أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء أول من أمس بقصر محمد الخامس بكوناكري، مباحثات على انفراد مع رئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي.
إثر ذلك، اتسعت هذه المباحثات لتشمل عن الجانب الغيني كلا من الوزير مدير ديوان الرئاسة إبراهيم أكليل كابا، ووزيرة الاقتصاد والمالية مالادو كابا، وعن الجانب المغربي وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ووزير السكنى وسياسة المدينة محمد نبيل بنعبد الله، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش.
وترأس الملك محمد السادس والرئيس كوندي، بعد ذلك مراسم التوقيع على ثماني اتفاقيات للتعاون الثنائي. وقال الرئيس الغيني في كلمة بالمناسبة إن «الزيارتين السابقتين اللتين حل خلالهما الملك محمد السادس بغينيا، تحملان في طياتهما الخير العميم لهذا البلد، وذلك على ضوء الاتفاقيات الكثيرة الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات».
وقدم وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش في مستهل هذه المراسم عرضا أكد من خلاله أن المملكة المغربية عازمة على تقاسم التجربة التي راكمتها في المجال الفلاحي مع جمهورية غينيا، وذلك بموجب الاتفاقيات التي تم توقيعها بهذا الخصوص، وذكر أن هذه الاتفاقات تتعلق بالتعاون في المجال الفلاحي عبر إنجاز مشروع للتهيئة الهيدرو - فلاحية لمساحة تتراوح ما بين 200 و300 هكتار، والتعاون من أجل إحداث مشروعات لتجميع إنتاج الذرة، والتعاون لإحداث منظومة للمحافظة العقارية.
وأبرز أخنوش الأهمية التي يحتلها مجال تدبير الموارد المائية وترشيد الري ضمن مخطط «المغرب الأخضر»، والشراكة الثنائية المربحة للطرفين في مجال تجميع الذرة، وكذا أهمية تقاسم تجربة المملكة مع جمهورية غينيا من أجل إحداث نظام وطني للمحافظة العقارية.
من جهته، قدم علي الفاسي الفهري، المدير العام للمكتب المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب، عرضا مماثلا أبرز من خلاله الخطوط العريضة لمشروع التطهير السائل لمدينة كوناكري، الذي يعد ورشا مهيكلة تندرج في إطار مقاربة التقدم والتنمية الشاملة والمندمجة التي تقودها جمهورية غينيا، موضحا أن هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب ووزارة المدينة والتهيئة الترابية بجمهورية غينيا، يشمل إنجاز وإعادة تأهيل الشبكات على طول 36 كلم (حوضي مادينا ولاندريا)، وإنجاز محطتين للضخ، وإنجاز التجهيزات الصحية، إلى جانب تأهيل محطة التصفية الحالية وإنجاز محطة تصفية جديدة مع تثمين الطاقة.
أما وزير السكنى وسياسة المدينة محمد نبيل بنعبد الله، فأكد أن المغرب طور خبرة ومهارة في مجال التعمير، وسيضعهما رهن إشارة جمهورية غينيا من أجل التأهيل الحضري لمدينة كوناكري، مشيرا إلى أن الاتفاقية المتعلقة بتأهيل مدينة كوناكري، ستمكن من تحقيق مجموعة من المبادرات ذات الأولوية لتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، ومكافحة التلوث، وتحسين شبكة الطرق بالعاصمة الغينية.
وأوضح بنعبد الله أن المغرب سيقدم لغينيا الدعم التقني والمؤسساتي اللازم لرفع قيمة التمويلات التكميلية، مسجلا أنه سيتم أيضا، وفقا لرؤية وتوجهات الملك محمد السادس، وضع نقل الكفاءات في صلب هذه الشراكة.
من جانبه، أعلن مصطفى التراب الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفات أنه، بتعليمات من الملك محمد السادس، قرر المغرب إنتاج وتزويد مائة ألف طن من الأسمدة لفائدة غينيا لتلبية حاجيات الموسم الفلاحي الحالي بهذا البلد.
وأشرف الملك محمد السادس والرئيس كوندي أمس على إعطاء انطلاقة أشغال بناء مسجد جديد بالعاصمة كوناكري، أطلق عليه ملك المغرب اسم «مسجد محمد السادس».
وستمتد هذه المعلمة الدينية والثقافية على مساحة هكتار واحد من ضمنها 4040 مترا مربعا مغطاة، وتضم قاعة للصلاة تتسع لأكثر من 3000 مصل ومصلية، ومكتبة، وقاعة للمحاضرات، وجناحا إداريا، ومدرسة قرآنية، وسكنا للإمام، ومرآبا للسيارات، ومناطق خضراء.
كما قام الملك محمد السادس والرئيس كوندي أمس أيضا بزيارة لورش بناء مركب للتكوين المهني بكوناكري، واطلعا على تقدم أشغال إنجاز مستشفى للأم والطفل بالعاصمة الغينية.
ويروم مركب التكوين المهني بكوناكري، المنجز من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، تمكين قطاع البناء والأشغال العمومية وقطاع السياحة والفندقة والمطعمة من الموارد البشرية المؤهلة، وتعزيز فرص التشغيل في صفوف الشباب مع النهوض بإدماجهم الاجتماعي والمهني، ومواكبة الورش الكبرى للتنمية الاجتماعية - الاقتصادية التي جرى إطلاقها في غينيا.
وستوفر هذه البنية تكوينات في 21 تخصصا وتسعة تخصصات في قطاع السياحة والفندقة والمطعمة، وتقدر الطاقة الاستيعابية للمركب، الذي ستنتهي الأشغال به في يونيو (حزيران) 2017، ألف متدرب، من ضمنهم 600 متدرب في قطاع البناء والأشغال العمومية، و400 متدرب في قطاع السياحة والفندقة والمطعمة.
أما مستشفى الأم والطفل بكوناكري (16 مليون دولار)، المنجز من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، فيهدف إلى المساهمة في تقليص وفيات الأم والطفل، والتكفل بأمراض الأم والطفل وبحالات الحمل المحفوفة بالمخاطر، والمساهمة في تكوين مهنيي الصحة ونقل الكفاءات. وسيكون بوسع المستشفى تأمين 1200 حالة ولادة سنويا، وتقديم 6000 استشارة في مجال طب التوليد وأمراض النساء، و12 ألف استشارة في تخصص طب الأطفال، و600 تدخل جراحي خاص بطب التوليد وأمراض النساء، و3000 تدخل جراحي في مجال جراحة الأطفال.
وقام ملك المغرب ورئيس غينيا أمس أيضا بزيارة لورش بناء نقطة مجهزة لتفريغ السمك بتيمي نيتاي بكوناكري، كما اطلعا على تقدم أشغال إنجاز نقطة مجهزة لتفريغ السمك بمنطقة بونفي بكوناكري.
ملك المغرب ورئيس غينيا يشرفان على توقيع 8 اتفاقيات للتعاون الثنائي
أطلقا أشغال بناء مسجد جديد بكوناكري.. واطلعا على مشروع مستشفى للأم والطفل
ملك المغرب ورئيس غينيا يشرفان على توقيع 8 اتفاقيات للتعاون الثنائي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة