النظام يستعيد «طيبة الإمام» ويصعّد حملته بريف حماة نحو خان شيخون

مسؤولون في البنتاغون يؤكدون نقل طائراته إلى «حميميم» خوفاً من الاستهداف

النظام يستعيد «طيبة الإمام»  ويصعّد حملته بريف حماة نحو خان شيخون
TT

النظام يستعيد «طيبة الإمام» ويصعّد حملته بريف حماة نحو خان شيخون

النظام يستعيد «طيبة الإمام»  ويصعّد حملته بريف حماة نحو خان شيخون

تمكّن النظام من استعادة بلدة طيبة الإمام في ريف حماة، أمس، بعد معارك عنيفة، في حين اتهمه «الائتلاف الوطني» باستخدام أسلحة محرمة دولياً في قصفه الريف الشمالي، وصولاً إلى خان شيخون بريف إدلب؛ وهو ما وضعته بعض المصادر في خانة خطة يقوم بها لتضييق الخناق على المدينة التي استُهدفت قبل أسبوعين بالسلاح الكيماوي، وسقط فيها عشرات القتلى والمصابين.
في غضون ذلك، نقلت شبكة «CNN» الأميركية عن مسؤولين عسكريين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قولهم: إن النظام نقل طائراته الحربية إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية؛ تحسباً لهجمات جديدة محتملة للولايات المتحدة، وذلك بعد أيام، على رفع العلم الروسي في مطار الضمير بريف دمشق، إضافة إلى قيام القوات الروسية في مطار حماة العسكري بتفكيك معدات عسكرية ونقلها إلى قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية على الساحل السوري.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، باستعادة النظام بلدة طيبة الإمام التي سيطرت عليها الفصائل أواخر أغسطس (آب) الماضي، مشيرا إلى استمرار المعارك العنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المعارضة من جانب آخر، على محاور في ريف حماة الشمالي. ولفت إلى أن قوات النظام بدأت هجومها صباح أمس بعد أيام من القصف العنيف والمكثف والمتواصل على قرى وبلدات الريف الحموي، بمئات الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية، حيث استعانت قوات النظام بغطاء ناري لتأمين تقدمها واستعادتها مناطق خسرتها في العام الماضي، منها حلفايا، بعد أن استعادت كامل المناطق التي خسرتها في هجوم الفصائل الأخير في 21 مارس (آذار) من العام الحالي 2017.
وقال مصدر عسكري من النظام السوري لوكالة الأنباء الألمانية: إن «قوات النظام تنفذ ضربات نارية مركزة على مقرات وتحركات (جبهة النصرة) والمجموعات التابعة لها في المناطق المحيطة ببلدة طيبة الإمام، وهي المصاصنة، والبويضة، ومعركبة اللحايا، ومورك، وصلبا بريف حماة الشمالي؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المسلحين وتدمير أسلحتهم». من جهته، قال مصدر إعلامي مقرب من «هيئة تحرير الشام» للوكالة: إن قوات النظام تقدمت داخل بلدة طيبة الإمام، إلا أن المعارك لا تزال مستمرة. وأكد المصدر، أن قوات النظام التي تتبع سياسة الأرض المحروقة مدعومة بطائرات روسية وميليشيات أجنبية، أبرزها حركة النجباء العراقية، والحرس الثوري الإيراني، وقوات الجليل الفلسطينية تتقدم باتجاه القرى المحيطة ببلدة الطيبة من محورين من جهة بلدة محردة، ومن محور حاجز سنجر، وأن مقاتلي «جيش العزة» و«الفرقة الوسطى» و«جيش النصر» و«أحرار الشام» يتصدون لهم.
وأعلن «المرصد»، أن الاشتباكات والقصف المتبادل ومعارك الكر والفر الدائرة في محوري حلفايا وطيبة الإمام اليوم (أمس)، قد تسببت في مقتل ما لا يقل عن 16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، في حين قضى 21 على الأقل من مقاتلي الفصائل.
ورجّحت مصادر في المعارضة السورية لجوء روسيا إلى إدارة عملية عسكرية واسعة في ريف حماة الشمالي، وصولاً إلى حصار مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي واقتحامها، وهو ما أكده مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، قائلا إن «النظام في معركته في ريف حماة يحاول استعادة كل المناطق التي خسرها، وهو بمجرّد استعادة حلفايا سيبدأ معركة مورك لتصبح بعدها خان شيخون على الأبواب». في المقابل، استبعدت مصادر في «الجيش الحر» قدرة النظام على تحقيق هذه الخطة، مؤكدة أن مورك، واستنادا إلى المعارك التي وقعت في عام 2014 هي لصالح المعارضة التي ستحول دون وصوله إليها، استراتيجيا وعسكريا.
ويوم أمس، أكد «الائتلاف الوطني السوري»، أن النظام وروسيا يستخدمان أسلحة محرمة دولياً، كالقذائف الفسفورية والعنقودية والنابالم الحارقة بشكل مكثف خلال غاراتها الأخيرة على ريف حماة الشمالي، وصولاً إلى خان شيخون بريف إدلب. وأفاد مركز حماة الإعلامي بأن أكثر من 200 صاروخ وسبعين غارة جوية، بعضها بالقنابل الفسفورية وقنابل النابالم الحارق والقنابل العنقودية، استهدفت ريف حماة الشمالي، خلال الساعات الماضية، وبخاصة طيبة الإمام، وحلفايا، وكفرزيتا.
واعتبر قسم حقوق الإنسان التابع للجنة القانونية في «الائتلاف الوطني السوري»، أن ما تقوم به قوات النظام والميليشيات المقاتلة إلى جانبه من قتل ومجازر، هي جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب مكتملة الأركان. وطالب «الائتلاف» المجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق خاصة وفرض منطقة حظر جوي ومنطقة آمنة لحماية المدنيين في المناطق المحررة، كما طالب منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني في العالم بالضغط على حكوماتهم للتحرك بفاعلية أكبر من أجل إنهاء عذابات الشعب السوري والحد من جرائم السلطة وإحالة المجرمين إلى المحاكم الدولية لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم من جرائم.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.