ائتلاف الإغاثة: مقتل وإصابة 893 مدنيًا في تعز خلال شهر واحد

تعرض 3 مساجد و7 مدارس لقصف الميليشيات في المحافظة

يمنيون يعاينون آثار الدمار التي خلفها قصف الميليشيات لمدينة تعز في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
يمنيون يعاينون آثار الدمار التي خلفها قصف الميليشيات لمدينة تعز في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

ائتلاف الإغاثة: مقتل وإصابة 893 مدنيًا في تعز خلال شهر واحد

يمنيون يعاينون آثار الدمار التي خلفها قصف الميليشيات لمدينة تعز في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
يمنيون يعاينون آثار الدمار التي خلفها قصف الميليشيات لمدينة تعز في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

كشف ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، استمرار ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في ارتكابها المزيد من الانتهاكات بحق أهالي محافظة تعز، من قتل وتهجير المواطنين من منازلهم وقراهم وتدمير المنازل، حيث سقط على أيدي الميليشيات الانقلابية خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 893 شخصا بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال.
وأعلن الائتلاف في تقريره الحديث حول الأوضاع الإنسانية في المحافظة لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي تضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادية والوضع الصحي والتعليمي القائم والاحتياجات الإنسانية الإغاثية للمحافظة، عن «مقتل 172 شخصا وجرح 721 آخرين، بينهم نساء وأطفال خلال الشهر الماضي، بينهم إصابات خطرة، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي المكثف على الأحياء السكنية».
وقال إن «الرجال تصدروا الرقم الأعلى من بين أعداد الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى 143، كما جرح 504 آخرون، في حين تصدر الأطفال الفئة الثانية في أعداد الضحايا، حيث وصل عدد ضحاياهم إلى 23 قتيلا، و130 جريحا، بينما قتلت 6 نساء، وأصيبت 52 امرأة أخرى، أغلب تلك الإصابات كانت خطرة».
وفي مواصلة لانتهاكاتها المستمرة منذ انقلابها على الشرعية في اليمن، لم تبق ميليشيات الحوثي وصالح على المدارس والمساجد والمنشآت الحكومية والخاصة والمنازل إلا ودمرتها، حيث أشار تقرير الائتلاف إلى أن الميليشيات دمرت خلال الشهر الماضي «65 منزلا ومنشأة ومحلا تجاريا ومدارس ومساجد ومباني حكومية وخدمات عامة تضررت بفعل الحرب، منها 9 منازل تعرضت للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى تضرر 40 منزلا آخر كليا وجزئيا في أحياء مختلفة من المدينة جراء القصف العشوائي، في أحياء الجحملية، وبازرعة، وصالة شرقي مدينة تعز ومديرية الصلو جنوب المحافظة».
كما تعرضت 7 مدارس ومرافق تعليمية وطلاب للاستهداف بالقصف المدفعي، بالإضافة إلى تفجير مسجد وتعرض مسجدين آخرين للقصف، وكذا تضرر 6 من المباني الحكومية والمرافق الخدمية والصحية بالقصف المباشر، في حين أغلقت 36 مدرسة تعليمية بمدينة تعز ومديرية الصلو جراء القصف والاستهداف لمدة أسبوع. وبينما لا تزال خدمات المياه والنظافة منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية جراء استمرار الميليشيات حصارها المطبق على المدينة، علاوة على استمرار تهجير الميليشيات الانقلابية لأهالي المحافظة من المدينة والريف، لتجعل من منازلهم مخازن للأسلحة وثكنات عسكرية لها، أكد التقرير أن «752 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها بالقوة جراء المواجهات المسلحة والقصف العشوائي في قرى الدبح وشارع 24 بمديرية التعزية، والهشمة، وحذران، والصلو، والأعبوس غرب وجنوب تعز، بالإضافة إلى منطقة ووادي صالة وجولة القصر شرق المدينة».
كما أكد أن الأسر النازحة جراء التهجير القسري الذي طالها من ميليشيات الحوثي وصالح، لم تجد سوى المدارس وبعض الأسر المضيفة داخل محافظة تعز ومحافظات أخرى، في حين لم تسنح للكثير من هؤلاء النازحين الفرصة لأخذ ما يلزم من أمتعتهم وممتلكاتهم الشخصية وأثاث منازلهم خوفا من الموت الذي يلاحقهم.
وحذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية من «مجاعة، قد تؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة في محافظة تعز، خاصة مع انقطاع الرواتب الشهرية لموظفي الدولة».
من جهته، قال قائد اللواء 17 مشاة العميد الركن عبد الرحمن الشمساني، إن «الجيش اليمني على أهبة الاستعداد والجاهزية للدفاع عن تعز وتحرير اليمن بأكمله من الميليشيات الانقلابية، وبأنهم يحمون الوطن وليس المناصب، ويعملون في ظل الشرعية ويحترمون الدستور والقانون خلافا للشرذمة الانقلابية المتمردة على الدستور والقانون ودمرت البلاد وقتلت الصغار والكبار».
ودعا العميد الشمساني «المغرر بهم، وخاصة من أبناء تعز، للعودة إلى صوابهم»، كما دعا «أبناء القوات المسلحة الموالين للميليشيات وخاصة الحرس الجمهوري بالانضمام إلى الشرعية واللحاق بالجيش الوطني والمشاركة في شرف تطهير البلاد من الميليشيات».
يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال المواجهات مشتعلة في جميع جبهات القتال بتعز بين الجيش اليمني والميليشيات الانقلابية في ظل استمرار الجيش كسر هجمات الميليشيات على معسكر الدفاع الجوي وأحياء الكمب والمكلل ومنطقة عنصوة والدمينة، إضافة إلى دحرهم من مواقع جديدة في مديرية حيفان، جنوب المدينة.
وشهدت منطقة الحريقة، الواقعة بين منطقتي ذوباب وباب المندب، مواجهات عنيفة تمكنت فيها قوات الجيش من إحراز تقدم جديد في تلك المواقع وتكبيد الميليشيات الخسائر البشرية والمادية.
وفي الجبهة الريفية، جبهتي الأحكوم والصلو، جنوب المدينة، تجدد القصف المدفعي بين وحدات من اللواء 35 مدرع، بالجيش اليمني، المتمركزة في تبتي الخضراء والحمراء، من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في تبة الدبعي والكعاوش، من جهة أخرى.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إنه «عقب سيطرة قوات الجيش اليمني على مواقع جديدة لها في المقاطرة ومن جبل جنعن الاستراتيجي المطل على سوق الربوع، الطريق الواصل بين تعز وعدن، وتبة خزان الصوالحة، عززت الميليشيات مواقعها بالعتاد والأسلحة في جبهة الأحكوم بمديرية حيفان».
وأضافت أنه «وبينما تحضر قوات الجيش لعملية تحرير منطقة باب المندب، ومناطق ساحل تعز، دفعت ميليشيات الحوثي وصالح بتعزيزات على مواقعها في مديرية المخا الساحلية ومنطقة ذوباب، القريبة من باب المندب»، مشيرين إلى أن «مدفعية الجيش الوطني باللواء 17 مشاة، تمكنت من استهداف مواقع وتجمعات للميليشيات في منطقة الصعيرة الدبح، شمال تبة الخلوة غرب المدينة، مما أسفر عن مقتل 7 من عناصر الميليشيات وجرح آخرين».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.