حوّل هاتفك إلى فاعل خير.. تطبيقات تساعد على التبرع والمساهمة

من التبرع بالوجبات للأطفال إلى الركض من أجل الآخرين

تطبيق «شير ذا ميل» (تقاسم الوجبة)  -  تطبيق «دونيت فوتو»  (تبرع بصورة)  -  تسهل بعض تطبيقات الأعمال الخيرية التبرع للجهات المختلفة
 عبر تشجيع المستخدمين على نشاطات معينة مثل الجري
تطبيق «شير ذا ميل» (تقاسم الوجبة) - تطبيق «دونيت فوتو» (تبرع بصورة) - تسهل بعض تطبيقات الأعمال الخيرية التبرع للجهات المختلفة عبر تشجيع المستخدمين على نشاطات معينة مثل الجري
TT

حوّل هاتفك إلى فاعل خير.. تطبيقات تساعد على التبرع والمساهمة

تطبيق «شير ذا ميل» (تقاسم الوجبة)  -  تطبيق «دونيت فوتو»  (تبرع بصورة)  -  تسهل بعض تطبيقات الأعمال الخيرية التبرع للجهات المختلفة
 عبر تشجيع المستخدمين على نشاطات معينة مثل الجري
تطبيق «شير ذا ميل» (تقاسم الوجبة) - تطبيق «دونيت فوتو» (تبرع بصورة) - تسهل بعض تطبيقات الأعمال الخيرية التبرع للجهات المختلفة عبر تشجيع المستخدمين على نشاطات معينة مثل الجري

