مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

جميل جمال

يقال إن فتى من أهل المدينة كان يشهد الصلوات كلها مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان عمر يتفقده إذا غاب، فعشقته امرأة واستعانت بعجوز للقائه، فقعدت له في الطريق، فلما مرّ بها قالت له: إني امرأة كبيرة السن ولي شاة لا أستطيع أن أحلبها، فلو دخلت فحلبتها لي، فلمّا دخل فإذا بامرأة قد طلعت عليه تراوده عن نفسه، فلمّا أبى عليها صاحت تستنجد بالرجال، ولما شاهدتهم قالت: إن هذا دخل عليّ يراودني عن نفسي، فوثبوا عليه وجعلوا يضربونه وأوثقوه، فلما صلى عمر الغداة فقده، وبينما هو كذلك إذ جاءوا به في وثاق، قال: ما لكم؟ قالوا: استغاثت بنا امرأة بالليل، فجئنا فوجدنا هذا الفتى عندها، فقال عمر: أصدقني، فأخبره بالقصة، فقال له: أتعرف العجوز؟ فقال: نعم، فأرسل عمر إلى نساء جيرانها وعجائزهن، فجاء بهن فعرضهن، فلما مرت به العجوز قال: هذه هي يا أمير المؤمنين، فرفع عمر عليها الدرة وقال: أصدقيني، فقصت عليه القصة كما قصها الفتى، فقال عمر: الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف – انتهى.
هذه الواقعة القديمة جاء شبيه لها، عندما قرأت هذه التغريدة من شيخ يقال له (أبو عبد الله)، وجاء فيها: الشيخ (العريفي) يكلم فتاة على الخاص، والعريفي جميل، وربما جماله كجمال يوسف، عليه السلام، فلا نستغرب أن يفتن البنات بحسنه وجماله، فهو مبتلى كيوسف – انتهى.
وتصدى له بالتغريد جمع غفير بين مادح وقادح، وسوف أختار منها (المادح) فقط:
قال (حزن النبلاء): إن العريفي رجل فاضل، حطم مشروعهم، وهدم كيانهم، لذلك يشوهون سمعته.
وقال (صالح الواقدي): إن الكارهين له هم مثل نادي النصر، ما عندهم غير الهلال لأنه قاهرهم.
وقالت (أنثى الخريف) وهي تقهقه: ههههههههه ألا تبًا للكلاب، فنباحها لا يضر، لله درك يا شيخنا الغالي.
وقال (صاحب رأي): كلكم تكلمون فتيات على الخاص، حبكت عليه يعني؟! ومع ذلك سوف نفضله.
وقال (الحمد لله): ليست واحدة ولا اثنتين ولا ألفًا، اللي كلمها على الخاص أكيد حل مشكلاتها وأرشدها واهتدت بسببه.
وقال (حرف X): عادي، يمكن قلبه أخضر والبنت مزيونة، لكن المهم أنه ما يفعل الحرام، والله يقول: ولا تواعدوهن سرًا إلا أن تقولوا قولاً معروفًا.
وأختم بـ(أم عمر) التي تقول: يا جعلك يا راعي (الهاشتاق) فدوه للشيخ، يا سلتوح، ويا (مخمّه)، شيخنا اللي ما تسوون نعاله مشغلكم... تفو عليكم.
والآن، وبعد أن انتهيت، أستأذنكم بالذهاب لأنني أريد أن أكلم أحدهم بالتليفون الثابت الخاص.
ملاحظة: ولكي لا يأخذكم الظن، فـ(أحدهم) الذي ذكرته هو رجل، وليس أنثى.