الحكومة اليمنية تتهم تقارير دولية بعدم الحياد وتدافع عن عمليات الساحل الغربي

مقتل 5 حوثيين بعتمة ذمار ... وولد الشيخ يدعو إلى حل توافقي شامل

أطفال يمنيون ينقلون الماء في المدينة القديمة بصنعاء أمس (إ.ب.أ)
أطفال يمنيون ينقلون الماء في المدينة القديمة بصنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

الحكومة اليمنية تتهم تقارير دولية بعدم الحياد وتدافع عن عمليات الساحل الغربي

أطفال يمنيون ينقلون الماء في المدينة القديمة بصنعاء أمس (إ.ب.أ)
أطفال يمنيون ينقلون الماء في المدينة القديمة بصنعاء أمس (إ.ب.أ)

اتهم نائب وزير حقوق الإنسان اليمني، الدكتور محمد عسكر، ميليشيات الحوثي وصالح بنهب المساعدات الغذائية والدوائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية إلى المحتاجين في المناطق التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين، في الوقت الذي دافعت فيه الحكومة عن شرعية عملياتها العسكرية غرب البلاد.
وقال عسكر لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير التي تصدر عن منظمات حقوق الإنسان، من العاصمة المحتلة صنعاء من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، كانت غير محايدة»، متابعًا أن «هناك حالات كثيرة جرى توثيقها، وآخرها ما حدث في البيضاء وذمار من نهب لشاحنات المساعدات الغذائية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي ومخازن الأدوية التابعة لعدد من المنظمات الدولية».
وقال المسؤول اليمني إن المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح «يتعرضون إلى كثير من الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان وحريته وكرامته»، مشيرًا إلى أن من أبرز تلك الانتهاكات الاختباء «خلف المدنيين في مناطق الاشتباكات ومنع النساء والأطفال من الخروج إلى مناطق آمنة».
وأرجع نائب وزير حقوق الإنسان اليمني أسباب غياب الحيادية في التقارير الدولية إلى «منع الميليشيات للمنظمات من إيصال المعلومات الحقيقية إلى المراكز الرئيسية لتلك المنظمات في مختلف دول العالم، وإرغامها على التشويه المتعمد»، وزاد: «في حالات كثيرة، لعب الموظفون المحليون لتلك المنظمات دورًا سلبيًا في صدور تقارير مغلوطة من خلال انحيازهم الواضح للانقلابيين».
وفي السياق، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأطراف اليمنية إلى إنهاء العنف وإحلال السلام، محذرًا من خطر تأمين الغذاء في البلاد التي تحارب الانقلاب منذ مارس (آذار) 2015.
وقال المبعوث في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس، إن «تردي الحالة الإنسانية يؤكد ضرورة عمل الأطراف للتوصل إلى حل سياسي ينهي العنف والأعمال القتالية ويضمن السلام من خلال حل توافقي شامل». وأضاف: «أحث الأطراف على ضمان تأمين المواد التجارية والإنسانية لجميع المواطنين في كل المناطق اليمنية»، متابعًا: «أحث الأطراف على الالتزام بواجباتهم واحترام القانون الإنساني الدولي. هذا أمر لا يمكن التساهل به».
وفي تغريدة أخرى، قال ولد الشيخ، إن العمليات العسكرية على ساحل البحر الأحمر «تزيد من تدهور الحالة الإنسانية المأساوية. لقد وجد الآلاف من المدنيين أنفسهم من دون أي مواد أساسية».
