إسرائيل تعترف بسقوط «طائرة من دون طيار» في سوريا... وتحذيرات من الانجرار للحرب

تصريحات بأن معارضين داخل «حزب الله» اغتالوا بدر الدين

إسرائيل تعترف بسقوط «طائرة من دون طيار» في سوريا... وتحذيرات من الانجرار للحرب
TT

إسرائيل تعترف بسقوط «طائرة من دون طيار» في سوريا... وتحذيرات من الانجرار للحرب

إسرائيل تعترف بسقوط «طائرة من دون طيار» في سوريا... وتحذيرات من الانجرار للحرب

أكد الناطق العسكري الإسرائيلي، أمس، سقوط طائرة إسرائيلية من دون طيارة، من طراز «راكب السماء» في الأراضي السورية، أول من أمس، وقال إنه يجري فحص ظروف سقوطها. وجاء بيان الناطق العسكري، فقط، بعد قيام وسائل إعلام عربية بنشر صورة للطائرة الإسرائيلية، التي سقطت في منطقة الجولان السوري، يظهر فيها مجسم كامل للطائرة. وتظهر طائرة «راكب السماء 10» بشكل واضح في الصور، إلى جانب رقمها المتسلسل واسم الشركة الإسرائيلية المنتجة لها «ألبِت». وعلى الرغم من التقارير السورية التي ادعت اعتراض الطائرة في سماء البلاد، فإن الناطق العسكري الإسرائيلي قال إن الطائرة سقطت في ظروف لم تتضح بعد.
وقام الجيش الإسرائيلي بهذه الخطوة الاستثنائية إثر احتدام النقاش القائم في المجتمع الإسرائيلي حول مدى الحكمة من نشاط الجيش على الأرض السورية، حيث ترتفع أصوات كثيرة ترفض هذا النشاط وتعتبره «مغامرة غير محسوبة» و«محاولة لتوريط إسرائيل في حرب لا حاجة إليها». وقد بلغ هذا النقاش ذروته، بخروج صحيفة «هآرتس» بمقال افتتاحي، أمس، حذرت فيه من الحرب. وذكّرت فيه بأن إسرائيل جرت نفسها إلى الحرب في سنة 1967 وكذلك في 1973. وقالت: «يمكن لهذا الأمر الحدوث الآن أيضا، في أعقاب الصدامات بين سلاح الجو الإسرائيلي وقوات الدفاع الجوي السورية، وذلك يتطلب إدارة سياسة موزونة ومدروسة، من أجل منع الحرب على الجبهة الشمالية، فإسرائيل كانت تفضل الرد بوجبات صغيرة ضد الأسلحة التي يمكن العمل ضدها بقوة في الحرب الكبيرة». وتابعت بقولها، إن النجاح في معركة كهذه يكون جزئيا، ومن شروطها الصمت، لكي لا يتم تحدي الرئيس بشار الأسد وزعيم «حزب الله» حسن نصرالله، وحثهما على الدفاع عن كرامتهما بواسطة عمليات مضادة. لكنه تم في الآونة الأخيرة خرق هذه التفاهمات الصامتة، مع تزايد التدخل الروسي إلى جانب نظام الأسد.
إلى ذلك، ادعى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، أمس، أن القيادي في «حزب الله»، مصطفى بدر الدين، الذي قتل في العام الماضي في سوريا، قد تم اغتياله من قبل معارضيه في صفوف «حزب الله»، وليس من إسرائيل أو أي طرف آخر.
وأضاف آيزنكوت، في كلمة أمام مؤتمر مئير دغان للأمن والاستراتيجية في كلية نتانيا الأكاديمية، أن الاغتيال الذي حصل في دمشق في شهر مايو (أيار) الماضي يؤكد «عمق الأزمة الداخلية التي يعيشها هذا التنظيم، خصوصا بعد تورطه في الحرب السورية». وتابع أن «ذلك يعكس نطاق الوحشية والتعقيدات والتوترات بين (حزب الله) وإيران، على الرغم من أن (حزب الله) ينفي هذه الأنباء باستمرار».
وفي السياق نفسه، نقل موقع «واللا نيوز»، الإسرائيلي، عن مصدر في الجيش قوله إن «إسرائيل تعتقد أن أمر اغتيال بدر الدين قد صدر من قبل الأمين العام للحزب حسن نصر الله بنفسه؛ إذ إن بدر الدين، الذي شغل منصب (رئيس أركان حزب الله) علق في مواجهات مع جهات إيرانية في سوريا، وذلك في أعقاب الخسائر الكبيرة التي مني بها (حزب الله) في سوريا، وادعوا، في حينه، أن بدر الدين اغتيل في قصف للمعارضة، ولكن منظمة لحقوق الإنسان في سوريا، أكدت، في حينه، أنه لم يحصل أي قتال في المنطقة. ولذلك فإن عناصر استخبارية في تل أبيب، تقول إن من يقف وراء اغتياله هم رجالات (حزب الله) نفسه الموالين لإيران والرافضين لأي خلاف معها، وفي مقدمتهم حسن نصر الله. وأنه عندما يتحدث آيزنكوت عن معارضين في (حزب الله) إنما يقصد معارضين لاستقلالية (حزب الله) عن إيران».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.