ملك المغرب ورئيس غينيا يشرفان على توقيع 8 اتفاقيات للتعاون الثنائي

أطلقا أشغال بناء مسجد جديد بكوناكري.. واطلعا على مشروع مستشفى للأم والطفل

العاهل المغربي الملك محمد السادس مع رئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي خلال إشرافهما على توقيع اتفاقيات للتعاون الثنائي في كوناكري أمس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس مع رئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي خلال إشرافهما على توقيع اتفاقيات للتعاون الثنائي في كوناكري أمس (ماب)
TT

ملك المغرب ورئيس غينيا يشرفان على توقيع 8 اتفاقيات للتعاون الثنائي

العاهل المغربي الملك محمد السادس مع رئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي خلال إشرافهما على توقيع اتفاقيات للتعاون الثنائي في كوناكري أمس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس مع رئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي خلال إشرافهما على توقيع اتفاقيات للتعاون الثنائي في كوناكري أمس (ماب)

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء أول من أمس بقصر محمد الخامس بكوناكري، مباحثات على انفراد مع رئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي.
إثر ذلك، اتسعت هذه المباحثات لتشمل عن الجانب الغيني كلا من الوزير مدير ديوان الرئاسة إبراهيم أكليل كابا، ووزيرة الاقتصاد والمالية مالادو كابا، وعن الجانب المغربي وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ووزير السكنى وسياسة المدينة محمد نبيل بنعبد الله، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش.
وترأس الملك محمد السادس والرئيس كوندي، بعد ذلك مراسم التوقيع على ثماني اتفاقيات للتعاون الثنائي. وقال الرئيس الغيني في كلمة بالمناسبة إن «الزيارتين السابقتين اللتين حل خلالهما الملك محمد السادس بغينيا، تحملان في طياتهما الخير العميم لهذا البلد، وذلك على ضوء الاتفاقيات الكثيرة الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات».
وقدم وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش في مستهل هذه المراسم عرضا أكد من خلاله أن المملكة المغربية عازمة على تقاسم التجربة التي راكمتها في المجال الفلاحي مع جمهورية غينيا، وذلك بموجب الاتفاقيات التي تم توقيعها بهذا الخصوص، وذكر أن هذه الاتفاقات تتعلق بالتعاون في المجال الفلاحي عبر إنجاز مشروع للتهيئة الهيدرو - فلاحية لمساحة تتراوح ما بين 200 و300 هكتار، والتعاون من أجل إحداث مشروعات لتجميع إنتاج الذرة، والتعاون لإحداث منظومة للمحافظة العقارية.
وأبرز أخنوش الأهمية التي يحتلها مجال تدبير الموارد المائية وترشيد الري ضمن مخطط «المغرب الأخضر»، والشراكة الثنائية المربحة للطرفين في مجال تجميع الذرة، وكذا أهمية تقاسم تجربة المملكة مع جمهورية غينيا من أجل إحداث نظام وطني للمحافظة العقارية.
من جهته، قدم علي الفاسي الفهري، المدير العام للمكتب المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب، عرضا مماثلا أبرز من خلاله الخطوط العريضة لمشروع التطهير السائل لمدينة كوناكري، الذي يعد ورشا مهيكلة تندرج في إطار مقاربة التقدم والتنمية الشاملة والمندمجة التي تقودها جمهورية غينيا، موضحا أن هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب ووزارة المدينة والتهيئة الترابية بجمهورية غينيا، يشمل إنجاز وإعادة تأهيل الشبكات على طول 36 كلم (حوضي مادينا ولاندريا)، وإنجاز محطتين للضخ، وإنجاز التجهيزات الصحية، إلى جانب تأهيل محطة التصفية الحالية وإنجاز محطة تصفية جديدة مع تثمين الطاقة.
