«المستقبل» يحذر من أزمة سياسية في غياب قانون جديد للانتخابات

علوش لـ «الشرق الأوسط»: الفراغ في البرلمان اللبناني يقودنا إلى المؤتمر التأسيسي

جندي في البحرية البريطانية يقف فوق حاملة طائرات هليكوبتر قتالية أثناء رسوها في ميناء بيروت أمس (أ.ف.ب)
جندي في البحرية البريطانية يقف فوق حاملة طائرات هليكوبتر قتالية أثناء رسوها في ميناء بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

«المستقبل» يحذر من أزمة سياسية في غياب قانون جديد للانتخابات

جندي في البحرية البريطانية يقف فوق حاملة طائرات هليكوبتر قتالية أثناء رسوها في ميناء بيروت أمس (أ.ف.ب)
جندي في البحرية البريطانية يقف فوق حاملة طائرات هليكوبتر قتالية أثناء رسوها في ميناء بيروت أمس (أ.ف.ب)

حذّر الأمين العام لتيار «المستقبل» في لبنان أحمد الحريري، من «أزمة سياسية في البلاد، في حال لم يتم التوصل إلى إقرار قانون جديد لانتخابات». ورأى أن «أي فشل في إقرار هذا القانون، سيقود إلى إجراء الانتخابات وفق القانون النافذ، أو الذهاب إلى تمديد غير تقني للمجلس النيابي». ومن جهة أخرى، اعتبر عضو المكتب السياسي مصطفى علوش، أن «الفراغ في البرلمان غير وارد، لأن هذا الفراغ سيقود إلى مؤتمر تأسيسي ينسف المنظومة السياسية في لبنان».
وانطلاقاً من ثابتة أن قانون الانتخاب هو المدخل للحلّ، شبّه أحمد الحريري ما يحصل في ملف قانون الانتخاب بـ«الحزورة الكبيرة». وذكّر أن الرئيس سعد الحريري «قدم كثيراً من الصيغ التي تراعي هواجس المسيحيين، وتحديداً في موضوع اختيار نوابهم، كما تراعي خصوصيات بعض الأفرقاء في البلد، آخذاً بعين الاعتبار النفس الإيجابي الذي حصل بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، الذي لا يمكن أن يكتمل إلا بخارطة طريق واضحة لإجراء الانتخابات النيابية»، وشدد على أن «أي تأجيل غير تقني للانتخابات يعيد البلد إلى جو الإحباط الذي كان سائداً في زمن الفراغ الرئاسي».
وقال أمين عام «المستقبل» في حديث إذاعي، إن «موقف الرئيس سعد الحريري واضح، فهو يريد قانون انتخاب لا يشعر فيه أي طرف بالغبن بشكل مباشر، وعلى كل الأطراف أن تقدم تنازلات للوصول إلى هذا القانون»، معتبراً أن «إقرار قانون والذهاب إلى تمديد تقني هو أمر صحي، لأننا بذلك نكون قد اجتزنا خطوة كبيرة، أما الفراغ أو التمديد من دون الوصول إلى قانون، فمن شأنه أن يشكل أزمة سياسية». ولاحظ أن «الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) يبدو منزعجاً من التوافق المسيحي، لأنه قد يشكل قوة لا يستهان بها في مجلس النواب المقبل، إذا تم إقرار أي قانون يعطي المسيحيين 45 نائباً بشكل مباشر»، معتبراً أن «حزب الله يريد قانوناً يعطيه نفس نتيجة قانون الستين، بحيث لا يحظى أحد بثلث معطل، أو بأكثرية مطلقة داخل مجلس النواب، فهو لا يهمه أن يزيد كتلته أو ينقصها، لأنه في النهاية يملك السلاح».
أما عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، فرأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عدم الاتفاق على قانون انتخاب يضعنا أمام احتمالين، إما إجراء الانتخابات وفق القانون النافذ، وإما أن يجتمع مجلس النواب ويمدد لنفسه تمديداً غير تقني». وأكد علوش أن «الأزمة السياسية حاصلة بكل الأحوال، لأن كل القوى رفعت السقف وطرحت شعارات وجودية»، لافتاً إلى أن «رئيس الجمهورية أعلن صراحة أنه إذا لم تُجر الانتخابات على أساس قانون جديد يكون العهد قد فشل، ورئيس الحكومة أشار إلى أن عدم إقرار قانون للانتخابات يعني أن الحكومة باتت عاجزة».
وأضاف علوش أن «رفع السقف يعني أن لا أحد يريد تسوية، وبذلك يدفع باتجاه حتمية الأزمة، لكن الثابت الوحيد هو أن الكل لا يريد فراغاً في المجلس النيابي، ولا ننسى أن البرلمان قادر على أن يجتمع ويمدد لنفسه، وهنا لا يستطيع رئيس الجمهورية أن يقول أنا أفضل الفراغ على التمديد، لأن هذا المجلس الذي انتخبه منبثق عن إرادة الشعب، وبالتالي هو يرفض الإرادة الشعبية».
وشدد عضو المكتب السياسي في «المستقبل»، على أن «الفراغ في السلطة التشريعية، لم يسبق أن حصل بتاريخ لبنان، وإذا حصل هذه المرة، يعني الذهاب نحو المؤتمر التأسيسي الذي تحاشينا الوصول إليه، وعندها سيخسر الجميع، لأن التغيير سيطال كل المنظومة السياسية في لبنان». ولفت إلى أن «أول ما سيطلبه حزب الله في المؤتمر التأسيسي هو تشريع سلاحه وعلاقته مع إيران القائمة خارج الدولة ومؤسساتها»، معتبراً أن «هذه الإشكالية التي نعيشها الآن، هي نتيجة طبيعية لبقاء كل طرف أسير شعاراته».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.