تصعيد عسكري في ريف دمشق يهدد وقف إطلاق النار

تصعيد عسكري في ريف دمشق يهدد وقف إطلاق النار
TT

تصعيد عسكري في ريف دمشق يهدد وقف إطلاق النار

تصعيد عسكري في ريف دمشق يهدد وقف إطلاق النار

هدد التصعيد العسكري في الغوطة الشرقية لدمشق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه روسيا وتركيا، خصوصًا في منطقة الغوطة الشرقية، بعد اتهام المعارضة للنظام بقصفها بالغازات السامة، كما باستهداف حي الوعر داخل مدينة حمص وريف المدينة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، مما ينذر بانهيار الهدنة على نطاق واسع، قبل محادثات جنيف بين المعارضة والنظام، التي حددت الأمم المتحدة موعدها في 20 فبراير (شباط) الحالي.
ووضع الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة هذا التصعيد برسم الأطراف الضامنة، وحذّر من «محاولة تمرير عملية تهجير أخرى بحق المدنيين في الغوطة الشرقية وطردهم من بيوتهم وبلداتهم»، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى «إصدار قرار تحت الفصل السابع، يقضي بالوقف الفوري للعمليات العدائية واستهداف المدنيين، ووقف كل عمليات التهجير القسري».
وقالت مصادر المعارضة إن 5 مدنيين؛ بينهم أطفال، لقوا مصرعهم، وأصيب العشرات داخل مدينة عربين الخاضعة لسيطرة المعارضة بالغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، جراء قصف الطيران الحربي التابع للنظام المدينة بقنابل تحمل غازات سامة، كما طالت الغارات الجوية والقصف الصاروخي الأحياء السكنية في مدينتي دوما وحرستا، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين.
وبالتزامن مع القصف الجوي والصاروخي، شنت قوات النظام والميليشيات الموالية لها، هجومًا واسعًا في محيط عربين، وفق ما أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، وقال إن فصائل المعارضة «تصدت للهجوم، كما صدّت هجومين مماثلين على منطقة المرج شرق الغوطة ودوما، من جهة الطريق الدولي غربها».
وتحدث عضو «مجلس قيادة الثورة» في ريف دمشق إسماعيل الداراني، عن «تصعيد كبير للنظام على كل محاور الغوطة الشرقية»، مؤكدًا أن النظام «يستخدم سياسة الأرض المحروقة، عبر الغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي، واستخدامه غاز الكلور المحرم دوليًا مجددًا».
وقال الداراني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الأسد والميليشيات الموالية لها، حاولت اقتحام مدينة عربين من جهة إدارة المركبات، مستخدمة غاز الكلور السام، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف فصائل المعارضة، كما شنّت الطائرات الحربية أكثر من 16 غارة استهدفت خطوط التماس، مضيفًا أن «الجيش الحر تقدّم على أوتوستراد دمشق - حمص من جهة مدينة دوما، كما نفذ الثوار هجومًا معاكسًا على جبهة حرزما، واستطاعوا تحرير كثير من النقاط التي خسروها سابقًا».
ودعا الائتلاف في بيان أصدره أمس، إلى «تفعيل آلية مراقبة وقف النار، وإصدار تقارير رسمية توضح الجهات المسؤولة عن الخروقات وتحميلها المسؤولية وإلزامها باحترام الاتفاق». وحذّر من «محاولة تمرير عملية تهجير أخرى بحق المدنيين في المنطقة وطردهم من بيوتهم وبلداتهم تحت ذرائع واهية»، مؤكدًا أن «هذا النمط من الجرائم والخروقات والانتهاكات، مخططات تقع ضمن سياسة التغيير الديموغرافي التي ينتهجها نظام بشار، مع كونها جرائم ضد الإنسانية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.