أفلام الأسبوع

«أرض الألغام»  للمخرج الدنماركي مارتن زاندفيليت
«أرض الألغام» للمخرج الدنماركي مارتن زاندفيليت
TT

أفلام الأسبوع

«أرض الألغام»  للمخرج الدنماركي مارتن زاندفيليت
«أرض الألغام» للمخرج الدنماركي مارتن زاندفيليت

روحي ‬
بعد عام ونصف من إنتاجه تبدأ صالات دول الخليج بعرض هذا الفيلم الرائع للمخرجة اللبنانية جيهان شعيب. «روحي» هو فيلم عن العودة إلى بيت العائلة التي غادرته بطلة الفيلم وهي ما زالت صغيرة. إذ تعود من باريس لتعيش في قصر والدها، تجد نفسها أمام أبواب الذاكرة التي تفتح على شتى أنواع الأسئلة. كشف مع الذات والتاريخ معالج بمشاهد لا تتوقف عن الإيحاء والتعريف بالشخصيات وبالأحداث والمعاني غير المنطوقة. بهذا الفيلم تنتقل المخرجة من الفيلم القصير إلى الفيلم الروائي الطويل بجدارة مع تشكيل فني جيد للصورة تحيل بعض المشاهد إلى لوحات.

Rock Dog

في مدينة تشبه مدننا تعيش فيها حيوانات ناطقة، يرغب الكلب بودي (لوك ويلسون) التحول إلى مغني روك أند رول ويجد لدى القطّة (صوت لويس بلاك) ما يرغب به من مساعدة. كل هذا يبدأ عندما يكتشف الكلب الراديو ويستمع إلى موسيقاه. المخرج آش برانون له باع طويل في سينما الرسوم المتحركة، كحال هذا الفيلم، تشمل A Gug‪›‬s Life وSurf‪›‬s Up وسلسلة Toy Story وهو يعامل فيلمه الجديد بالسلاسة التقنية المعهودة في باقي أعماله.

When Two Worlds Collide ‬

يضع المخرجان هايدي براندنبيرغ وماثيو أورزل أيديهما على الحقيقة الموجعة في هذا الفيلم التسجيلي حول مصير القبائل التي تسكن غابات بيرو أمام غزو المؤسسات الصناعية للمنطقة في رغبتها استحواذ الأراضي والتنقيب فيها أو إنشاء معامل كيماويات عليها. يتحدث المخرجان عن المتغيرات البيئية، وما يصيب البشر والطبيعة ويقضي على الحيوانات والأسماك في الوقت ذاته. ليس أن الموضوع جديد، لكنه مقدّم بعناية ولا يخفي نقده ووقوفه مع تلك القبائل في صراعها للبقاء.
Land of Mine ‬

أحد أفضل أفلام مسابقة أوسكار الفيلم الأجنبي يحط في عروض أوروبية هذه الأيام. يدور حول وقائع حقيقية حدثت في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية عندما أُجبر الجنود الألمان المعتقلون في المعسكرات الدنماركية على العمل في الحقول المترامية لانتزاع الألغام المزروعة. مما يبدو أمراً منطقياً في بادئ الأمر ينجلي عن فعل غير إنساني يضع حياة الجنود في خطر متواصل ويعرضهم للمجاعة ولنوع من العبودية. ينوي المخرج الدنماركي مارتن زاندفيليت تقديم صورة لمعاملة غير عادلة، بل مأسوية تعرض إليها الجنود الألمان وجلهم من دون العشرين من العمر.

Before I Fall

في بدايته هو فيلم من تلك الأفلام الشبابية المرحة التي تتحدث عن فتاة (زوي دوتش) لديها كل ما تطلبه من أسباب الترفيه والمتعة. بعد نحو ثلث ساعة يعمد المخرج روسو يونغ إلى رسم إطار داكن لما يدور الفيلم حوله سرعان ما يمتد ليشمل الأحداث ذاتها وذلك منذ أن تتعرض بطلة الفيلم لحادثة سيارة تجعلها تعايش الأيام ذاتها كلما تستيقظ من النوم. الفانتازيا تدخل صلب الموضوع في معالجة تستخدم التشويق لإرسال مضامين اجتماعية.



