قوات الحشد الشعبي تستعيد مدينة الحضر جنوب غربي الموصل

بعد معارك شرسة مع «داعش»

عنصر من قوات الحشد الشعبي جنوب غربي مدينة الموصل (أ.ف.ب)
عنصر من قوات الحشد الشعبي جنوب غربي مدينة الموصل (أ.ف.ب)
TT

قوات الحشد الشعبي تستعيد مدينة الحضر جنوب غربي الموصل

عنصر من قوات الحشد الشعبي جنوب غربي مدينة الموصل (أ.ف.ب)
عنصر من قوات الحشد الشعبي جنوب غربي مدينة الموصل (أ.ف.ب)

استعادت قوات الحشد الشعبي العراقية، اليوم (الاربعاء)، السيطرة على موقع الحضر الاثري الواقع في منطقة صحراوية جنوب غربي مدينة الموصل، آخر اكبر معاقل تنظيم "داعش" في البلاد.
واكد بيان لقوات الحشد الشعبي "تحرير مدينة الحضر الاثرية شمال مركز القضاء (الحضر) بعد معارك شرسة مع العدو".
وتقدمت قوات الحشد الشعبي من اربعة محاور وبشكل سريع خلال اقتحامها منطقة الحضر بدعم من طيران الجيش العراقي، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية .
وكان الحشد الشعبي اطلق يوم أمس (الثلاثاء) عمليات لاستعادة السيطرة على الحضر، والموقع الاثري شمالها، من سيطرة التنظيم، وفقا لبيان رسمي.
وتعرضت الحضر المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، على غرار مواقع اثرية اخرى الى عمليات تخريب بايدي المتطرفين.
وسيطر التنظيم على منطقة الحضر بعد سيطرته على الموصل في يونيو (حزيران) 2014.
كما تمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على اكثر من عشر قرى، خلال العملية التي تدعمها مروحيات الجيش، وفقا لمصدر في الحشد الشعبي.
وللمنطقة اهمية كونها تشكل مثلثا بين ثلاث محافظات وهي نينوى وصلاح الدين والانبار حيث فرض التنظيم سيطرته على مناطق مهمة.
والحضر المعروفة كذلك باسم حترا باللغات الاجنبية، كانت مركزا دينيا وتجاريا ابان الامبراطورية البارثية.
وتحصيناتها التي اقيمت حولها ساعدتها في الصمود امام الحصار الذي فرضه اثنان من اباطرة الرومان وهما تراجان عام 166 ميلادية وسيبتيموس سيفيروس عام 198 ميلادية.
واستسلمت مملكة الحضر في النهاية الى الملك اردشير الاول، مؤسس السلالة الساسانية بعد عدة عقود، لكن المدينة احتفظت بأبنيتها بشكل جيد طوال قرون تلت ذلك.
وتركت الحضر بصماتها على الثقافة واستخدمت كموقع لافتتاح فيلم الرعب "اكزورسيزت" الذي صور هناك في عام 1973.
ودمر المتطرفون اجزاء من الحضر بعد السيطرة على ثلث مساحة العراق اثر هجوم كاسح في يونيو (حزيران) 2014،.
ويعود تأسيس موقع الحضر الاثري الى القرن الثاني قبل الميلاد، و"مملكة الحضر" من اقدم الممالك في العراق في السهل الشمال الغربي من وادي الرافدين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.