موسكو تتمسك بالتعاون مع واشنطن وتدعو لاجتماع ثلاثي في جنيف

موسكو تتمسك بالتعاون مع واشنطن وتدعو لاجتماع ثلاثي في جنيف
TT

موسكو تتمسك بالتعاون مع واشنطن وتدعو لاجتماع ثلاثي في جنيف

موسكو تتمسك بالتعاون مع واشنطن وتدعو لاجتماع ثلاثي في جنيف

عاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات عقب محادثاته في موسكو أمس مع نظيره السنغالي مانكيور نديم، إلى تكرار انتقاداته لقصف الولايات المتحدة مطار الشعيرات بصواريخ «توماهوك»، وقال إنه أدى إلى تعميق الأزمة، وتسبب بتعقيدات، ربما عن قصد، في عملية البحث عن حل سياسي للأزمة السورية. غير أن لافروف، عاد وأكد تمسك بلاده بنهج ترمب في تحسين العلاقات بين البلدين، وذلك في سياق تعليقه على تصريحات معاون ترمب لشؤون الأمن القومي هربرت ماكماستر، التي قال فيها إنه «آن الأوان لإجراء حوار صارم مع روسيا بشأن خطواتها في سوريا ودعمها لنظام الأسد».
وأبدى لافروف رفضه لتلك التصريحات، وقال إنها «نهج غير مقبول». وقال بأن موسكو ستأخذ بالحسبان، فقط، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أعلن في أعقاب محادثات الوزيرين لافروف وتيلرسون في موسكو الأسبوع الماضي، عن استعداده لتحسين العلاقات مع روسيا، وشدد وزير الخارجية الروسي، أمس، على استعداد روسيا لمثل ذلك التعاون.
وفي شأن متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن اجتماع ثلاثي في جنيف الأسبوع المقبل لبحث الأزمة السورية، يشارك فيه ممثلون عن روسيا والولايات المتحدة. ورجح مصدر دبلوماسي في حديث لوكالة «تاس» أن يعقد الاجتماع يوم 24 أبريل (نيسان) . وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات أمس، نقلتها «ريا نوفوستي» إنه «من المخطط عقد لقاء ثلاثي في جنيف بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة، لبحث الملف السوري»، لافتاً إلى أن «موسكو تنتظر حالياً تأكيد الأميركيين» مشاركتهم. وسيشارك كل من غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، وسيرغي فيرشينين مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ممثلين عن روسيا في اجتماع جنيف المرتقب، الذي يرجح أن الدعوة إليه جاءت بمبادرة من الجانب الروسي. وقال بوغدانوف إن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ونائبه رمزي رمزي سيمثلان الأمم المتحدة في الاجتماع الذي «سيكون إطاراً جيداً لبحث كل القضايا، وقبل كل شيء إجراء جولة قادمة من مفاوضات جنيف، فضلاً عن توضيح مواقف الأطراف الخارجية».
ولم يستبعد نائب وزير الخارجية الروسي أن يتناول المجتمعون في جنيف احتمال عقد اجتماع جديد للمجموعة الدولية لدعم سوريا، وقال إن «الحديث يجري الآن حول هذا الأمر، لكن من دون تعمق في القضايا التنظيمية»، مؤكداً اهتمام عدد من الدول الأعضاء في المجموعة بعقد مثل هذا الاجتماع»، وقال إنه «ربما من المفيد عقد لقاء للمجموعة الدولية بمشاركة كل الأطراف الخارجية المؤثرة (على الوضع في سوريا)، في إطار جهود دفع عملية جنيف». وفي محاولة للتذكير بالتعاون الروسي - الأميركي في إطار المجموعة الدولية من منطلق رئاستهما المشتركة للمجموعة.
وأبدت روسيا قلقها منذ القصف الأميركي لمطار الشعيرات، على مصير العملية السياسية. لذلك شددت الخارجية الروسية مراراً الأسبوع الماضي على عدم وجود بديل عن الحل السياسي لإنهاء الأزمة. إذ أكد لافروف عقب محادثاته مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ووزير خارجية النظام وليد المعلم، في موسكو يوم 14 أبريل الحالي، أن الوزراء الثلاثة أكدوا عدم وجود بديل عن السبل السياسية الدبلوماسية لحل الأزمة، وأكدوا كذلك مساهمتهم في جهود التسوية عبر منصتي جنيف وآستانة. وكانت العملية السياسية موضوعاً رئيسياً شدد عليه لافروف ووزير الخارجية القطري خلال محادثاتهم في موسكو نهاية الأسبوع الماضي. وأمس عاد لافروف وحذر من المماطلة في التحضير للجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف، وتوقع انطلاقها يومي 3 - 4 مايو (أيار)، معرباً عن أمله في أن يحدد دي ميستورا موعداً مناسباً مع الأخذ بالاعتبار اقتراب شهر رمضان المبارك.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.