هوليوود ترغب في صحافيين أقل بالمهرجانات

جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
TT

هوليوود ترغب في صحافيين أقل بالمهرجانات

جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)

عاش نقادُ وصحافيو السينما المنتمون «لجمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» (كنت من بينهم لقرابة 20 سنة) نعمة دامت لأكثر من 40 عاماً، منذ تأسيسها تحديداً في السنوات الممتدة من التسعينات وحتى بُعيد منتصف العشرية الثانية من العقد الحالي؛ خلال هذه الفترة تمتع المنتمون إليها بمزايا لم تتوفّر لأي جمعية أو مؤسسة صحافية أخرى.

لقاءات صحافية مع الممثلين والمنتجين والمخرجين طوال العام (بمعدل 3-4 مقابلات في الأسبوع).

هذه المقابلات كانت تتم بسهولة يُحسد عليها الأعضاء: شركات التوزيع والإنتاج تدعو المنتسبين إلى القيام بها. ما على الأعضاء الراغبين سوى الموافقة وتسجيل حضورهم إلكترونياً.

هذا إلى جانب دعوات لحضور تصوير الأفلام الكبيرة التي كانت متاحة أيضاً، كذلك حضور الجمعية الحفلات في أفضل وأغلى الفنادق، وحضور عروض الأفلام التي بدورها كانت توازي عدد اللقاءات.

عبر خطّة وُضعت ونُفّذت بنجاح، أُغلقت هذه الفوائد الجمّة وحُوّلت الجائزة السنوية التي كانت الجمعية تمنحها باسم «غولدن غلوبز» لمؤسسة تجارية لها مصالح مختلفة. اليوم لا تمثّل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» إلّا قدراً محدوداً من نشاطاتها السابقة بعدما فُكّكت وخلعت أضراسها.

نيكول كيدمان في لقطة من «بايبي غيرل» (24A)

مفاجأة هوليوودية

ما حدث للجمعية يبدو اليوم تمهيداً لقطع العلاقة الفعلية بين السينمائيين والإعلام على نحو شائع. بعضنا نجا من حالة اللامبالاة لتوفير المقابلات بسبب معرفة سابقة ووطيدة مع المؤسسات الإعلامية المكلّفة بإدارة هذه المقابلات، لكن معظم الآخرين باتوا يشهدون تقليداً جديداً انطلق من مهرجان «ڤينيسيا» العام الحالي وامتد ليشمل مهرجانات أخرى.

فخلال إقامة مهرجان «ڤينيسيا» في الشهر التاسع من العام الحالي، فُوجئ عدد كبير من الصحافيين برفض مَنحِهم المقابلات التي اعتادوا القيام بها في رحاب هذه المناسبة. أُبلغوا باللجوء إلى المؤتمرات الصحافية الرّسمية علماً بأن هذه لا تمنح الصحافيين أي ميزة شخصية ولا تمنح الصحافي ميزة مهنية ما. هذا ما ترك الصحافيين في حالة غضب وإحباط.

تبلور هذا الموقف عندما حضرت أنجلينا جولي المهرجان الإيطالي تبعاً لعرض أحد فيلمين جديدين لها العام الحالي، هو «ماريا» والآخر هو («Without Blood» الذي أخرجته وأنتجته وشهد عرضه الأول في مهرجان «تورونتو» هذه السنة). غالبية طلبات الصحافة لمقابلاتها رُفضت بالمطلق ومن دون الكشف عن سبب حقيقي واحد (قيل لبعضهم إن الممثلة ممتنعة لكن لاحقاً تبيّن أن ذلك ليس صحيحاً).

