مصلحة السجون الإسرائيلية تباشر حملة لإجهاض الإضراب العام للأسرى

مصلحة السجون الإسرائيلية تباشر حملة لإجهاض الإضراب العام للأسرى
TT

مصلحة السجون الإسرائيلية تباشر حملة لإجهاض الإضراب العام للأسرى

مصلحة السجون الإسرائيلية تباشر حملة لإجهاض الإضراب العام للأسرى

باشرت مصلحة السجون الإسرائيلية، منذ فجر أمس، حملة قمعية هدفها إجهاض الإضراب العام المقرر في جميع السجون والمعتقلات، بقيادة الأسير مروان البرغوثي.
وقد بدأت الحملة بعملية اقتحام لسجن «كتسعوت» الصحراوي في النقب، والاعتداء على الأسرى، واعتقلت السلطات 45 أسيرا وجرحت 8 أسرى، وباشرت عملية نقل واسعة للأسرى الأعضاء في لجنة قيادة الإضراب بغرض تفريقهم وقطع التواصل فيما بينهم.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن إدارة سجن نفحة اعتدت بشكل وحشي مساء السبت على ثمانية أسرى، وذلك بعد اقتحامها لقسم 14 في السجن. وبينت الهيئة في بيان لها أنه تم اقتحام القسم بأعداد كبيرة من عناصر القمع المدججين بكافة الأسلحة، وتمت الاعتداءات بطريقة عشوائية بقصد إلحاق الضرر بالأسرى. وأشارت إلى أنه تم فرض مجموعة من العقوبات عليهم، بحجة مخالفة الأنظمة.
وفي السياق، أصدرت سلطات الاحتلال 46 أمر اعتقال إداريا بحقّ أسرى بينهم النائب في المجلس التشريعي، محمد إسماعيل الطل، من الخليل. وهؤلاء هم من الأسرى الذين كان ينبغي إطلاق سراحهم، بعد انتهاء محكوميتهم، لكن الاحتلال يريد إبقاءهم في الأسر.
وكان الأسرى قد قرروا إعلان الإضراب عن الطعام في يوم الأسير الفلسطيني 17 أبريل (نيسان) الجاري احتجاجا على قرارات مصلحة السجون إساءة شروط اعتقالهم وتصعيد العنف ضدهم. وبادر إلى الإضراب الأسير مروان البرغوثي، المحكوم بالسجن لخمسة مؤبدات. والبرغوثي هم من أبرز قيادات حركة «فتح»، المعروف بمشاركته في قيادة الانتفاضة الثانية. وهو يحظى بشعبية واسعة في صفوف الفلسطينيين، لدرجة ترشيحه لرئاسة الشعب الفلسطيني. وحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن الأسرى في سجون الاحتلال قرروا الإضراب تضامنا مع البرغوثي وشراكة له. وقد اتخذ هذا القرار في سجن «هداريم»، بتأييد من جميع الفصائل الفلسطينية، وبضمنها حماس.
المعروف أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يزيد على 7 آلاف. وهو يزداد يوميا، نتيجة للاعتقالات التي تنفذها سلطات الاحتلال في البلدات الفلسطينية كل ليلة. ويبدو أن هناك نية لدى الاحتلال لكسر شوكتهم والتراجع عن اتفاقيات الهدنة بينها وبينهم، التي بموجبها تمنحهم بعض الحقوق الإنسانية الأولية، مثل وجبات الطعام ونوعيتها، وساعات الخروج من الزنازين وزيارات الأهل وغيرها.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.