وزارة الثقافة والإعلام السعودية على مسار التحول الإلكتروني

بدعم من ولي ولي العهد.. الوزارة تدشن قريبًا خدماتها

وزارة الثقافة والإعلام السعودية  على مسار التحول الإلكتروني
TT

وزارة الثقافة والإعلام السعودية على مسار التحول الإلكتروني

وزارة الثقافة والإعلام السعودية  على مسار التحول الإلكتروني

تبدأ وزارة الثقافة والإعلام في السعودية عصرا جديدا في محيط الحكومة الذكية، التي ركزت عليها «رؤية السعودية 2030»، وستدشن قريبا عددا من خدماتها الإلكترونية لهدف رفع كفاءة الأداء وتطوير مواردها البشرية، وتحقيق خدمات متعددة للمعنيين بالمجالات الثقافية والإعلامية.
وأنجزت الوزارة خلال الفترة الماضية، إجراءات تحويل كافة المعاملات والطلبات والتراخيص إلى خدمات إلكترونية متوافرة على الأجهزة المكتبية وجميع أنواع الأجهزة المحمولة والكفية، وربطها بنظام «سداد» وعدد من الأجهزة الحكومية وتزويدهم بخاصية المراجعة للمعاملات التي تتطلب موافقة الجهات ذات الصِلة. كما تم عمل فيديوهات توضيحية لكل خدمة على شبكات التواصل الاجتماعي، ومنصات التواصل المباشر مع المستخدمين.
جاء ذلك بعد توجيه ودعم من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد السعودي، وتحقيقا لطموحات الحكومة الذكية ورفع كفاءة الأداء؛ «فقد تمكن الزملاء» من تحويل المعاملات والطلبات والتراخيص كافة إلى خدمات إلكترونية متوافرة على الأجهزة المكتبية وجميع أنواع الأجهزة المحمولة والكفية، وربطها بنظام سداد وعدد من الأجهزة الحكومية، وتزويدهم بخاصية المراجعة للمعاملات التي تتطلب موافقة الجهات ذات الصلة.
وسبقت الوزارة التحول الخدمي، بورش عمل كثيرة مع أصحاب العلاقة بخدمات الوزارة بشقيها الإعلامي والثقافي، واعتمدت في المسار الذكي الإلكتروني مراقبة شاملة لأداء كوادرها البشرية؛ لضمان إنجاز التعاملات الداخلية، وربط ذلك بترقيات موظفيها، معتمدة على الإنجاز وتحقيق التطلعات.
خطوات الوزارة تعتمد على تحقيق جودة الخدمات الإلكترونية المتوافرة حاليا عبر تيسير الإجراءات وتنويع قنوات التواصل وأدواته، وستدعم استعمال التطبيقات الإلكترونية على مستوى الجهات الحكومية، مثل السحابة الإلكترونية الحكومية، ومنصة مشاركة البيانات، ونظام إدارة الموارد البشرية؛ مما يعزز حوكمة الخدمات الإلكترونية على مستوى الحكومة السعودية.
إجراءات التحول الإلكتروني الشامل، تأتي بعد تنشيط شامل قامت به الوزارة، خصوصا على المستوى الثقافي، حيث قامت الوزارة بإعادة افتتاح مسرح الإذاعة والتلفزيون، بعد عقد من الغياب، واتجاهات شاملة في تفعيل مسرح الطفل في عدد من المناطق، في خطوات لاستعادة أمجاد حققها المسرح التلفزيوني الذي كان قائدا للعمل المسرحي الهادف في البلاد، معتمدة الوزارة في اتجاهها العصري أن يكون مسرحها نواة لتخريج الشباب من الجنسين ليكونوا مختصين في صناعة المحتوى المرئي في السعودية.
