تيلرسون يختبر مهاراته الدبلوماسية في مواجهة كوريا الشمالية

بدأ جولة آسيوية للبحث مع حلفائه عن حل للأزمة

تيلرسون يختبر مهاراته الدبلوماسية في مواجهة كوريا الشمالية
TT

تيلرسون يختبر مهاراته الدبلوماسية في مواجهة كوريا الشمالية

تيلرسون يختبر مهاراته الدبلوماسية في مواجهة كوريا الشمالية

وصل وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أمس إلى طوكيو في مستهل جولة على عواصم آسيوية وسط الأزمة الناجمة عن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
وحطت الطائرة التي كانت تقل تيلرسون في مطار طوكيو مساء أمس، وكان في استقباله مسؤولون يابانيون وأميركيون. ووعد تيلرسون باعتماد نهج متشدد حيال نظام كيم جونغ - أون المعزول، في حين يجري مباحثات مع اليابان وكوريا الجنوبية والصين.
كما سيبحث المبادلات التجارية، بعد أن أوحت تصريحات الرئيس دونالد ترمب بنشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين. لكن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن سلوك كوريا الشمالية الاستفزازي «سيكون في صلب» مباحثات تيلرسون مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ووزير خارجيته فوميو كيشيدا اليوم.
وبعد طوكيو، سيتوجه تيلرسون إلى سيول التي باتت في مرمى سلاح مدفعية كوريا الشمالية، لإجراء محادثات مع المسؤول الحالي بعد إقالة الرئيسة بارك غون - هاي الأسبوع الماضي بسبب فضيحة فساد.
وفي عطلة نهاية الأسبوع، سيزور بكين وسط تقارير عن وضع تيلرسون اللمسات الأخيرة على خطط الرئيس الصيني شي جينبينغ لزيارة ترمب في أبريل (نيسان) المقبل. وقد تكون المباحثات في الصين إيجابية، فقد أعلن رئيس الوزراء لي كيكيانغ خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع السنوي للجنة المركزية للحزب الشيوعي أمس أن «ثمة آفاقا واعدة للتعاون بين الصين والولايات المتحدة».
وحذر من أن الاستثمارات الأميركية في الصين ستتضرر في حال اندلاع حرب تجارية، قائلاً: «أعتقد أنه بإمكاننا الجلوس والتحاور والعمل معاً لإيجاد حلول، مهما كانت خلافاتنا».
لكن سيتعين على تيلرسون التطرق أيضا إلى ملف كوريا الشمالية، وسعيها لتطوير برنامج صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على تهديد مدن أميركية أو قواعد في المحيط الهادي.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر للصحافيين: «ستكون لديه مناسبة خلال كل محطة للتطرق إلى الخطوات المقبلة، أو ما نفعله حاليا بشأن ملف كوريا الشمالية».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي قبل مغادرة تيلرسون واشنطن: «إنه بالتأكيد التحدي الذي تواجهه علاقاتنا، وبصراحة فإن أمن شبه الجزيرة الكورية على المحك».
وقد تكون الصين البلد الأخير القادر على التأثير في كوريا الشمالية التي تجاهلت العقوبات الدولية الكثيرة المفروضة عليها في إطار برنامجها للأسلحة النووية. وبكين قلقة تماما كالولايات المتحدة لمحاولات بيونغ يانغ بناء ترسانة نووية، لكن رد فعلها كان أكثر اعتدالاً حيال برنامجها للصواريخ الباليستية.
كما أبدت بكين تحفظات إزاء دعم أي إجراء من شأنه زعزعة استقرار نظام كيم، وتعرب علناً عن قلقها لقرار واشنطن نشر منظومة «ثاد» الدفاعية في كوريا الجنوبية. من جهتها، تصرّ واشنطن على أن هذه المنظومة الدفاعية تنشر لحماية كوريا الجنوبية والقواعد الأميركية من صواريخ بيونغ يانغ، لكن الصين تخشى من أن يؤثر رادارها المتطور على قدرة الردع الصينية. وفي تعليقاته الأخيرة، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن الولايات المتحدة مسؤولة تماما كما كوريا الشمالية عن الأزمة الأخيرة، وأن البلدين يتجهان نحو «مواجهة».
ونظراً إلى ضآلة فرص نزع فتيل الأزمة، سعى مسؤولون في الخارجية الأميركية في واشنطن إلى فرض عقوبات إضافية قد تلحق أضرارا بالمصارف الصينية التي تتعامل مع كوريا الشمالية. لكن مسؤولين أميركيين قللوا من شأن صدور أي إعلان خلال هذه الجولة. وسيختبر تيلرسون تقبل الصين لفكرة تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، فيما يحاول تبديد المخاوف من خلاف تجاري وشيك بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال تونر إن «الجميع متفق على نقطة واحدة هي كيف يمكن وقف التصرفات السيئة لكوريا الشمالية؟»، مضيفاً: «أعتقد أن جزءا من هذه الرحلة هو لاتخاذ قرار بشأن الخطوات المقبلة».
وأوضح: «أعتقد أنه يريد مواجهة هذا التحدي خلال هذه الرحلة. لكن علينا ألا ننسى حجم علاقاتنا التجارية مع المنطقة. إنها في غاية الأهمية».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.