دانيال غريغ في «كوير» (24A)

الأمر نفسه حدث مع دانيال كريغ الذي طار من مهرجان لآخر هذا العام دعماً لفيلمه الجديد «Queer». بدءاً بـ«ڤينيسيا»، حيث أقيم العرض العالمي الأول لهذا الفيلم. وجد الراغبون في مقابلة كريغ الباب موصداً أمامهم من دون سبب مقبول. كما تكرر الوضع نفسه عند عرض فيلم «Babygirl» من بطولة نيكول كيدمان حيث اضطر معظم الصحافيين للاكتفاء بنقل ما صرّحت به في الندوة التي أقيمت لها.

لكن الحقيقة في هذه المسألة هي أن شركات الإنتاج والتوزيع هي التي طلبت من مندوبيها المسؤولين عن تنظيم العلاقة مع الإعلاميين ورفض منح غالبية الصحافيين أي مقابلات مع نجوم أفلامهم في موقف غير واضح بعد، ولو أن مسألة تحديد النفقات قد تكون أحد الأسباب.

نتيجة ذلك وجّه نحو 50 صحافياً رسالة احتجاج لمدير مهرجان «ڤينيسيا» ألبرتو باربيرا الذي أصدر بياناً قال فيه إنه على اتصال مع شركات هوليوود لحلّ هذه الأزمة. وكذلك كانت ردّة فعل عدد آخر من مديري المهرجانات الأوروبية الذين يَرون أن حصول الصحافيين على المقابلات حقٌ مكتسب وضروري للمهرجان نفسه.

لا تمثّل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» إلّا قدراً محدوداً من نشاطاتها السابقة

امتعاض

ما بدأ في «ڤينيسيا» تكرّر، بعد نحو شهر، في مهرجان «سان سيباستيان» عندما حضر الممثل جوني دَب المهرجان الإسباني لترويج فيلمه الجديد (Modi‪:‬ Three Days on the Wings of Madness) «مودي: ثلاثة أيام على جناح الجنون»، حيث حُدّد عدد الصحافيين الذين يستطيعون إجراء مقابلات منفردة، كما قُلّصت مدّة المقابلة بحدود 10 دقائق كحد أقصى هي بالكاد تكفي للخروج بحديث يستحق النشر.

نتيجة القرار هذه دفعت عدداً من الصحافيين للخروج من قاعة المؤتمرات الصحافية حال دخول جوني دَب في رسالة واضحة للشركة المنتجة. بعض الأنباء التي وردت من هناك أن الممثل تساءل ممتعضاً عن السبب في وقت هو في حاجة ماسة لترويج فيلمه الذي أخرجه.

مديرو المهرجانات يَنفون مسؤولياتهم عن هذا الوضع ويتواصلون حالياً مع هوليوود لحل المسألة. الاختبار المقبل هو مهرجان «برلين» الذي سيُقام في الشهر الثاني من 2025.

المديرة الجديدة للمهرجان، تريشيا تاتل تؤيد الصحافيين في موقفهم. تقول في اتصال مع مجلة «سكرين» البريطانية: «الصحافيون مهمّون جداً لمهرجان برلين. هم عادة شغوفو سينما يغطون عدداً كبيراً من الأفلام».

يحدث كل ذلك في وقت تعرّضت فيه الصحافة الورقية شرقاً وغرباً، التي كانت المساحة المفضّلة للنشاطات الثقافية كافة، إلى حالة غريبة مفادها كثرة المواقع الإلكترونية وقلّة عدد تلك ذات الاهتمامات الثقافية ومن يعمل على تغطيتها. في السابق، على سبيل المثال، كان الصحافيون السّاعون لإجراء المقابلات أقل عدداً من صحافيي المواقع السريعة الحاليين الذين يجرون وراء المقابلات نفسها في مواقع أغلبها ليس ذا قيمة.

الحل المناسب، كما يرى بعض مسؤولي هوليوود اليوم، هو في تحديد عدد الصحافيين المشتركين في المهرجانات. أمر لن ترضى به تلك المهرجانات لاعتمادها عليهم لترويج نشاطاتها المختلفة.