اشتداد حرب القناصة في الموصل القديمة

قناص عراقي: التنظيم يحاول خداعنا بدمى

اشتداد حرب القناصة  في الموصل القديمة
TT

اشتداد حرب القناصة في الموصل القديمة

اشتداد حرب القناصة  في الموصل القديمة

حول ضيق شوارع المدينة القديمة وسط الموصل وكثافة السكان فيها معركة تحرير ما تبقى من مناطق الجانب الأيمن من المدينة إلى حرب بين قناصة القوات العراقية ومسلحي تنظيم داعش المتحصنين بين المدنيين. بينما كشف قائمقام الموصل عن تحرير نحو 60 في المائة من مساحة الجانب الأيمن ووجود أكثر من 300 ألف مدني محاصر في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.
ويقف علي (عرف نفسه لنا بهذا الاسم) وهو مقاتل ضمن صفوف قوات الشرطة الاتحادية في مبنى يبعد نحو 400 متر من الجامع النوري (الجامع الكبير) وسط الموصل القديمة، حيث يقنص من خلال فتحات في الحائط مسلحي التنظيم الذين يتمركزون حول المنارة الحدباء التاريخية، وقال هذا المقاتل الذي شارك في معارك تحرير الجانب الأيسر وجنوب الموصل لـ«الشرق الأوسط»: «تمكنت منذ بداية معركة تحرير المدينة القديمة من قنص الكثير من مسلحي التنظيم، فالرصاصة التي أطلقها تصيب الهدف بنسبة 100 في المائة، تمكنت أنا ورفاقي المقاتلون من قناصة الشرطة الاتحادية من شل حركة مسلحي (داعش) حول الجامع بشكل كبير وما هي إلا أيام وقواتنا ستحرر الجامع».
وأضاف هذا المقاتل: «مسلحو (داعش) يستخدمون الكثير من الحيل لتجنبنا ولخداعنا، أهمها أنهم يضعون دمى تحمل بنادق قناصة ويلبسونها ملابسهم لتظهر لنا أنه قناص داعشي ويحاولون التحرك والهروب تحت هذا الغطاء لكننا نراقبهم من عدة اتجاهات ونقضي على تحركاتهم ونكشف حيلهم».
وتعد القوات العراقية منذ أيام لاقتحام ما تبقى من أحياء المدينة القديمة حيث تشن بين الحين والآخر هجمات متتالية على مسلحي «داعش» لتدمير دفاعاتهم وتنشر العشرات من قناصيها في الأبنية التي تقع على تماس مع الأحياء الخاضعة لسيطرة التنظيم، وبحسب القادة الأمنيين العراقيين فإنهم يريدون تحرير المدينة بأقل عدد من الخسائر سواء في صفوف المدنيين أو في صفوف قواتهم.
بدوره بين قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق، رائد شاكر جودت، تفاصيل الهجمات النوعية التي نفذتها قواته ضد أهداف «داعش»، أمس، وقال: «نفذت قوات النخبة والرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية مسنودة بعشرات القناصين عمليات نوعية قرب جامع النوري استهدفت خلالها دفاعات داعش»، مشيرا إلى أن القوات المهاجمة استخدمت الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية في هذه العمليات. وتزامنا مع هذه الهجمات كثفت أمس القوات الأمنية عمليات إنقاذ المدنيين المحاصرين في الأحياء التي تشهد اشتباكات شرسة بينها وبين مسلحي التنظيم، وفتحت ممرات جديدة لخروج المدنيين من هذه الأحياء رغم استمرار التنظيم في عمليات القنص والقصف بقذائف الهاون التي تخلف يوميا العشرات من القتلى والجرحى في صفوفهم.
في غضون ذلك قال قائمقام الموصل حسين علي حاجم إن التنظيم «لديه عدد كبير من المقاتلين لذا يُقاتل بوحشية ويتعامل بشراسة مع المدنيين الأبرياء، والآن هناك أكثر من 300 ألف مدني محاصر». وأوضح أن «الجانب الأيمن من الموصل يتألف من 80 حيا، تبقى منها نحو 35 حيا لاستكمال تحرير المدينة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».