مقتل 56 مدنياً في الحديدة الشهر الماضي

بينهم 4 أطفال زج بهم إلى جبهات القتال

مقتل 56 مدنياً في الحديدة الشهر الماضي
TT

مقتل 56 مدنياً في الحديدة الشهر الماضي

مقتل 56 مدنياً في الحديدة الشهر الماضي

وثقت منظمة حقوقية غير حكومية في محافظة الحديدة، مقتل أربعة أطفال جندتهم ميليشيات الحوثي وصالح وزجت بهم في جبهات القتال، من أصل 56 قتيلا، ضمن رصدها انتهاكات الميليشيات في المحافظة للشهر الماضي.
وقال عضو تحالف «رصد للحقوق» بالحديدة، غالب القديمي، إن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية «لا تزال يوما بعد يوم تفاقم من معاناة أهالي الحديدة من خلال تصعيدها للانتهاكات وملاحقات واعتقالات المواطنين، في الوقت الذي ما زالت تعاني الحديدة، خاصة مع فصل الصيف الحار، انقطاعا تاما للكهرباء منذ عامين، ما جعل أبناء الحديدة يعيشون وضعا مأساويا بسبب فقرهم وعوزهم وانتهاكات الميليشيات، علاوة على الحرب المستمرة».
وأضاف القديمي لـ«الشرق الأوسط» أنه «في الوقت الذي يستمر فيه الوضع الاقتصادي مترديا وتسبب في تردي أوضاع المعيشة، ما زالت الميليشيات الانقلابية تمارس انتهاكاتها الأشد بحق أبناء تهامة، في حين أن جميع المخطوفين من أبناء تهامة أصبحوا في حكم المخفيين قسرا بعدما منعت الميليشيات الانقلابية أهاليهم من زيارتهم أو معرفة الأماكن التي تم نقلهم إليها». مشيرا إلى أن «أبناء تهامة أصبحوا يعيشون بطش الميليشيات الانقلابية، والصمت الدولي لما يعانونه».
ودعا المنظمات المحلية والدولية والمهتمين إلى «سرعة إنقاذ أبناء تهامة المغيبين في سجون الميليشيات الانقلابية ومعرفة مصيرهم».
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه تحالف «رصد»، - وهو منظمة مجتمع مدني محلية غير حكومية - في محافظة الحديدة الساحلية، عن ارتكاب ميليشيات الحوثي وصالح في الحديدة نحو 218 حالة انتهاك خلال شهر مارس (آذار) الماضي، تنوعت بين اختطاف وقتل وتجنيد أطفال ونهب ممتلكات.
وذكر «رصد» في تقريره الحديث أن فريق الرصد المحلي في محافظة الحديدة «وثق 162 حالة انتهاك بحق الأشخاص، منها 56 حالة قتل، من بينها 4 حالات لأطفال مجندين لدى ميليشيات الحوثي وصالح، و11 قتيلا من اللاجئين صوماليين، وقتيل واحد قامت بتصفيته الميليشيات الانقلابية، و29 صيادا عثر عليهم في البحر بعد قصف قواربهم مع نفي جميع الجهات مسؤوليتها عن قصفهم».
وأضاف أن عدد المخطوفين لدى الميليشيات الانقلابية بلغ «86 مختطفا، بينهم ناشطتان، وتوزع بقية المختطفين بين سياسيين وتربويين وناشطين وصحافيين وضباط في الجيش ورجال أعمال ومواطنين وأطباء، علاوة على تجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات حيث تم رصد 9 حالات، وحالتي اعتداء جسدي ولفظي، و5 حالات اعتداء على الحريات العامة، و27 إصابة تعرض لها لاجئون صوماليون أثناء وجودهم بالقرب من ميناء الحديدة».
وذكر التقرير أن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ارتكبت انتهاكات بحق الممتلكات العامة والخاصة، واقتحام قرى، واستحداث نقاط تفتيش ومعسكرات تدريبيه، وابتزازا ماليا، واقتحام 4 مدارس، وتحويل بعضها ثكنات عسكرية بلغت 4، وتهديدا لمدرسين ونهب معدات مؤسسات حكومية واقتحام منشأة حكومية والاعتداء على منظمة مجتمع مدني محلية واقتحام منازل».
على الصعيد ذاته، كشف ائتلاف المنظمات الحقوقية والإنسانية بمحافظة حجة، المحاذية للسعودية، في تقريره الحقوقي ارتكاب الميليشيات الانقلابية لنحو 60 حالة انتهاك في حجة خلال شهر مارس الماضي، تنوعت بين قتل واختطاف وإخفاء قسري واقتحام وغير ذلك.
وقالت إن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ارتكبت 60 حالة انتهاك خلال شهر مارس الماضي، بينها 4 حالات قتل وأكثر من 50 حالة اختطاف وإخفاء قسري واقتحام منازل ونهب ممتلكات، حيث إن حالات الخطف والإخفاء توزعت ما بين 6 حالات في المدينة والمغربة وحجة ونجرة و5 حالات في الجميمة، و7 حالات في مبين، و4 حالات في كحلان الشرف وكحلان عفار، و7 حالات في شرس، و15 حالة في قفل شمر ومستبأ وبني قيس وكعيدنة، و10 حالات في كشر ووشحة وعبس وبكيل الخبر وميدي وخيران المحرق».
ودعا ائتلاف المنظمات الحقوقية جميع المنظمات الإنسانية المعنية بسرعة التدخل لإنقاذ المواطنين من الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».