دولة «خيالية» تثير عاصفة سخرية من وزير بولندي

فاشيكوفسكي عدّها «زلة لسان»

دولة «خيالية» تثير عاصفة سخرية من وزير بولندي
TT

دولة «خيالية» تثير عاصفة سخرية من وزير بولندي

دولة «خيالية» تثير عاصفة سخرية من وزير بولندي

لم يكن وزير الخارجية البولندي فيتولد فاشيكوفسكي، يعلم بأن تصريحه بشأن مفاوضات مع دولة من وحي خياله لدعم بلاده من أجل الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، سيثير هذه العاصفة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال وجوده في نيويورك، كشف فاشيكوفسكي لوسائل إعلام بولندية، أنه خلال وجوده في جمهورية الدومينيكان عقد لقاءات مع عدد من وزراء دول الكاريبي، ومن بينها لقاءات لأول مرة في تاريخ الدبلوماسية البولندية، مثل دولتي «بيليز وسان إسكوبار».
وتلقى مستخدمو الإنترنت الدولة «الخيالية» بسخرية واسعة، بل إن بعضهم ذهب لابتكار علم لجمهورية «سان إسكوبار» الديمقراطية، وتم وضعه على صفحة على «فيسبوك» تم تدشينها باسم البلد، بالإضافة إلى خرائط وصور للدولة الخيالية.
كما أظهرت صور تمثال ضخم لوزير الخارجية البولندي صممه بعض المستخدمين، تكريما له على مساهمته في العلاقات الثنائية بين البلدين!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد نشر البعض صورة لعملة «سان إسكوبار» تحمل صورة ياروسلاف كاتشينسكي، رئيس الحزب الحاكم في بولندا.
كذلك أعلن أحد الحسابات الساخرة لـ«سان إسكوبار» على «تويتر» الدعم الكامل لترشيح بولندا لعضوية مجلس الأمن، بالإضافة إلى بدء الرحلات المنتظمة بين البلدين، وأخيرا نشر النشيد الوطني للبلاد باللغة البولندية.
من جهته، أوضح الوزير في تصريحات لصحيفة «تليغراف» البريطانية، أن ما حدث هو زلة لسان ناتجة عن الترجمة الإسبانية لدولة «سانت كيتس ونيفيس».
واضطرت وزارة الخارجية البولندية أيضا للتعليق على تصريح وزيرها، وتبريره باعتباره «زلة لسان». وقالت المتحدثة باسم الوزارة، يوفانا فايدا، إن فاشيكوفسكي كان يتحدث عن لقاء محتمل مع وزير خارجية دولة سانت كيتس ونيفيس، التي تقع شرق البحر الكاريبي.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».