رحيل عوض بافقير.. أيقونة «الأبحاث»

عاصر وواكب رموزًا إعلامية كبيرة وكان أحد الجنود المجهولين في المطبوعات

الزميل الراحل علي أحمد عوض بافقير
الزميل الراحل علي أحمد عوض بافقير
TT

رحيل عوض بافقير.. أيقونة «الأبحاث»

الزميل الراحل علي أحمد عوض بافقير
الزميل الراحل علي أحمد عوض بافقير

غيب الموت الزميل علي أحمد عوض بافقير الشهير بـ«عوض بافقير» مسؤول التجهيزات والمنسق العام لمطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر في مطابع شركة المدينة المنورة عن عمر يناهز الـ57 عامًا بعد معاناة من المرض، لم يمهله طويلا حيث ووري الثرى بعد الصلاة عليه بمسجد الثنيان بمقبرة بريمان، أول من أمس.
علي بافقير الشهير بـ«عوض» سيفتقده بلاط صاحبة الجلالة، لما قدمه للإعلام من خدمات جليلة من خلال إشرافه على طباعة الصحف الورقية لأكثر من عقدين ونيف، له من الأبناء 10 (4 أولاد و6 بنات) فيما شكل رحيله في قلوب زملائه ومحبيه غصة وحزنا بالغا، وذلك لما عرف عنه من دماثة خلق وبشاشة وحب للخير.
عوض الذي عرف عنه تفانيه في أداء واجباته العملية لأكثر من 25 عامًا في الصحافة الورقية لم يعرف عنه سوى بشاشة الوجه ومحبته للجميع، فيما كان قد عاصر وواكب رموزا إعلامية من رؤساء تحرير وصحافيين في مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر، حيث كان أيقونة التواصل معهم ومع المطابع.
وفي الوقت الذي نعى كثير من الإعلاميين رحيل عوض بافقير للمكانة العريضة للرجل في أنفسهم، أشار الزميل أحمد عزوز المحرر في صحيفة «الشرق الأوسط» الذي زامل الفقيد لأكثر من عقدين من الزمن، إلى أن عوض بافقير كان أحد الجنود المجهولين في الشركة السعودية للأبحاث والنشر، حيث خدم جميع مطبوعات الشركة وكان من مهامه إحضار الصور للنشاط الرسمي من فرع وكالة الأنباء السعودية في جدة للمطبوعات كافة قبل استحداث التقنيات الحديثة في نقل الصور للمطبوعات.
وقال: «الفقيد عاصر الرعيل الأول من رؤساء تحرير الصحف والمجلات التابعة للمجموعة، مبينًا أن الكاتب فاروق لقمان الذي كان أحد رؤساء تحرير (عرب نيوز) قال في كتابه (الصحافة السعودية) إن عوض بافقير كان أحد الذين شهدوا ولادة جريدة (الشرق الأوسط) عندما كان يحضّر الأفلام ويحضرها للمطبعة».
وأضاف: «الفقيد كان بسيطًا وبشوشًا وساعيا في الخير وإلى الخير». مبينًا أن «الزميل كان من الذين يجعلون من عمل زملائهم سهلاً، وقد لا يعلم الكثير كم يبذل الراحل من جهد منذ دوران المطابع وحتى توديع آخر رحلة على متنها المطبوعات إلى جهتها المحلية أو الدولية.. فقد كان بحق جنديا مجهولا.. وشعلة لم يطفئها سوى المرض والموت».
من جانبه، قال عبد المغني الطويري، ممثل العمليات في المنطقة الغربية للشركة السعودية للأبحاث والنشر: «عوض كان من أخلص العاملين في الشركة السعودية للأبحاث وحبيبا للكل ولم يتأخر يومًا ما عن عمله، حيث كان المنسق لجميع رحلات الخطوط السعودية في تأمين الصحف لها، كما كان منسق كميات الفروع.. رحم الله الفقيد وأسكنه الجنة».
وتابع الطويري: «كان أخا للجميع.. بشوشًا ومحباً للخير.. يتعامل برقي بالغ.. ولا يهتم إلا بعمله والقيام بواجباته على أكمل وجه».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.