الرئيس المصري يعفو عن 82 من الشباب المحبوسين على ذمة قضايا

معظمهم من الطلاب المشاركين في الاحتجاجات

الرئيس المصري يعفو عن 82 من الشباب المحبوسين على ذمة قضايا
TT

الرئيس المصري يعفو عن 82 من الشباب المحبوسين على ذمة قضايا

الرئيس المصري يعفو عن 82 من الشباب المحبوسين على ذمة قضايا

أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس قرارا جمهوريا بالعفو عن 82 من الشباب المحبوسين على ذمة قضايا. وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، أن معظم من شملهم قرار العفو هم من شباب الجامعات الذين تم القبض عليهم في الاحتجاجات، ومن بينهم أيضا الباحث في العلوم الإسلامية إسلام بحيري الذي أدين بتهمة «ازدراء الأديان».
وكان السيسي قرر في ختام المؤتمر الأول للشباب الذي عقد في مدينة شرم الشيخ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشكيل لجنة تقوم بفحص ومراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، مطالبا بتوسيع نطاق عملها ليشمل الشباب الصادر بحقهم أحكام نهائية أيضا.
وشُكلت اللجنة في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وتضم في عضويتها كلاً من أسامة الغزالي حرب رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، وطارق الخولي عضو مجلس النواب، ونشوى الحوفي عضو المجلس القومي للمرأة، ومحمد عبد العزيز عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وكريم السقا الناشط السياسي.
ويستند قرار العفو إلى المادة 155 من الدستور والتي تعطي رئيس الجمهورية حق العفو عمن صدر ضدهم أحكام نهائية. وقد صدر قرار العفو بعد استطلاع رأي مجلس الوزراء.
وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية أمس إن قطاع مصلحة السجون بدأ في إنهاء إجراءات الشباب الذين صدر بحقهم عفو جمهوري تمهيدا للإفراج الفوري عنهم. وأضاف المصدر الأمني، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن قطاع مصلحة السجون يعمل الآن على إنهاء أوراق صحة الإفراج بموجب العفو الرئاسي.
وأشار إلى أنه سيتم الإفراج عن جميع الشباب الذين شملهم قرار العفو من منطقة سجون طرة.
وهذه هي الدفعة الأولى ممن سيتم العفو عنهم، حيث طالب السيسي لجنة العفو الأسبوع الماضي بتوسيع نطاق عملها ليشمل الحالات الصادر بحقها أحكام قضائية نهائية في قضايا التظاهر والنشر والرأي والتعبير، وبمد فترة عملها لحين الانتهاء من فحص جميع القوائم المُقدمة إليها.
ومنذ نوفمبر 2013، ألقي القبض على آلاف المتظاهرين في مصر بموجب قانون أجاز حبس المتظاهرين إذا نزلوا إلى الشوارع دون إذن السلطات الأمنية.
وأشاد المحامي الحقوقي حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بالقرار وقال: إن «القائمة الأولى للإفراج بقرار رئاسي خرجت وهذا مؤشر إيجابي على صدق الوعد نتمنى استكمال القرار بالإفراج دون تمييز بين السجناء».
فيما انتقد آخرون العفو عن الباحث بحيري قبل انتهاء مدة الحكم عليه بأيام. وكانت محكمة النقض أعلى محكمة مدنية مصرية قد أيدت في يوليو (تموز) حكما بحبس بحيري لمدة عام، بسبب تقديمه برنامجا تلفزيونيا اعتبر مسيئا لثوابت الدين الإسلامي. بعد أن أصدرت محكمة جنح حكما عليه في مايو (أيار) 2015 بالسجن خمس سنوات ثم خففت محكمة الاستئناف الحكم في ديسمبر (كانون الأول) إلى السجن لمدة عام.
وتقول منظمات حقوقية إن حبس البحيري وكتاب آخرين في قضايا مختلفة يشير إلى زيادة القيود على حرية الرأي والاعتقاد في السنوات الماضية لكن كثيرا من المصريين يقولون: إنهم نشروا أفكارا لا يستسيغها مجتمع إسلامي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.