تونس تبدأ تركيب كاميرات مراقبة في شوارعها الرئيسية

تحسبًا للتهديدات الإرهابية

تونس تبدأ تركيب كاميرات مراقبة في شوارعها الرئيسية
TT

تونس تبدأ تركيب كاميرات مراقبة في شوارعها الرئيسية

تونس تبدأ تركيب كاميرات مراقبة في شوارعها الرئيسية

مع احتدام الجدل السياسي بين الحكومة التونسية وبقية مكونات المجتمع حول ملف عودة الإرهابيين من بؤر التوتر في سوريا والعراق وليبيا، شرعت الحكومة في تركيز كاميرات المراقبة في شارع حبيب بورقيبة الشارع الرئيسي في العاصمة التونسية، وهذا ضمن برنامج وزارة الداخلية التونسية خلال السنة الجديدة.
وتستعد تونس للقبول بعودة الإرهابيين التونسيين من بؤر التوتر في العالم، وقال يوسف الشاهد رئيس الحكومة إن تونس سترسل بعثات أمنية إلى مناطق النزاعات في الخارج للتقصي حول أعداد التونسيين الذين يقاتلون هناك بعد مقتل الكثير منهم. وأشار إلى أن موقف الحكومة ليس مع عودة الإرهابيين من بؤر التوتر إلى التراب التونسي، وتونس لا تسعى إلى ذلك، وفي حال رجوعهم سيتم إيقافهم فور وصولهم إلى تونس، وسيتم تطبيق قانون مكافحة الإرهاب ضدهم. وقال إن موقف الحكومة واضح، وهي ليست مع عودة الإرهابيين، ولا تسعى بأي شكل لعودتهم.
وأشار هادي المجدوب أمام البرلمان التونسي إلى مواصلة التوجهات الحكومية نفسها في مجال حماية أعوان الأمن وتدعيمهم بالتجهيزات، ومن بينها الشروع في تركيز منظومة للمراقبة في الساحات الكبرى والشوارع الرئيسية في العاصمة التونسية، في انتظار تعميم البرنامج على عدد من المدن التونسية المهددة بالإرهاب.
ويعود برنامج وزارة الداخلية إلى سنة 2015، حيث أعدت برنامجًا متكاملاً لتطوير آليات عمل الوحدات الأمنية، يتضمن حزمة من المشاريع التي ستمكن من إحداث نقلة نوعية في العمل الأمني في تونس، ومن بين هذه المشاريع مشروع تركيز نظام مراقبة بالكاميرا في العاصمة التونسية وبعض الولايات – المحافظات - الدّاخلية، لتشمل إثر ذلك عددًا من المدن الأخرى. وفي هذا الشأن، دعا شوقي قداس، رئيس الهيئة التونسية لحماية المعطيات الشخصية، إلى ضرورة سن وزارة الداخلية التونسية تشريعات تنظم عملية تركيز كاميرات مراقبة بالشوارع الرئيسية بالعاصمة خلال السنة الجديدة؛ وذلك حماية للحياة الخاصة، وحرمة المسكن، وسرية الاتصالات والمعطيات الشخصية. وذكر أن أكثر من 30 ألف تونسي قاموا بتركيز تجهيزات مراقبة دون الحصول على تراخيص قانونية.
ووفق ما قدمته وزارة الداخلية التونسية من معطيات حول هذا البرنامج، يبلغ العدد الإجمالي للكاميرات التي سيتم تركيزها في المرحلة الأولى من المشروع 1680 كاميرا في العاصمة التونسية وبقية المدن. وتقدر التكلفة الإجماليّة لهذا المشروع في مرحلته الأولى 9 ملايين دينار تونسي (نحو 3,7 مليون دولار).
ويهدف هذا المشروع إلى تمكين قوات الأمن التونسي من منظومة مراقبة إلكترونية بالساحات الكبرى للعاصمة والمدن المذكورة، وتوفير هذه المراقبة بالنقاط الحساسة والمداخل والمحولات الرئيسية للمدن والفضاءات العمومية للتوقي من الجريمة، والمساعدة في كشف التحركات الإرهابية داخل المدن الحدودية؛ وذلك خاصة من خلال أنظمة ذكية قادرة على قراءة اللوحات المنجمية للسيارات والتعرف الآلي والإلكتروني على ملامح الوجه. وتشمل المرحلة الأولى تركيز 300 نقطة مراقبة في تونس الكبرى، وكل نقطة فيها 4 أجهزة كاميرا (3 منها ثابتة وواحدة متحركة)، ليبلغ بذلك العدد الإجمالي للكاميرات التي سيتم تركيزها 1200 كاميرا. ويشمل هذا المشروع في مرحلته الأولى في المناطق الداخلية أربع ولايات هي: القصرين والكاف وجندوبة وسيدي بوزيد، وسيتم في هذه الولايات - المحافظات - تركيز 30 نقطة بكل ولاية، وكل نقطة بها 3 كاميرات ثابتة وواحدة متحركة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.