الخرطوم تقدم ضمانات جديدة لتشجيع السعوديين على الاستثمار الزراعي

وفد سعودي للاطلاع على الفرص الاستثمارية في السودان

تتمتع السودان بفرص استثمارية زراعية واعدة وجاذبة في ظل منح الحكومة مزيداً التسهيلات  (غيتي)
تتمتع السودان بفرص استثمارية زراعية واعدة وجاذبة في ظل منح الحكومة مزيداً التسهيلات (غيتي)
TT

الخرطوم تقدم ضمانات جديدة لتشجيع السعوديين على الاستثمار الزراعي

تتمتع السودان بفرص استثمارية زراعية واعدة وجاذبة في ظل منح الحكومة مزيداً التسهيلات  (غيتي)
تتمتع السودان بفرص استثمارية زراعية واعدة وجاذبة في ظل منح الحكومة مزيداً التسهيلات (غيتي)

يبحث مجلس الغرف السعودية تشكيل وفد من مجالس الغرف السعودية وقطاع الأعمال لبحث فرص الاستثمار الزراعي والأمن الغذائي، حيث يتزامن ذلك مع استضافة الخرطوم المؤتمر العربي الثالث الذي تنظمه الهيئة العربية للاستثمار الشهر المقبل.
وبحسب مصادر لـ«الشرق الأوسط» في القسم التجاري في السفارة السودانية، فإن أبرز الملفات التي سيناقشها المستثمرون السعوديون تتعلق بالتنمية الزراعية وزيادة حجمها عن الوضع الحالي في ظل منح الحكومة السودانية مزيدا من التسهيلات ورفع الحماية عن الاستثمارات.
ومن المقرر أن تنظم الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي المؤتمر الثالث للاستثمار الزراعي تحت شعار: «غذاؤنا... مسؤوليتنا» وبرعاية الرئيس السوداني عمر حسن أحمد وذلك خلال الفترة 27 - 28 فبراير (شباط) 2017.
ووفقا للهيئة، فإن عقد المؤتمر يأتي انطلاقا من رؤيتها لتعزيز الأمن الغذائي العربي؛ حيث تدرك أهمية دورها في حشد أصحاب المصلحة في المنطقة للاطلاع على الفرص الاستثمارية الواعدة والتحديات في القطاع الزراعي.
ويشارك في المؤتمر كبار المسؤولين من الحكومات العربية ونخبة من رجال الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء العالم في المجال الزراعي وعدد من المنظمات العالمية والعربية، وممثلو اتحادات المزارعين والاقتصاديين ومجموعة كبيرة من الباحثين والمهتمين بالقطاع الزراعي.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على جهود الدول العربية في تحسين مناخها الاستثماري وانعكاس ذلك على زيادة الاستثمارات الزراعية واجتذاب مزيد من رؤوس الأموال إلى الدول العربية الغنية بمواردها الزراعية، وتعزيز التبادل التجاري في المنتجات الزراعية بين الدول العربية، كما تتضمن محاور المؤتمر إتاحة الفرصة للترويج للفرص الاستثمارية الزراعية المتاحة في الدول العربية وتوقيع اتفاقيات شراكة وتعاون في مختلف المجالات الزراعية، إضافة إلى معرض مصاحب.
وسيعقد المؤتمر بالسودان؛ نظرا لما يتمتع به البلد من فرص استثمارية زراعية واعدة واستجابة لمبادرة الأمن الغذائي التي أطلقها الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، كما أن السودان هو البلد المستضيف لمقر الهيئة الرئيسي منذ عام 1976 ويحتوي على أكثر من 60 في المائة من حجم استثماراتها الزراعية.
وتعد السعودية أكبر مستثمر عربي في السودان، ومن المتوقع أن ترتفع استثماراتها لنحو 15 مليار دولار خلال العام الحالي، حيث يوجد 196 سعوديًا يستثمرون في القطاع الزراعي بالسودان، تتركز استثماراتهم على الأعلاف والقمح والذرة، وهي منتجات تهم السعودية، سواء للأمن الغذائي للإنسان أو للحيوان.
وتعد السودان الأهم بالنسبة للسعودية؛ بسبب موقعها الاستراتيجي الأقرب، ولامتلاكها إمكانات وموارد طبيعية زراعية، ففي وقت قُدّرت استثمارات القطاع الزراعي السعودي، بنحو أكثر من عشرة مليارات دولار، كما أُعلن قبل أيام عن تخصيص السودان أرضا بمساحة مليون فدان لرجال الأعمال السعوديين.
وبحسب تقرير اقتصادي لـ«الشرق الأوسط»، فإن حجم الواردات الغذائية الخليجية سوف يتضاعف خلال الأعوام القليلة المقبلة لتصل قيمتها إلى 53.1 مليار دولار.
وبين التقرير أن التغيرات المناخية السائدة في الخليج حاليًا ستبقيه معتمدًا على الواردات في المستقبل المنظور، حيث تنتج المنطقة فقط 30 في المائة من حاجاتها الغذائية، بينما تُلبي 70 في المائة من هذه الحاجات عن طريق الاستيراد بقيمة تزيد على 150 مليار دولار سنويًا.
وأشار إلى أن القطاع الغذائي ينطوي على أكبر قدر من الإنفاق الاستهلاكي في الخليج؛ إذ من المتوقع أن يرتفع الإنفاق بنسبة 5 في المائة لتصل قيمته إلى 106 مليارات دولار العام المقبل، ولكنّه يشير من جانب آخر إلى أن معدلات النمو العمراني المرتفعة ستؤثر على أنماط الإنفاق، فهناك طلب متنامٍ على الأطعمة الجاهزة والمجمّدة والمعبأة لدرجة أن الشرق الأوسط سيشهد نشوء سوق عالمية للأطعمة المجمّدة بقيمة تعادل 293.7 مليون دولار بحلول عام 2019.
وأشار التقرير إلى أن منطقة الخليج ستسجل العام المقبل نموًا ملحوظًا في الزراعة العضوية، وتجارة تجزئة المواد الغذائية، وخدمات الأطعمة والمشروبات؛ حيث من المتوقع أن تصل قيمة الزراعة العضوية الإقليمية خلال سنتين إلى 1.5 مليار دولار، مع نمو سوق التجزئة إلى قيمة 155 مليار دولار، ووصول الحجم الإجمالي لفئة الأطعمة والمشروبات إلى 13.2 مليار دولار.
وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن الاستهلاك الغذائي في الخليج قد بلغ 39 مليون طن متري في 2014 ومن المتوقع له أن يرتفع بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.5 في المائة حتّى 2019، حيث يعتبر التعداد السكاني المتنامي أهم عامل مسبب لارتفاع الاستهلاك الغذائي، مع توقعات تشير إلى أن التعداد السكاني لمنطقة الخليج سيبلغ 57 مليون نسمة بحلول 2020 وفقًا لمعدلات النمو السنوية المركبة الحالية التي تبلغ 1.8 في المائة ما بين 2014 و2020.



«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.