محكمة أميركية تسقط دعوى قضائية لمؤسسة سورية تابعة للنظام ضد بنك كويتي

قضت بتعويض نصف مليون دولار لعدم صحة الادعاءات المقدمة

محكمة أميركية تسقط دعوى قضائية لمؤسسة سورية تابعة للنظام ضد بنك كويتي
TT

محكمة أميركية تسقط دعوى قضائية لمؤسسة سورية تابعة للنظام ضد بنك كويتي

محكمة أميركية تسقط دعوى قضائية لمؤسسة سورية تابعة للنظام ضد بنك كويتي

في ظل الخسائر الكبيرة التي يواجهها النظام السوري يوميًا على مدار الأعوام الخمسة منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، ما زالت خسارته تتواصل حتى هذه اللحظة، إذ خسر مؤخرا دعوى قضائية في أميركا تقدمت بها إحدى المؤسسات المدنية المرتبطة به، وذلك بعد أن حكمت محكمة أميركية في ولاية كاليفورنيا في أواخر شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بإسقاط دعوى قضائية ترافعت بها تلك المؤسسة ضد إحدى البنوك الكويتية، التي اتهمها النظام السوري بتمويل الجماعات الإرهابية في سوريا، إلا أن المحكمة أبطلت تلك الدعاوى.
وحصلت «الشرق الأوسط» على صك الحكم القضائي الصادر من محكمة مقاطعة شمال كاليفورنيا الأميركية، الذي أسقط الدعوى القضائية التي ترافعت بها إحدى المؤسسات المدنية السورية (تحتفظ «الشرق الأوسط» باسمها) المرتبطة بالنظام السوري مباشرة وتقف ضد الثورة السورية، ما يزيد من خسارة النظام السوري داخليًا وخارجيًا، وتكبده خسارة التعويض القضائي.
واستند الحكم القضائي إلى ضعف الأدلة المقدمة للقاضي، وعدم ثبوتية ارتباط البنك الكويتي بفرعه في تركيا (تحتفظ «الشرق الأوسط» باسمه) بالجماعات الإرهابية وتمويلها، إذ إن الادعاءات المقدمة باطلة ولا يوجد بها دليل قوي لإدانة البنك، ما جعل المحكمة تقضي بإبطال الدعوى القضائية، وتغريم المؤسسة المدنية السورية نحو نصف مليون دولار تعويضًا ماليًا، نظرًا لعدم ثبوت الأدلة المقدمة، وعدم مصداقية محامي المؤسسة.
واتهمت المؤسسة السورية في دعواها أشخاصا كويتيين معروفين في مجال العمل التطوعي ومواقع التواصل الاجتماعي، مدّعية ارتباطهم بتنظيم داعش الإرهابي وجبهة فتح الشام (النصرة سابقًا)، ويتم من خلال هؤلاء الأشخاص تدوير استثمارات مالية خارج حدود الكويت وسوريا لصالح الجماعات الإرهابية، وتمويلهم بعد ذلك من عوائد تلك الاستثمارات.
وأكد الصك القضائي أن المحكمة لم تجد أي ارتباط مباشر أو غير مباشر للبنك بالمنظمات الإرهابية في سوريا والعراق، وعدم وجود أدلة قوية تثبت صحة الدعاوى ضد البنك، التي تدّعي أن البنك يدير كثيرا من الاستثمارات والفوائد المالية في تركيا أو أميركا لصالح الجماعات الإرهابية.
وحددت المحكمة موعدًا آخر في نهاية شهر فبراير (شباط) الجاري وحتى نهاية شهر أبريل (نيسان)، وذلك لاستئناف القضية في حال تقدم المدّعي بأدلة ثبوتية صحيحة تثبت صحة دعاواهم، وإلا فإن الحكم الصادر يعتبر حكمًا قضائيًا نهائيًا، ويتم بعد ذلك مطالبة المدّعي بدفع مبالغ التعويض.
وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع المؤسسة المدنية السورية التي تقدمت بالدعوى القضائية، إلا أنها لم تتجاوب مع محاولات الصحيفة المتكررة، وتوصلت الصحيفة إلى أن هذه المؤسسة تم إنشاؤها في شهر يونيو (حزيران) 2016 بأميركا في ولاية كاليفورنيا، وذلك قبل أسبوع واحد فقط من تاريخ رفع الدعوى القضائية في محكمة مقاطعة شمال كاليفورنيا، إضافة إلى عدم وجود هوية معروفة لأعضاء المنظمة وسط المجتمع السوري في الولايات المتحدة الأميركية، رغم ادعاء المنظمة باهتمامها بالمجتمع السوري الذي يعاني من الحرب في سوريا في الوقت الذي تقف فيه ضد الثورة السورية.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.