سياسيون موريتانيون يتظاهرون دعمًا لـ«انتفاضة شعب الأحواز»

دعوا إلى تأسيس جبهة مغاربية لكسر الحصار عن العرب في إيران

سياسيون موريتانيون يتظاهرون دعمًا لـ«انتفاضة شعب الأحواز»
TT

سياسيون موريتانيون يتظاهرون دعمًا لـ«انتفاضة شعب الأحواز»

سياسيون موريتانيون يتظاهرون دعمًا لـ«انتفاضة شعب الأحواز»

دعا سياسيون موريتانيون، خلال مهرجان شعبي، مساء أول من أمس، في نواكشوط، إلى تشكيل جبهة مغاربية لمساندة منطقة الأحواز العربية، هدفها «كسر الحصار الإيراني» على المنطقة، وتحويلها إلى قضية رأي عام عربي وعالمي.
وانطلقت هذه الدعوات خلال مهرجان نظمه حزب الصواب، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، من أجل دعم انتفاضة شعب «منطقة الأحواز الواقعة تحت الاحتلال الإيراني»، كما تصادف المهرجان مع الذكرى الـ28 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، وناقش بعض القضايا التي تعرقل تحقيق الاندماج المغاربي، وحضر المهرجان عدد من السياسيين الموريتانيين، من ضمنهم رؤساء أحزاب في المعارضة والموالاة، وقد أجمع المتعاقبون على الحديث على ضرورة الوقوف في وجه النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، ومساندة شعب منطقة الأحواز حتى ينال حريته.
حزب الصواب قال في كلمة ألقيت باسم قيادته في المهرجان إن هنالك «مستوى عميقًا من التناقض تمارسه دول تدعي مساندة المظلومين في العالم، وتمارس الظلم والقهر في أبشع صوره ضمن حوزتها الترابية، ثم تعتدي على حقوق وحريات جيرانها، فتسلبهم أرضهم وحريتهم، بل وحياتهم كذلك. ذلك النموذج الصارخ من التناقض هو ما تقدمه لنا إيران اليوم في منطقة الأحواز العربية التي احتلتها بالقوة منذ أبريل (نيسان) 1925».
وأضاف الحزب، في سياق حديثه عن الممارسات الإيرانية في منطقة الأحواز، أنها «مارست كل صنوف القهر والقمع والتهجير والقتل، كما استخدمت جميع الأساليب لمحو خصوصية الأحوازيين، وطمس هويتهم الثقافية والحضارية النابعة من انتمائهم الأصيل لأمتهم العربية»، مشيرًا إلى أن إيران «رغم ما عرفه العالم في كثير من مناطقه من تقدم في مجال حماية الحريات الفردية والجماعية، لا تزال تحرم الأحوازيين من أبسط حقوقهم، المتمثلة في الاعتراف بخصوصيتهم الثقافية والاجتماعية، متجاهلة بذلك كل القوانين والأعراف الدولية».
واتهم الحزب إيران باستغلال ما قال إنه «وضع الترهل الذي يعيشه العرب، وحالة الازدواجية والرضوخ للمصالح التي تميز سياسة الدول الكبرى الفاعلة على المسرح الدولي».
وأوضح الحزب أن مناصرته، كحزب موريتاني، لقضية الأحواز «تتم من المنظور والمنطق نفسهما اللذين نناصر من خلالهما قضايانا العادلة في فلسطين، وثغور الشمال المغربي المحتلة من طرف إسبانيا، ولواء الإسكندرونة في جانب تركيا، والأوكادين من طرف الحبشة، والجزر العربية في الخليج العربي التي تخضع لسيطرة الدولة نفسها التي تحتل الأحواز».
ودعا الحزب «كل القوى الجادة والمؤمنة بثوابت الأمة، والحريصة على مصالحها، في منطقة المغرب العربي، إلى تأسيس جبهة مغاربية لمناصرة قضية الأحوازيين، وكسر الحصار الإعلامي الذي تمارسه إيران، والذي ما زال يحول دون تحول هذه القضية العادلة إلى قضية رأي عام عربي، وهو ما يتيح لإيران الانفراد بها، والاستمرار في ممارسة سياساتها القمعية التسلطية ضد أشقاء مدنيين أبرياء»، وفق تعبير الحزب الذي عبّر عن أمله في أن يكون هذا المهرجان «بداية إيجابية لزيادة الاهتمام بهذه القضية، والدفع بها إلى الواجهة، ضمن سلسلة قضايا مناصرة الأشقاء، ومساندة الشعوب المظلومة، ومبدأ تصفية الاستعمار، وقيم ومثل حركات التحرر العالمية، خصوصًا أنه قد تمزق ذلك القناع الذي أخفت به إيران كثيرًا وجهها الحقيقي».
وأوضح الحزب أنه «لم يعد خافيًا على أي متابع لممارسات إيران ذلك الطموح التوسعي المنافي لمبادئ الأخوة الإسلامية، الذي تسبب في قتل وتهجير الملايين من العرب والمسلمين في العراق، بعد احتلاله وتدميره بالتعاون مع الإمبريالية العالمية، والعمل التآمري الدؤوب لزعزعة أمن واستقرار مملكة البحرين الشقيقة، والتوسع وبسط مزيد من النفوذ والسيطرة والتحكم في جنوب الجزيرة العربية وبلاد الشام».
وأكد الحزب أن «الذين انخدعوا طويلاً بشعارات الثورة الإسلامية باتوا الآن في مقدمة من يجاهرون بأن الإسلام بريء من ممارسات نظام طهران الصفوي، وسيكتشف المنخدعون الجدد بالدور الإيراني المزعوم في محاربة التطرف والإرهاب أن إيران القرن الواحد والعشرين أسوأ كثيرًا، في مشروعها التوسعي المبني على تفتيت العرب، من إيران القرن المنصرم، وأن شعار مناصرة الطوائف الشيعية في العالم العربي ليس إلا عنوانًا لإخفاء النزوع الإمبراطوري الفارسي، تمامًا كما كان شعار الإسلام الثوري الذي تناغم معه الكثيرون خلال العقدين الأخيرين من القرن المنصرم، ليكتشفوا لاحقًا زيف الشعار، وتهافت أسسه».
وخلص الحزب، في كلمته التي حظيت بتفاعل كبير، إلى القول إن التحدي الذي تمثله إيران «لا يمكن رفعه إلا من خلال تأهيل قوة عربية إقليمية بحجم إيران، واعية بالضرورة الحضارية التي أنجبتها، ومستعدة لتجاهل الإملاءات الخارجية التي قد تدفعها للتراخي عن مصالحة ومساندة القوى الشعبية الحية التي تمتلك رؤى فكرية وسياسية قادرة على إنتاج البديل المعرفي الناضج للمشروع الفارسي».
ودعا الحزب، في ختام كلمته، النخب العربية التي قال إنها اكتوت بنار الاقتتال الطائفي إلى «تأسيس ميثاق شرف يواجه هذا المد الطائفي، ويحاربه على مستوى الوعي والتفكير، فالطائفية هي سلاح العدو الذي لا يكلفهم ثمنًا»، وفق تعبير الحزب.
يشار إلى أن حزب «الصواب» كان من ضمن الأحزاب السياسية التي شاركت في مؤتمر تحت شعار «الأحواز... إنهاء الاحتلال واستعادة الدولة استحقاق تاريخي»، كانت قد أقامته «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز»، في تونس، في ديسمبر (كانون الأول) 2016.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.