفاتيكان كلمة ختام «مؤتمر الأزهر العالمي للسلام» في مركز الأزهر للمؤتمرات بضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة) عقب زيارة مرتقبة له لمقر مشيخة الأزهر بالدراسة، ثم حضور حفل تنظمه مؤسسة الرئاسة المصرية على شرفه في أحد فنادق القاهرة بحضور كبار المسؤولين المصريين، وعقب الحفل سيزور البابا فرانسيس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية حيث سيلتقي بالبابا تواضروس الثاني، ويعقد اجتماعا مع مجلس كنائس «أم الدنيا»، وسيرأس قداسا في الكنيسة البطرسية لإحياء ذكرى ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع بها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وراح ضحيته 28 قتيلا، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير.
وتضمنت خطة تأمين بابا الفاتيكان، قيام خبراء المفرقعات بتعقيم الكنائس من الداخل والخارج وفحصها من خلال نشر الكلاب البوليسية والتمشيط الدوري لمحيط الكنائس كافة على مستوى الجمهورية بشكل دوري، ووضع بوابات الكشف عن المعادن على مداخل جميع الكنائس، لضمان التفتيش الدقيق لجميع مرتادي الكنائس، دون استثناء لأحد.
في السياق ذاته، انتشرت لافتات الترحيب بالبابا في شوارع القاهرة، ودونت داخلها عبارة «مرحبا بابا السلام في مصر السلام» وبجانبها صورة البابا فرنسيس.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.