الحريري: علينا أن نبقي لبنان بعيدًا عن الحرائق المجاورة

قال إن الخلافات الموجودة ليست طائفية ولا مذهبية بل سياسية بحتة

الحريري: علينا أن نبقي لبنان بعيدًا عن الحرائق المجاورة
TT

الحريري: علينا أن نبقي لبنان بعيدًا عن الحرائق المجاورة

الحريري: علينا أن نبقي لبنان بعيدًا عن الحرائق المجاورة

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أن على السياسيين التضحية من أجل البلد والمحافظة على الاستقرار؛ لأن الاستقرار هو الأساس في عملية التقدم والتطوير، منبها من «مشروع خطير في المنطقة، يوجب علينا كلبنانيين إبقاء بلدنا بعيدا عن الحروب والحرائق المجاورة».
وأكد الحريري خلال استقباله حشدا من ممثلي عائلات وشخصيات بيروتية جاءت لتهنئته بتأليف الحكومة الجديدة ونيلها الثقة، أن «الحكومة ستباشر على الفور بدراسة المشاريع الحيوية وحل المشاكل التي يعاني منها المواطنون في كل لبنان، وفي العاصمة خصوصا، وفي مقدمتها أزمة الكهرباء والمياه وأزمات السير وملف النقل العام وغيره»، وقال «أعلم أن هناك الكثير من العمل يجب القيام به، وهناك الكثير من المشاكل والتعب، وبخاصة بالنسبة للشباب الذين نراهم يهاجرون من البلد. من هنا؛ علينا أن نعمل للقيام بلبنان ونفعّل الاقتصاد ونعيد بيروت الجوهرة التي كانت عليه». وأضاف «أنا في حاجة إلى دعم كل واحد منكم والوقوف مع بعضنا بعضا؛ لأن هذا البلد أثبت أننا إذا لم نقف معا ولم نحافظ على الوحدة الوطنية سنبقى ننهش بعضنا بعضا».
وشدد الحريري على وجوب أن «لا نوقف البلد من أجل الخلافات السياسية القائمة بين الأفرقاء، وألا نضع العصي بالدواليب؛ لأنه تبين أن الخلافات السياسية الجذرية الموجودة، ليست طائفية ولا مذهبية، بل سياسية بحتة»، معتبرا أن «هناك من أراد أن يحوّل هذه الخلافات إلى طائفية أو مذهبية، ولكنني لست كذلك على الإطلاق، وأنا مستمر على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكما كان يفعل باستمرار على تدوير الزوايا من أجل مصلحة البلد».
وحث رئيس الحكومة اللبنانية على وجوب «إعادة السياحة إلى سابق عهدها، وأن نخلق فرص عمل جديدة للشباب لكي يبقوا في أرضهم. وسترون في الأسابيع المقبلة، أن بلدية بيروت ستطلق عددا من المشاريع، سواء بالنسبة إلى النفايات أو الكهرباء لتلبية حاجات العاصمة ومتطلباتها». وأضاف «أما فيما يتعلق بالنهوض بالبلد، يجب علينا ألا ننظر إلى من يربح أو من يخسر، بل أن يكون لبنان هو الرابح على الدوام. هناك محاولات متواصلة للتعطيل، ولكن الأهم بالنسبة إلينا هو أن نسعى باستمرار لتجاوز هذه المحاولات وتحقيق الإنجازات في سبيل النهوض بلبنان والعاصمة تحديدا». وتحدث الحريري عن «مشروع خطير في المنطقة، وأنا عليّ أن أحافظ على لبنان، وعلينا القيام بكل ما يمكن القيام به لإبقاء وطننا بعيدا عن حروب وحرائق المنطقة»، وقال إن «التزامنا بنهج الاعتدال أثبت جدواه في تجنيب لبنان الكثير من المنزلقات. فالاعتدال هو القوة وليس التطرف، علما بأن هذا التطرف ليس له دين أو مذهب وليس حكرا على المسلمين وحدهم»، لافتا إلى أن هناك «محاولات دائمة لإلصاق تهمة الإرهاب بأهل طرابلس أو عكار أو غيرهم على عكس الحقيقة تماما، وكل هذه المحاولات أثبتت عدم جدواها وفشلت. من هنا، واجبي أن أنهض بالبلد من جديد، معكم ولكم ولأولادكم وأولادنا جميعا».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.