في «سوق الحرامية» أو «سوق التعفيش» بنسخته الحلبية، يشتري أهالي مدينة حلب ولا سيما الأحياء الغربية منها أغراضهم الشخصية ومحتويات منازلهم على اختلاف أنواعها للمرة الثانية، بعدما سرقت من بيوتهم على أيدي عناصر من قوات النظام واللجان الشعبية، وهو الأمر الذي أدّى إلى استياء عارم من قبل الأهالي.
وفي وقت أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن سلطات النظام، ولامتصاص غضب العائلات، بدأت تعمل على محاسبة المسؤولين عن هذه العمليات ومداهمة «سوق الحرامية»، استبعد الناشط في حلب، عبد القادر علاف، هذا الأمر، معتبرا أن «هذا الموضوع قديم جديد والنظام على علم به لا سيما أنه لا يقتصر على حلب إنما كان قبل ذلك في حمص القديمة وداريا بريف دمشق وغيرهما من المناطق، ولم يقدم على محاسبة أي جهة، كما أنه كان يبرر حصول عناصره على الإتاوات بأنه للتعويض عن رواتبهم المنخفضة لا سيما في ظل تضخّم الأسعار».
وقال المرصد إن «سلطات النظام في أحياء حلب الغربية تحاول منذ أيام تهدئة الاستياء المتزايد لدى المواطنين، جراء عمليات السرقة التي يقوم بها المسلحون الموالون للنظام من الدفاع الوطني واللجان الشعبية، وبقية المسلحين الموالين للنظام في القسم الغربي من مدينة حلب، وذلك عبر قيام قوات النظام بمداهمة «سوق الحرامية» التي تباع فيها محتويات المنازل التي جرت سرقتها من القسم الغربي من مدينة حلب من قبل هذه العناصر». ولفت المرصد إلى أن المدينة تشهد منذ نحو أسبوعين تصاعدا للاستياء من قبل المواطنين القاطنين في أحياء حلب الغربية، ولا سيما ممن نزحوا عن مساكنهم القريبة من مناطق العمليات العسكرية في «معركة حلب الكبرى» التي بدأت في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث نقل مواطنون شكاواهم عن قيام المسلحين الموالين للنظام على الحواجز في أحياء حلب الغربية وضواحيها وأطرافها، بمنعهم من العودة إلى منازلهم، كما منعوهم خلال النزوح من اصطحاب محتويات بيوتهم معهم. كما أكدت المصادر الأهلية للمرصد السوري، بأن عناصر الحواجز يعمدون إلى سرقة منازل المواطنين الذين يصابون خلال عمليات سقوط القذائف، حيث يقوم العناصر بالعودة إلى المنزل بعد سقوط القذائف وسرقة محتويات منها.
وبحسب ما نقل عن الأهالي فإن حواجز للمسلحين الموالين للنظام، تعمد إلى فرض إتاوات على المواطنين خلال تنقلهم بين مدينة حلب ومناطق سيطرة قوات النظام في الريف الشمالي، أو إلى خارج المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام. واتهم الأهالي مسلحين موالين للنظام بفرض الإتاوات خلال تنقلهم إلى ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، أو إلى بقية المناطق السورية.
وقال العلاف لـ«الشرق الأوسط»: «بتنا أمام مشهد متكرّر وهو أن يجد الأهالي أنفسهم مضطرين إلى شراء مقتنيات منازلهم ودفع ثمنها للمرة الثانية بعدما كان عناصر النظام قد سرقوها، وأبرز المناطق التي شهدت عمليات كهذه في حلب هي، مشروع 1070 شقة و3000 شقة، حيث عمد عناصر النظام وخلال مرحلة التمهيد (المدفعي) التي قامت بها فصائل المعارضة قبل السيطرة على هذه المناطق، إلى إخراج العائلات من منازلهم وقاموا بسرقة محتويات المنازل، وبعدما عادت العائلات إلى «شقة 1070» و«3000 شقة» اكتشفت أن البيوت فارغة، فيما بات مؤكدا أن الوضع نفسه ينطبق على منطقة «حلب الجديدة» التي لم تدخلها المعارضة وأفرغت المنازل من محتوياتها على أيدي قوات النظام. ويروي العلاف تجربته الشخصية في هذا الإطار لافتا إلى أن المحلّ الذي يملكه في «أسواق حلب القديمة» لبيع الأقمشة أفرغ بالكامل وسرقت محتوياته، على غرار كل المحلات، بعدما منع من الدخول إليه رغم حصوله على إذن من محافظ حلب. ومن هنا يقول: «السلوك نفسه تمارسه قوات النظام منذ بدء الثورة في سوريا ولم ولن نتوقع أن يحاسب أحد».
«سوق الحرامية».. حيث تشتري العائلات في حلب الغربية مقتنيات منازلها المنهوبة
وجوده شائع في عدد من المناطق والنظام يداهمه نتيجة استياء الأهالي
«سوق الحرامية».. حيث تشتري العائلات في حلب الغربية مقتنيات منازلها المنهوبة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة