الميليشيات تحتجز عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع في ذمار

يمنية تحمل مساعدات غذائية على رأسها في تعز (أ.ف.ب)
يمنية تحمل مساعدات غذائية على رأسها في تعز (أ.ف.ب)
TT

الميليشيات تحتجز عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع في ذمار

يمنية تحمل مساعدات غذائية على رأسها في تعز (أ.ف.ب)
يمنية تحمل مساعدات غذائية على رأسها في تعز (أ.ف.ب)

قالت مصادر يمنية في محافظة ذمار إن ميليشيات الحوثي وصالح تواصل منذ الأربعاء الماضي احتجاز عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والبضائع في مدخل مدينة ذمار، دون السماح لها بالمرور إلى العاصمة صنعاء أو بقية المحافظات، إلا بعد دفع رسوم وإتاوات مالية مضاعفة.
وذكر مصدر مطلع رفض الإشارة إلى هويته أن مكاتب التخليص الجمركي الخاضعة لسيطرة الميليشيات في ذمار (وسط البلاد) استحدثت نقاطاً للتخليص الجمركي للواردات والسلع الواردة إلى المحافظة عبر طرق مختلفة، خصوصاً من عدن ومن مأرب عبر البيضاء ورداع، في الوقت الذي جرت فيه جمركة تلك البضائع في الموانئ والمنافذ التي وصلت إليها.
وقال مراقبون إن هذه الخطوة تزيد من فرض الحصار والخناق على اليمنيين الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية غاية في السوء جراء الانقلاب، وإنها جاءت بعد أيام على تنفيذ خطوة مماثلة لمكاتب الجمارك في العاصمة صنعاء. وأثارت هذه الخطوة مخاوف كثير من اليمنيين في مناطق النطاق الجغرافي الخاضع لسيطرة الميليشيات، من ارتفاع جديد في أسعار المواد الغذائية، خصوصاً مع قدوم شهر رمضان المبارك.
في موضوع آخر، تواصل الميليشيات الانقلابية في محافظة إب بوسط البلاد ولليوم الخامس على التوالي اختطاف 9 أشخاص من طاقم الهيئة الطبية الدولية في المحافظة. وقالت مصادر في الهيئة وأخرى طبية في المحافظة، إن الميليشيات اختطفت 9 من الطاقم الإداري التابع للهيئة من سكن إقامتهم إلى جهة مجهولة، ولأسباب غير معروفة بعد.
واستنكرت وكيلة وزارة الصحة العامة، الدكتورة أشواق محرم، ما تتعرض له المنظمات الدولية العاملة في الجانب الصحي أو الإغاثي للانتهاكات والمضايقات من قبل الميليشيات وخصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، أو تلك التي تشهد معارك ومواجهات مستمرة. وطالبت محرم، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، الأمم المتحدة، والجهات المعنية، بالضغط على الميليشيات وتحميلها كامل المسؤولية عما تتعرض له المنظمات الإغاثية والطبية العاملة في اليمن.
وتقوم الهيئة الطبية الدولية بتقديم المساعدات الطبية في مديرية حبيش ومنطقة الصبرة في المحافظ. وتعرضت كثير من المنظمات الدولية والإقليمية، خصوصاً العاملة في المجال الطبي والإغاثي، للمضايقات والانتهاكات من قبل الميليشيات في مدن يمنية تشهد معارك، وأخرى تسيطر عليها الميليشيات. وجاء اختطاف طاقم الهيئة الطبية الدولية في إب، بعد أسبوع من إعلان منظمة «أطباء بلا حدود» توقُّف نشاطها في مستشفى الثورة بالمدينة جراء التدخل المباشر للميليشيات في نشاطاتها.
ومنذ اندلاع الحرب في اليمن، تعرض كثير من المستشفيات للتدمير من قبل الميليشيات وتوقفت أعمالها جراء انعدام ونقص في المحاليل الطبية والأدوية، في وقت تزايدت فيه المخاوف والتحذيرات الأممية والإقليمية من انهيار الوضع الصحي في البلاد، لا سيما في ظل استمرار الميليشيات في مصادرة المواد الطبية والأدوية واستخدامها فيما تسميه «المجهود الحربي».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».