أما وزير السكنى وسياسة المدينة محمد نبيل بنعبد الله، فأكد أن المغرب طور خبرة ومهارة في مجال التعمير، وسيضعهما رهن إشارة جمهورية غينيا من أجل التأهيل الحضري لمدينة كوناكري، مشيرا إلى أن الاتفاقية المتعلقة بتأهيل مدينة كوناكري، ستمكن من تحقيق مجموعة من المبادرات ذات الأولوية لتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، ومكافحة التلوث، وتحسين شبكة الطرق بالعاصمة الغينية.
وأوضح بنعبد الله أن المغرب سيقدم لغينيا الدعم التقني والمؤسساتي اللازم لرفع قيمة التمويلات التكميلية، مسجلا أنه سيتم أيضا، وفقا لرؤية وتوجهات الملك محمد السادس، وضع نقل الكفاءات في صلب هذه الشراكة.
من جانبه، أعلن مصطفى التراب الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفات أنه، بتعليمات من الملك محمد السادس، قرر المغرب إنتاج وتزويد مائة ألف طن من الأسمدة لفائدة غينيا لتلبية حاجيات الموسم الفلاحي الحالي بهذا البلد.
وأشرف الملك محمد السادس والرئيس كوندي أمس على إعطاء انطلاقة أشغال بناء مسجد جديد بالعاصمة كوناكري، أطلق عليه ملك المغرب اسم «مسجد محمد السادس».
وستمتد هذه المعلمة الدينية والثقافية على مساحة هكتار واحد من ضمنها 4040 مترا مربعا مغطاة، وتضم قاعة للصلاة تتسع لأكثر من 3000 مصل ومصلية، ومكتبة، وقاعة للمحاضرات، وجناحا إداريا، ومدرسة قرآنية، وسكنا للإمام، ومرآبا للسيارات، ومناطق خضراء.
كما قام الملك محمد السادس والرئيس كوندي أمس أيضا بزيارة لورش بناء مركب للتكوين المهني بكوناكري، واطلعا على تقدم أشغال إنجاز مستشفى للأم والطفل بالعاصمة الغينية.
ويروم مركب التكوين المهني بكوناكري، المنجز من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، تمكين قطاع البناء والأشغال العمومية وقطاع السياحة والفندقة والمطعمة من الموارد البشرية المؤهلة، وتعزيز فرص التشغيل في صفوف الشباب مع النهوض بإدماجهم الاجتماعي والمهني، ومواكبة الورش الكبرى للتنمية الاجتماعية - الاقتصادية التي جرى إطلاقها في غينيا.
وستوفر هذه البنية تكوينات في 21 تخصصا وتسعة تخصصات في قطاع السياحة والفندقة والمطعمة، وتقدر الطاقة الاستيعابية للمركب، الذي ستنتهي الأشغال به في يونيو (حزيران) 2017، ألف متدرب، من ضمنهم 600 متدرب في قطاع البناء والأشغال العمومية، و400 متدرب في قطاع السياحة والفندقة والمطعمة.
أما مستشفى الأم والطفل بكوناكري (16 مليون دولار)، المنجز من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، فيهدف إلى المساهمة في تقليص وفيات الأم والطفل، والتكفل بأمراض الأم والطفل وبحالات الحمل المحفوفة بالمخاطر، والمساهمة في تكوين مهنيي الصحة ونقل الكفاءات. وسيكون بوسع المستشفى تأمين 1200 حالة ولادة سنويا، وتقديم 6000 استشارة في مجال طب التوليد وأمراض النساء، و12 ألف استشارة في تخصص طب الأطفال، و600 تدخل جراحي خاص بطب التوليد وأمراض النساء، و3000 تدخل جراحي في مجال جراحة الأطفال.
وقام ملك المغرب ورئيس غينيا أمس أيضا بزيارة لورش بناء نقطة مجهزة لتفريغ السمك بتيمي نيتاي بكوناكري، كما اطلعا على تقدم أشغال إنجاز نقطة مجهزة لتفريغ السمك بمنطقة بونفي بكوناكري.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.