من جانبها، قالت الحكومة اليمنية، أمس، إن العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش الوطني في الساحل الغربي، تأتي لحماية المواطنين، وفي إطار حرص الحكومة الشرعية على إنهاء معاناتهم. وقال بيان صادر عن الحكومة الشرعية في عدن، إنها «تؤكد أن تحركات الجيش الوطني مدعومًا بقوات التحالف العربي لتحرير مناطق الساحل الغربي التي يسيطر عليها الانقلابيون - والتي يعاني فيها المواطنون من القمع والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان من قبل القوات التابعة للحوثي - صالح، بما في ذلك الاعتقالات والإخفاء القسري والتجنيد الإجباري للشباب والأطفال والقتل خارج إطار القانون والحرمان من المساعدات وتفجير منازل المواطنين، يأتي في إطار حرص الحكومة الشرعية على إنهاء تلك المعاناة وحماية المواطنين من انتهاكات الحوثي - صالح، التي لا تحترم أي مواثيق أو قوانين دولية، وأن ذلك من صميم عمل وواجبات الحكومة كونها المسؤولة عن حماية مواطنيها».
وأضاف البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «تود الحكومة اليمنية أن تذكر المنظمات الدولية بممارسات ميليشيات الحوثي وصالح فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية التي تأتي عن طريق ميناء الحديدة، حيث تقوم قيادات الانقلاب ببيع تلك المساعدات، وخصوصًا المشتقات النفطية والمواد الغذائية في السوق السوداء للحصول على أموال تساعدهم في استمرار تمويل عملياتهم العسكرية، بينما تعاني محافظة الحديدة، التي يأتي عبر مينائها كثير من المساعدات، من المجاعة».
وذكرت الحكومة اليمنية أنها «تقوم وبالتعاون مع مركز الملك سلمان والمنظمات الإنسانية المختصة الأخرى بتقديم الإغاثة اللازمة وإعادة إنعاش المرافق الحيوية في مدينة المخا والمدن والبلدات الأخرى الواقعة جنوب البحر الأحمر، بعد أن تم تحريرها من أيدي القوى الانقلابية التي استخدمت تلك المناطق لتهديد الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر ولتهريب الأسلحة». وأشار بيان الحكومة اليمنية إلى أنه «وبعد أن قامت الفرق التابعة للجيش الوطني بإزالة الألغام المحرمة دعت المواطنين للعودة إلى المدينة».
ميدانيًا، أعلنت المقاومة الشعبية في مدرية عتمة بمحافظة ذمار، المعقل الثاني لميليشيات الحوثي بعد محافظة صعدة، مقتل 5 من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح وأسر 7 آخرين، في مواجهات اندلعت في المديرية أمس.
وبحسب المركز الإعلامي لمقاومة ذمار، فقد «تمكنت المقاومة في مديرية عتمة، من الاستيلاء على طاقم عسكري وأسر 7 عناصر من الميليشيات الانقلابية كانوا على متنه، علاوة على تفجير طاقم عسكري آخر، وذلك إثر محاولة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية استحداث نقاط عسكرية في السلف بمنطقة المنداري».
ويأتي ذلك بعد إعلان القوات الموالية للجيش اليمني في مديرية عتمة بمحافظة ذمار انطلاق عملية تحرير محافظة ذمار، وأن مديرية عتمة بكاملها ومن جهاتها الأربع منطقة مواجهات عسكرية مع الميليشيات الانقلابية.
وباشرت ميليشيات الحوثي وصالح بحملة عسكرية كبيرة في قرية شناطب بمديرية جهران، شمال مدينة ذمار، في ملاحقة لبعض الشخصيات الاجتماعية ممن تتهمهم بالتواصل مع قوات الجيش اليمني.
وقالت المصادر المحلية إن الميليشيات الانقلابية «اقتحمت، أمس، قرية شناطب للبحث عن أشخاص ولم تجدهم، ولكنها تحججت بمنع أهالي القرية من إطلاق النار في الأعراس، وقاموا بتطويق منزل محمد ناصر الضيقي مسؤول حزب التجمع اليمني للإصلاح في المديرية، مما تسبب في ترويع الأطفال والنساء».
وفي تعز، تتواصل المواجهات العنيفة في مختلف جبهات القتال بالمدينة والريف، وتمكنت قوات الجيش اليمني من التصدي لهجمات الميليشيات الانقلابية على مواقعها، وأجبرتهم على الفرار بعد سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
كما تمكنت قوات الجيش اليمني من استعادة مواقع كانت خاضعة للميليشيات الانقلابية في جبهة مقبنة، غرب المدينة، بعد مواجهات عدة حررت فيها جبال الصنمة وحبوق وتبة الركزة وإحدى القرى المجاورة لسوق الكدحة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.