مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

لا غنى عن السعودية

لماذا غضب السعودية مهم؟ ولماذا يجب التوقف عنده على مستوى العالم؟
سؤال ليس من باب التفاخر، بل للتأمل.
السعودية هي حائط الصد للمخططات الإيرانية والروسية، وهي السد المنيع أمام اجتياح الجماعات السياسية المغامرة في المنطقة، على رأسها «الإخوان»، وهي الصخرة التي تكسرت عليها نصال التخبط الأميركي في ديارنا.
للسعوديين، وغيرهم، نذكر بطرف من «الحقائق» وليس الآراء.
السعودية هي حجر الأساس في سوق الطاقة العالمية. هذا ليس كلام السعوديين، بل كلام أهل الشأن. فوفقا للتقارير المختصة، فإن العالم في احتياجه للطاقة ما زال معتمدا على السعودية. وحسبما ذكرت «فايننشيال تايمز»، فإنه رغم ثورة النفط الصخري في أميركا، فإن العالم الآن يعتمد أكثر من ذي قبل، على عدد قليل من المنتجين في الخليج.
وفقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية، استجابت السعودية برفع الإنتاج إلى 10.2 مليون برميل يوميا، وحسب هذه التقارير تعد قدرة السعودية، قياسا بدول الخليج، على تحقيق إنتاج جديد حسب الرغبة، قدرة استثنائية.
وبناء على هذه المعطيات، فإن آثار هذا التفوق السعودي في الاقتصاد العالمي لا يستهان بها.
هذا فيما يخص خطورة الدور السعودي في سوق الطاقة، فماذا عن «الثروات» السعودية الأخرى؟
السعودية هي قبلة المسلمين في العالم، بها مكة والمدينة حيث مقدسات المسلمين، وتولي الرعاية الدينية لهذه المقدسات، وهي المرجعية للمسلمين السنة في العالم، والسنة هم الغالبية الساحقة للمسلمين في هذه الدنيا.
وهذا يعني الكثير في التأثير على مسلمي العالم، لنتذكر هذه المعطيات:
ارتفع عدد المسلمين الأميركيين أثناء العقد الماضي ليفوق عدد اليهود للمرة الأولى في أميركا، وفقا لما ذكره إحصاء للأديان في أميركا صدر أخيرا.
يبلغ عدد المسلمين في الصين اليوم أكثر من 23 مليون نسمة.
مركز «ليفادا» لاستطلاعات الرأي في روسيا، ذكر أن النسبة المئوية للمسلمين ارتفعت، خلال السنوات الثلاث الماضية، من 4% إلى 7%.. والإسلام هو الديانة الثانية في روسيا.
هؤلاء المسلمون ينظرون نظرة التقدير للبلاد التي هي حاضنة مقدسات المسلمين، وهي السعودية.
لم نتحدث عن دور السعودية في تحقيق الأمن العالمي عبر محاربة «القاعدة» وتوفير المعلومات الوقائية اللازمة للجميع. ولم نتحدث عن دورها في تعزيز سياسة السلام في المنطقة.
كل هذا يجعل السعودية، دولة لا غنى للعالم عنها، كما يجعلها هدفا للخصوم. وهذا حديث آخر..