كما سيتم توفير خدمات جديدة نهاية هذا الشهر تشمل الروزنامة الثقافية للمملكة وسيتم ربطها بخاصية بث الفيديو عبر الإنترنت لإتاحة أكبر فرصة للمهتمين والمهتمات من مشاهدة الفعاليات الثقافية من مواقعهم، وكذلك موقع خاص سيضم كل العروض المسرحية حول المناطق السعودية.
وتسعى خدمات الوزارة الإلكترونية، التي من المقرر أن تنطلق خلال أيام، إلى مواكبة التطورات الحديثة والاعتماد على تقنية المعلومات في تسيير جميع أعمالها والتوجه إلى الحكومة الفاعلة، عبر أنشطة متنوعة، تشمل، نظام التراخيص الإعلامية الذي يستهدف جميع الرخص الإعلامية التي تصدرها الوزارة، ويشمل خدمات التسجيل لإصدار رخص جديدة وتجديد رخص قديمة، ومتابعة العملية إلكترونيا بالكامل منذ الطلب، ومرحلة التحقق من الوثائق واعتمادها، حتى إجراء عملية الدفع الإلكتروني.
وقد تم تطوير بوابة وزارة الثقافة والإعلام بالكامل لتشمل جميع الأنظمة والتطبيقات، ولتكون مرجعا لأخبار الوزارة كافة وفعالياتها، وتعد مرجعا إلكترونيا للوائح وعن الجهات التابعة لها، كما تم تطوير تطبيقات مستقلة على الأجهزة الكفية واللوحية كافة، وعلى أنظمة IOS وANDROID شائعتي الاستخدام.
كذلك، نظام «فسوحات» الكتب والمطبوعات، الخاص بالمؤلفين ودور النشر، لإصدار تراخيص فسح الكتب والمطبوعات وطباعتها وفسح توزيعها في السعودية، ويمكن من خلالها رفع المطبوعات إلكترونيا، ومتابعه ملاحظات المراقبين عليها وتعديلها - إن لزم الأمر - واستكمال الإجراءات بشكل إلكتروني حتى إنجاز الطلبات بشكل كامل.
وسيكون من التطورات الحديثة، الإصدار التقني والسريع لنظام الفعاليات والمعارض الفنية، الهادف إلى إصدار ترخيص للفعاليات التي تقام في مختلف مناطق البلاد، ويشتمل على جميع المعلومات والشروط التي يجب توفرها، ويشمل النظام مجموعة من الإجراءات والخطوات الإلكترونية، كمخاطبة وإشراك الجهات الداخلية والخارجية، كما يوفر للمستفيد واجهة يستطيع من خلالها متابعة طلبه عن طريق أسهل وأسرع الوسائل، إضافة إلى بعض الخدمات الاستعلامية التي تساعد على معرفة حالة طلبه من دون مراجعة مبنى الوزارة.
ومن الإجراءات الحديثة، استحداث نظام الإعلانات في صحيفة «أم القرى» (الصحيفة الرسمية للسعودية)، ويتضمن خدمات إلكترونية لنشر الإعلانات الحكومية والخاصة والمناقصات والمنافسات على الصحيفة، كما يوفر النظام إمكانية الدفع الإلكترونية، وفي حالة اكتمال الإجراءات والموافقة عليها يتم تسديد الخدمات عبر «سداد» إذا كانت تلك الخدمة تتطلب دفع مبلغ مالي.
وسيكون متاحا عبر منصات وتطبيقات الوزارة، نظام رفع المخالفات الإعلامية، الذي سيكون بطريقة إلكترونية، تعتمد على خدمة الإبلاغ عن المخالفات الإعلامية، ويمر بمرحلة التحقق والمطابقة إلكترونيا للمدعي والمدعى عليه، وفي حالة استيفاء المستندات اللازمة يتم تحويلها قضية لدى اللجان المعنية. ويوفر النظام الكثير من الخدمات، تشمل، الإبلاغ عن مواعيد الجلسات والأحكام في حال صدورها والاستعلام عن حالة الدعوى وأي ملاحظات تخصها.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».