استخدام النظام لمنظومة «إس 200» يكشف إدارة الروس لمنظومة «إس 300» الأكثر تطوراً

صاروخ {إس 300} أثناء تجريبه في منطقة استراخان الروسية (غيتي)
صاروخ {إس 300} أثناء تجريبه في منطقة استراخان الروسية (غيتي)
TT

استخدام النظام لمنظومة «إس 200» يكشف إدارة الروس لمنظومة «إس 300» الأكثر تطوراً

صاروخ {إس 300} أثناء تجريبه في منطقة استراخان الروسية (غيتي)
صاروخ {إس 300} أثناء تجريبه في منطقة استراخان الروسية (غيتي)

قال معارض سوري إن إطلاق قوات النظام السوري لصواريخ دفاع جوي من طراز «إس 200»، ضد الطائرات الإسرائيلية، يعزز التقديرات بأن منظومة «إس 300» التي أدخلتها روسيا إلى سوريا في الخريف الماضي، «لا تزال تحت الإدارة العسكرية الروسية ولم تُسلم للنظام السوري».
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية بأن قوات النظام السوري أطلقت للمرة الأولى صواريخ SA - 5. (التي تعرف أيضا باسم إس 200)، باتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي كانت تعتزم ضرب أسلحة «استراتيجية» لـ«حزب الله»، وهي المنظومة التي أطلقها الاتحاد السوفياتي في عام 1975، وخضعت لتعديلات لاحقة.
لكن النسخة المستخدمة في الرد أمس، هي النسخة المحدثة منها، بحسب ما قال الباحث العسكري السوري المعارض العميد أحمد رحال لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن المنظومة «خضعت لتطوير، وسلمت روسيا النظام حديثاً النسخة المحدثة من المنظومة». ورغم أن هذه النسخة المحدثة، «تعد من الجيل الثالث بالنسبة لسوريا» بعد صواريخ سام 6 ومنظومات أخرى مثل «كوبرا»، فإنها «منظومة قديمة بالنسبة لروسيا التي تستخدم إس 300 وإس 400».
ويمثل استخدام هذه المنظومة المحدثة، أول اختبار لها على الساحة السورية. وقال رحال إن وصولها إلى سوريا «من شأنه أن يحدث تلك المنظومة المتهالكة التي لا تزال تعتمد منظومات الدفاع الجوي منذ الثمانينات»، لكنه أشار إلى أن استخدامها «لن يكون فعالاً ضد الطائرات الإسرائيلية التي تستخدم أنظمة تشويش فعالة، بوسعها التشويش على منظومة الصواريخ تلك». وقال إن إعلان تل أبيب أن الطائرات لم تتعرض لخطر «يفسر بأن إطلاق الصواريخ كان أثناء مغادرة الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي السوري».
وقال رحال إن النظام يمتلك منظومات صواريخ مثل «سام» و«بانسر» المعدة لحماية منصات قواعد الصواريخ وهي تكتيكية لمدى 15 - 30 كيلومترا. وقال إن استخدام «إس 200»، «يشير إلى أن النظام لم يتسلم منظومة إس 300 التي يبدو أنها بإدارة روسية في سوريا، وليست بإدارة سورية»، مشيراً إلى أن منظومتي «إس 300» و«إس 400»، «تمتازان بمداهما البعيد وبتقنياتهما العالية، وتشكلات خطراً على إسرائيل، لذلك بقيتا بإدارة وطاقم روسي».
وأعلنت السلطات الروسية، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وصول منظومة صواريخ S - 300 المضادة للطائرات إلى سوريا، وفقا لما نقلته وكالة أنباء «سبوتنبك» الروسية الحكومية. ونقل تقرير الوكالة على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشنكوف، قوله: «تم شحن إلى الجمهورية العربية السورية بطارية من نظام الصواريخ المضادة للطائرات، وهذه المنظومة مخصصة لتأمين أمن القاعدة البحرية في طرطوس التي تقع في المنطقة الساحلية القريبة من سفن مجموعة العمل البحرية الروسية من الجو».
وتابع الجنرال الروسي قائلا: «منظومة S - 300 هي منظومة دفاعية بحتة ولا تشكل أي تهديد لأي طرف»، لافتا إلى أن «الولايات المتحدة هي التي أفشلت كافة الاتفاقات بشأن نظام وقف إطلاق النار بتاريخ 9 سبتمبر (أيلول) بعجزها عن فصل ما يسمى المعارضة عن جبهة النصرة والسماح للإرهابيين بإجراء إعادة التموضع والتموين».
واللافت أن هذه المنظومة، أقل تطوراً من منظومة «إس 400» التي ثبتتها موسكو في قاعدة حميميم في اللاذقية العام الماضي، إثر إسقاط تركيا لمقاتلة روسية بريف اللاذقية. مع العلم أن المنظومتين متشابهتان بالأدوار، رغم الـ«إس 400» تتمتع بمزايا العمل على مسافات أطول لردع الصواريخ الاستراتيجية، وأكثر تعقيداً لجهة عملها، وتعد ذا كلفة أكبر، وسط ترجيحات أيضاً أن يكون الـ«إس 300» معداً لتسليمه في مرحلة لاحقة للنظام السوري، أسوة بتسليمه إلى إيران.
ويعتبر إطلاق هذه الصواريخ، ثاني تحرك دفاع جوي سوري ضد طائرات إسرائيلية خلال أشهر. ففي سبتمبر الماضي، نشرت وكالة الأنباء الرسمية بيانا لقيادة جيش النظام قالت فيه إن الطيران الإسرائيلي اعتدى «على أحد مواقعنا العسكرية بريف القنيطرة، فتصدت وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت له طائرة حربية جنوب غربي القنيطرة (جنوب) وطائرة استطلاع غرب سعسع (ريف دمشق)».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.