أربعة جرحى في اشتباكات بين ملثمين وقوات الأمن في مدينة معان الأردنية

وزير الداخلية: هناك فئة خارجة على القانون نريدها أن تسلم نفسها طواعية

أربعة جرحى في اشتباكات بين ملثمين وقوات الأمن في مدينة معان الأردنية
TT

أربعة جرحى في اشتباكات بين ملثمين وقوات الأمن في مدينة معان الأردنية

أربعة جرحى في اشتباكات بين ملثمين وقوات الأمن في مدينة معان الأردنية

شهدت مدينة معان (جنوب الأردن) اشتباكات عنيفة بين مسلحين ملثمين وقوات الأمن استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقنابل المضيئة وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن إصابة أربعة مواطنين من المارة.
وأفاد مصدر طبي بوصول أربعة مصابين بالرصاص إلى مستشفى معان الحكومي، ووصفت حالة اثنين منهم بالمتوسطة، وهما محمد أبو عجم وأشرف الهباهبة، وثالث أصيب بطلقة في البطن، وهو المواطن فرج كزة أبو دية الفناطسة.
وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الحالة الرابعة حرجة وهي للمواطن محمد سعود الشاويش الذي نقل إلى مستشفى الأمير حمزة بعمَّان، وهو حاليا تحت العناية المركزة.
وقال شاهد العيان قاسم الخطيب إن أحياء المدينة تكون هادئة في النهار وتشتد الاشتباكات والمواجهات فيها بين قوات الأمن والملثمين بعد صلاة العشاء.
من جهة أخرى، أصدرت بلدية معان وعدد من الوجهاء بيانا جاء فيه: «نعيش في مدينة معان أحداثا مؤسفة، وظرفا استثنائيا طارئا، وأزمة متواصلة منذ سنوات كثيرة - لم نرتضها، ولن نرضاها - وساهمنا بكل جهد ممكن في علاج أسبابها ومسبباتها، انطلاقا من فكرة أن الوطن للجميع، ومقدراته للجميع، كما أن إنجازاته للجميع».
وقال البيان إن «المقام لا يتسع لمساجلات ومنافرات حول مبررات الأحداث التي تشهدها مدينة معان بين فترة وأخرى، مما لا تغيب عنه شمس الحقيقة التي يمكن لأي منصف أن يقف عليها، ويتدبر عمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأمنية فيها، وحجم الهوة بين الوجدان الشعبي والأداء الرسمي لأجهزة الدولة في المدينة».
وأكد البيان أن «الأحداث المؤسفة التي تجري هي استنزاف لدماء شبابنا من أبناء الوطن، ولمقدرات مؤسساتنا مما يرفضه منطق العقل والدين، مع القناعة بأن ما يجري هو إسقاط لواقع مؤلم نأمل أن تتضافر كل الجهود في علاجه».
من جانبه، قال رئيس بلدية معان ماجد الشراري إن الوضع الأمني في معان يزداد سوءا وخطورة، مطالبا الحكومة بسحب قوات الأمن من داخل المدينة.
بدوره، التقى وزير الداخلية الأردني حسين المجالي عددا من الشخصيات المعانية ليل أول من أمس في عمان، بينهم أعيان ونواب. وطلب المجالي خلال اللقاء تشكيل لجنة شعبية من شيوخ المدينة ووجهائها بالتنسيق والتعاون مع المجلس الأمني من أجل تسليم 19 مطلوبا طواعية، وقد يفوق العدد ذلك في ضوء الاعتداءات المتكررة على المقار الأمنية والمدنية خلال مهلة تحددها اللجنة وبموافقة المجلس الأمني.
وأكد المجالي في اللقاء الذي نقل تفاصيله أحد وجهاء المدينة أنه «لن يكون هنالك أي اقتحام لمدينة معان أو محاصرتها بأي شكل من الأشكال، وأنه لن تؤخذ المدينة بجريرة المطلوبين الذين يشكلون خطرا على أمنها واستقرارها». وأشار إلى «أهمية التعامل والتنسيق ما بين مكونات مجتمع المدينة والمجلس الأمني وقوات الأمن بشكل عام، لما فيه خير ومصلحة الوطن».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».