البرلمان المصري يواجه انفلات «الكافيهات» والمطاعم والمقاهي بقوانين جديدة

عقب حادثي مقتل شاب وإصابة آخر خلال 24 ساعة في أحياء شهيرة بالعاصمة

البرلمان المصري يواجه انفلات «الكافيهات» والمطاعم والمقاهي بقوانين جديدة
TT

البرلمان المصري يواجه انفلات «الكافيهات» والمطاعم والمقاهي بقوانين جديدة

البرلمان المصري يواجه انفلات «الكافيهات» والمطاعم والمقاهي بقوانين جديدة

يستعد مجلس النواب (البرلمان) في مصر لسن قوانين للتصدي لعنف وبلطجة وانفلات مُلاك المقاهي والكافيهات والمطاعم، عقب حادثتين خلال 24 ساعة، تسببتا في مقتل شاب أمام خطيبته، وإصابة آخر، وذلك في أحياء راقية بالعاصمة المصرية القاهرة، وقالت مصادر في البرلمان إن «القوانين الجديدة ستساعد في تنظيم العمل داخل هذه الكافيهات، وبخاصة فيما يخص أفراد الأمن، (الحراسات الخاصة التي يتم الاستعانة بها)، بمُعاقبة هؤلاء بالحبس، وتفعيل دور الرقابة بشكل حقيقي وفعال إعمالا لأحكام ونصوص القانون، فضلا عن ضرورة التزامها بالأماكن المحددة لها وعدم التوسع على حساب الشارع».
ويذكر أن جريمة قتل هزت مصر ومواقع التواصل الاجتماعي وقعت في أحد كافيهات ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة) قبل أيام، بعد أن تعدى أحد أفراد أمن كافيه على شاب عشريني بإيعاز من صاحب الكافيه وطعنه طعنة نافذة أودت بحياته في الحال. وجدد قاضى المعارضات أمس حبس صاحب الكافيه 15 يوما على ذمة التحقيقات.
والجريمة الثانية بعد يوم واحد من الحادثة الأولى، عقب وقوع مشادة بين شاب جامعي وعمال بمطعم يُقدم المأكولات السورية، بسبب إيقاف المجني عليه سيارته أمام المطعم في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، نتيجة عطل مفاجئ، قام على إثر ذلك 3 عمال بالاعتداء عليه بـ«أسياخ الشاورما» ما أدى لإصابته بكسر في الجمجمة، وحالته الصحية خطرة.
مراقبون قالوا إن «الحادثتين فتحتا ملف انتشار البطالة داخل الكافيهات والمطاعم والمقاهي، خصوصا في القاهرة، وعدم وجود قانون لردع أصحابها، فضلا عن زيادة انتشارها بشكل حوّل شوارع قاهرة المعز في أرقى أحيائها وأعرقها تاريخا وتراثا لفوضى وعشوائية».
ووجهت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، ومحافظة القاهرة، حملات أمنية موسعة، استهدفت فحص جميع المقاهي والكافيهات عقب الحادثتين، للتأكد من صحة تراخيصها، إضافة إلى فحص العاملين بتلك الكافيهات، والتأكد من عدم وجود عناصر مطلوبة أمنيا بينهم، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المقاهي والمحال المخالفة التي تدار دون ترخيص، أسفرت هذه الحملات عن غلق العشرات من المقاهي والكافيهات في أحياء كثيرة بالعاصمة القاهرة.
وقال مصدر أمني إن «السلطات الأمنية مُستمرة في تلك الحملات للقضاء على جميع الظواهر السلبية، وغلق جميع المقاهي التي تدار من دون ترخيص، أو التي يعمل بها خارجون عن القانون».
أحزاب مصرية، دخلت على خط الأزمة، وطالبت السلطات المصرية بضرورة إعداد مشروع قانون يمنع استعانة أصحاب هذه المطاعم والمقاهي بحراسات خاصة، دون أن يكون لهم ترخيص من قبل شركات الأمن الخاصة.
في حين طالب نواب في البرلمان بضرورة إصدار تشريع جديد ينظم عمل الحراسات الخاصة، ويضع معايير محددة، منها ضرورة حصولهم على ترخيص لممارسة هذه المهنة، وقال أحمد سعد عضو مجلس النواب، إن «البرلمان سوف يتجه لوضع تشريعات جديدة لتنظيم مهام الحراسة الخاصة في المقاهي والمطاعم الكبيرة»، لافتا إلى أن أغلب هذه الكافيهات والمطاعم تستعين بخارجين عن القانون، لإرهاب الزائر حال نقده أو اعتراضه على المعاملة داخل هذه الأماكن، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ضرورة لوجود تشريع يُجرم الاستعانة بالحراسة الخاصة غير المرخص لها، لأن هذه النوعية غير مؤهلة وتسبب كوارث كبيرة، فضلا عن أنه غالبا ما تكون هذه الأماكن مملوكة لرجال أعمال أو مشاهير في المجتمع، مما يجعل الجاني يفلت من العقاب».
وكانت قد تقدمت النائبة إيناس عبد الحليم عضو مجلس النواب بطلب إحاطة، لتطبيق القانون على ما يحدث داخل المقاهي والمطاعم الشهيرة من فوضى وعنف، مشيرة إلى أن تلك المحال تستقطب عددا كبيرا من الشباب من مختلف الأعمار السنية من أجل الحصول على بعض الرفاهية ومشاهدة الأفلام والاستماع إلى الأغاني بصوت صاخب. مضيفة أن «تلك التجمعات الشبابية تعتبر مأوى لتجار المواد المخدرة، وراغبي التعاطي، مما يسهل عملية تداولها وتعاطيها نتيجة وجود ذلك العدد الكبير من الشباب»، مستطردة بقولها إن تلك المخالفات تأتي نتيجة الغياب التام لدور الجهات الرقابية المنوط بها تطبيق القانون، موضحة أن غياب دور الرقابة أدى إلى انتشار تلك المحال والكافيهات بشكل غير قانوني، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الناتجة عن ممارستها تلك النشاطات غير المقننة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.