انطلاق اجتماعات الدورة الـ97 لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين

الأغا: القيادة الفلسطينية رحبت بمبادرة الرئيس الأميركي المنتخب لحل النزاع

انطلاق اجتماعات الدورة الـ97 لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين
TT

انطلاق اجتماعات الدورة الـ97 لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين

انطلاق اجتماعات الدورة الـ97 لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين

قال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في جامعة الدول العربية، سعيد أبو علي، إنه مر على الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين أكثر من 60 عاما، وعلى مؤتمر مدريد للسلام أكثر من 25 عاما، وعلى مبادرة السلام العربية، التي وصفها بـ«الفرصة الحقيقية لإقرار السلام»، أكثر من 14 عاما، «ولا يزال الشعب الفلسطيني يبحث عن العدالة، وعن حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».
وشدد أبو علي في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الـ97 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية، التي انطلقت أعمالها أمس، برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، زكريا الأغا، على أنه «آن الأوان لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وليكن عام 2017 عام إنهاء الاحتلال، كما حان الوقت لحشد الإرادتين العربية والدولية، للعمل الجماعي من أجل نيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته المستقلة، وفق آليات عمل دولية فاعلة وناجعة، وعلى أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة في هذا الصدد».
وأوضح أن عدد المستوطنين تضاعف خلال 7 سنوات من تولي نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية بنسبة 55 في المائة، حيث وصل عددهم إلى 625 ألف مستوطن، يمارسون أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، بدعم من جيش الاحتلال الإسرائيلي وتشجيعه، مشيرا إلى ما يقوم به الاحتلال «من تهويد للمدينة المقدسة، وتغيير طابعها الديموغرافي، وتغيير أسماء الأحياء والشوارع، لإزالة أي طابع عربي لها، بل وصل الأمر إلى التعدي على حقوق أبناء الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائرهم الدينية، من خلال إقرار اللجنة الوزارية الإسرائيلية طرح مشروع قانون بمنع رفع الأذان، وهي الشعيرة المرتبطة بأحد أهم أركان الإسلام، (الصلاة)»، مؤكدا أنه يعد تعديا على حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية، إضافة إلى الاقتحامات المتواصلة من قبل المستوطنين للحرم القدسي والأقصى ومحاولات تقسيمه.
وأكد أبو علي، على ضرورة العمل لإيجاد حل جذري لمشكلة تمويل موازنة الـ«أونروا»، وتوفير مصدر تمويل ثابت دائم ومستمر، لحين تحقيق الحل الجذري لمشكلة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، مشيدا بالدور الذي تقوم به الـ«أونروا» في خدمة اللاجئين بالدول المضيفة.
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير زكريا الأغا إن القيادة الفلسطينية رحبت بمبادرة الرئيس الأميركي المنتخب لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، «متطلعين إلى اتخاذ الإدارة الأميركية الجديدة موقفا مختلفا عن موقفها خلال الحملة الانتخابية، يلتزم بحل الدولتين الذي أقرته الإدارات الأميركية السابقة».
وأكد الأغا خلال كلمته في المؤتمر: «إننا نتطلع أيضا إلى نجاح عقد المؤتمر الدولي للسلام، قبل نهاية هذا العام، وفقا للمبادرة الفرنسية، في الوقت الذي تعمل فيه القيادة الفلسطينية على تعزيز الوضع الداخلي والصمود الفلسطيني، حيث جرى عقد مؤتمر فتح السابع الذي يفتح الباب أمام إنهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن على طريق بناء الدولة الفلسطينية المستقلة».
وقال إن إسرائيل تعمل على تشريع البؤر الاستيطانية ومنع الأذان عبر مكبرات الصوت في المساجد «مما يهدد بجر المنطقة إلى كوارث ونشوب حرب دينية»، مضيفا أن «مشروع القانون الأول يهدف إلى توسيع عملية الاستيطان، وعدم إزالة ما تسمى المستوطنات غير الشرعية، والثاني يؤكد سيطرة التطرّف الديني على حكومة الاحتلال التي لم تكتف بعزل القدس وفرض قيود على الدخول إلى المسجد الأقصى؛ بل مضت بعيدا إلى حد التشريع ومنع استخدام مكبرات الصوت في المساجد».
وأكد أنه «للعام العاشر على التوالي، ما زال الحصار مستمرًا على قطاع غزة، بما فيه من إجراءات وقيود على حركة البضائع والسكان، مما يترك آثارًا سلبية وكارثية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية»، مشيرا إلى أن «الحصار والعدوان المتكرر على غزة، أديا إلى خنق اقتصاد القطاع وارتفاع معدلات البطالة، خصوصا بين الشباب وخريجي الجامعات، مما يضعهم تحت خط الفقر وتدني الخدمات الأساسية، كالكهرباء، والماء، والصرف الصحي، ومما يزيد الأمور تعقيدا، الاستمرار في الانقسام، وفشل كل الجهود التي بذلت حتى الآن لإنهائه وإعادة الوحدة بين شطري الوطن».
وثمن الأغا عاليا الدور الرئيسي لوكالة الغوث الدولية الـ«أونروا»، و«الجهود الكبيرة التي تقوم بها من أجل توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين»، مؤكدا الحرص الشديد على استمرارية عمل الـ«أونروا»، ودعمها، والتعاون والتنسيق معها، إلى حين إيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، طبقا لقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار «194»، داعيا إلى «تكثيف جهود الـ(أونروا) لتوفير الاحتياجات اللازمة للاجئين الفلسطينيين في سوريا؛ سواء من بقي فيها، أو من نزح خارجها».
وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتنفيذ قراراتهما الخاصة بالنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، «حتى تتسنى إقامة سلام عادل وشامل في المنطقة على أساسها»، مشددا على أن «الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية، مصممان على مقاومة الاحتلال وإنهائه، حتى تقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وتطبيق الحل العادل والدائم لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس قرارات الشرعية الدولية».
وفي الختام، وجه الأغا الشكر إلى «حكومات الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين، على ما تقدمه من حسن الرعاية وما تتحمله من أعباء ونفقات».
من جانبه، أعرب رئيس وفد مصر، سكرتير أول بقطاع فلسطين بوزارة الخارجية المصرية، تامر أمين، عن «حرص مصر الدائم على القضية الفلسطينية بوصفها إحدى أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية، وذلك إيمانا بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه الشرعية من أجل إقامة دولته».
وأكد أمين خلال مداخلته «التزام مصر ببذل الجهد لدعم الأشقاء الفلسطينيين في المناحي كافة، سواء على الصعيد الدولي، أو في إطار رعاية ملف المصالحة الفلسطينية»، مؤكدا «وقوف مصر إلى جانب الأشقاء في فلسطين في كل المحافل، سعيا وراء استعادة حقوقهم المشروعة غير منقوصة».
ويناقش المؤتمر على مدار 5 أيام تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال، ويناقش تقاريره حول الاستيطان الإسرائيلي، والهجرة، وجدار الفصل العنصري، وموضوع التنمية في الأراضي المحتلة، وقضية اللاجئين الفلسطينيين، ونشاطات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وأوضاعها المالية. بالإضافة إلى مناقشة توصيات الدورة السابقة (96) لمؤتمر المشرفين. وسيقدم الوفد الفلسطيني تقريرًا حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، والانتهاكات الإسرائيلية في القدس ومحاولات تهويدها، واستهدافها الوجود الفلسطيني فيها.
ويشارك في المؤتمر وفود من الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، والمنظمتين العربية والإسلامية للعلوم والثقافة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.