مع اقتراب موسم العطلات، يمكن أن تساعدك تطبيقات الهواتف الذكية على مساعدة شخص محتاج فقط ببعض نقرات من أصبعك. تطبيق «شير ذا ميل» (لنتقاسم الوجبة) هو تطبيق التبرع المفضل لي.
عندما تحيط بك تطبيقات توصيل الطعام، والطعام السريع الرخيص، يمكن للمرء أن ينسى بسهولة أن هناك كثيرا من الناس في العالم عاجزون عن تأمين الوجبة القادمة. يمكنك باستخدام هذا التطبيق التبرع سريعًا بالمال إلى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ومساعدة إنسان للحصول على الطعام.
ويذكرك التطبيق بأن إطعام طفل طوال اليوم لا يكلف سوى نصف دولار، ويمكنك التبرع من خلال النقر على زر واحد، بمجرد إدخالك المعلومات الخاصة بالدفع. كذلك يمكنك التبرع بما يكفي لإطعام طفل لمدة أسبوع أو أكثر، أو ضبط الإعداد، بحيث يتم الدفع شهريًا بانتظام.
كذلك هناك جانب اجتماعي في الأمر، وهي أنه باستطاعتك الاتصال بمستخدمين آخرين، أو ربط التطبيق بموقع «فيسبوك»، ومحاولة إقناع أصدقائك بالمشاركة. ويوضح التطبيق عدد الوجبات التي تم توفيرها (نحو 9 مليارات حتى الآن)، ويربطك بالأخبار التي توضح الأماكن التي تحتاج إلى مساعدة الأمم المتحدة بشدة. وتم إنجاز كل ذلك من خلال استخدام لغة واضحة، وتفاعل سهل، دون جلبة. تتمحور الفكرة حول قدرتك على استخدام هذا التطبيق والتبرع في غضون ثوان عندما تشعر بالرغبة في القيام بعمل خيري. تطبيق «شير ذا ميل» متوفر مجانًا لنظامي «آي أو إس» و«آندرويد».
يجعل تطبيق «دونيت فوتو» (تبرع بصورة) من السهل تقديم مساعدات خيرية. مع ذلك في هذه الحالة، يكون مصدر المال هو جهة راعية: «جونسون آند جونسون»، وليس أموالك، وهو ما يعني أنك تستطيع القيام بعمل خيري حتى لو لم يكن معك فائض من المال.
ليس عليك سوى تنزيل التطبيق واختيار العمل الخيري الذي تريده من قائمة تتضمن مجموعة من القضايا الموثوق فيها، ثم التقاط صورة، أو اختيار إحدى الصور الموجودة على هاتفك، وتحميلها.
يتيح التطبيق صورتك لمستخدمين آخرين، ويمكنك المشاركة بها على موقع «إنستغرام» أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعي. بمجرد قيامك بذلك، يتبرع «جونسون آند جونسون» بدولار لعمل الخير الذي اخترته. تتضمن الخيارات الحالية «أوبريشين سمايل»، الذي يقدم العون إلى أطفال من مختلف أنحاء العالم يعانون من تشوه في الوجه مثل فلح الشفاه.
يمكنك التبرع بصورة واحدة في اليوم يوميًا، ويتيح لك التطبيق معرفة القضايا التي حققت التمويل المستهدف. التطبيق متوفر مجانًا لنظامي «آي أو إس»، و«آندرويد».
يعد تطبيق «تين بوكس» (الصندوق القصدير) في منطقة وسطى بين تطبيق «شير ميل»، و«دونيت فوتو»، فمثل «شير ميل»، يتيح لك التبرع بالمال من خلال بعض النقرات على هاتفك، لكنه مثل «دونيت فوتو»، لا يتم الحصول على المال من حسابك المصرفي.
من أجل التبرع باستخدام هذا التطبيق، ليس عليك سوى النقر للاشتراك مع أحد رعاة التطبيق، الذي يتضمن قراءة معلومات عن الشركة وأهدافها، ثم تتبرع الشركة بعد ذلك بواحد دولار لصالح القضية التي تختارها. ما يميز هذا التطبيق عن غيره هو أنه لا يعد مجرد وسيلة للتبرع لمؤسسة خيرية تعمل على نطاق واسع، دون أن تدري إلى أين يتم توجيه الأموال، بل يوضح لك التطبيق مساهمتك في مشروع خيري محدد، ويوافيك بآخر التطورات الخاصة به بمرور الوقت.
يتم الترويج للتطبيق من خلال توضيح أنه لا يستغرق أكثر من 20 ثانية من وقتك يوميًا، ما يعني أن التبرع باستخدام هذا التطبيق لن يحتاج إلى جهد أكبر من الجهد المبذول لطلب سيارة أجرة من «أوبر».
هذا التطبيق متوفر مجانًا لنظامي «آي أو إس»، و«آندرويد».
تطبيق «تشاريتي مايلز» (أميال الخير) هو نوع مختلف من التطبيقات الخيرية، حيث يجعلك هذا التطبيق تمارس تمرينات رياضية من أجل التبرع دون الحاجة إلى حساب مصرفي. ترتكز الفكرة على الجمع بين الحفاظ على اللياقة البدنية والتبرع للأعمال الخيرية. ومثل تطبيق «دونيت فوتو»، تتكفل شركة راعية بالتبرع.
لجعل هذه الشركة تساهم بالمال، عليك السير، أو الركض، أو قيادة الدراجة لأميال. ومقابل كل ميل يرصده التطبيق باستخدام مستشعرات الحركة الموجودة في هاتفك، سوف تتبرع الجهة الراعية للعمل الخيري الذي تختاره.
ومن القضايا والجهات المختارة الموجودة على التطبيق أسماء شهيرة مثل «بروجيكت ريد» «المشروع الأحمر»، والجمعية الأميركية لمنع القسوة على الحيوانات، إضافة إلى هيئات خيرية أقل شهرة. يتسم التطبيق بسطح تفاعل واضح، وعصري، وجذاب. وتكتشف من خلاله أن الجانب الخيري يحفزك على الحفاظ على لياقتك البدنية. التطبيق متوفر مجانًا لنظامي «آي أو إس»، و«آندرويد».

* خدمة «نيويورك تايمز»



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».