الجزائر: أنباء عن عفو رئاسي لفائدة مسؤول محاربة الإرهاب بالمخابرات العسكرية

محاميه لـ«الشرق الأوسط»: نترقب دراسة الملف على مستوى «المحكمة العليا»

الجزائر: أنباء عن عفو رئاسي لفائدة مسؤول محاربة الإرهاب بالمخابرات العسكرية
TT

الجزائر: أنباء عن عفو رئاسي لفائدة مسؤول محاربة الإرهاب بالمخابرات العسكرية

الجزائر: أنباء عن عفو رئاسي لفائدة مسؤول محاربة الإرهاب بالمخابرات العسكرية

أفادت أنباء من المحيط القريب لمسؤول مكافحة الإرهاب السابق بجهاز المخابرات الجزائري، السجين الجنرال عبد القادر آيت واعرابي، تفيد بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يتجه لإصدار عفو عنه. وأدانت المحكمة العسكرية الضابط الكبير، العام الماضي، بخمس سنوات سجنا نافذة لاتهامه بـ«مخالفة تعليمات القيادة العسكرية» و«إتلاف وثائق» تخص قضايا سرية للمخابرات.
ونقلت مصادر مهتمة بالقضية عن أحد أفراد عائلة الجنرال أنه سيتم الإفراج عنه بمناسبة احتفالات مرور 62 سنة على اندلاع ثورة الاستقلال (1 نوفمبر 1954). وقال خالد بورايو، محامي آيت واعرابي في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إنه لم يتلق أي شيء من المحكمة العسكرية يتعلق بمصير السجين الشهير بـ«الجنرال حسان»، مشيرا إلى أن الدفاع يترقب دراسة الملف على مستوى «المحكمة العليا» (أعلى مستوى في القضاء الجزائري)، على إثر الطعن في قرار محكمة وهران العسكرية (450 كلم غرب العاصمة).
وأضاف المحامي: «سيكون أمرا جيدا لو تم إصدار عفو رئاسي لفائدته، خصوصا في هذه المناسبة التاريخية العزيزة على كافة الجزائريين، ولكن القانون يمنع العفو عن سجين إذا طعن في حكم صادر ضده. فالعفو إجراء يستفيد منه المساجين الذين صدرت بحقهم أحكام نهائية».
وكان الجنرال حسان من القادة العسكريين المقربين جدا من الفريق محمد مدين، قائد جهاز الاستخبارات السابق الذي عزله الرئيس بوتفليقة العام الماضي، على إثر خلافات سياسية حادة بينهما. وأصدر مدين بيانا يدافع فيه عن ساعده الأيمن سابقا، فيما قال دفاعه إن التهم الموجهة له لا تشكل مادة جنائية ولا حتى جنحة، وإنما أقصى ما كان يمكن أن يتعرض له حسان، هو عقوبات تأديبية داخل المؤسسة العسكرية.
ويعد آيت واعرابي أول ضابط كبير في الاستخبارات يقدم للمحاكمة، وتم في نفس الفترة اعتقال الجنرال حسين بن حديد مستشار وزير الدفاع سابقا، بسبب تصريحات لإذاعة خاصة هاجم فيها بشدة رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح، ومستشار رئيس الجمهورية وهو شقيقه السعيد بوتفليقة. ووجهت لبن حديد تهمة «ضرب معنويات الجيش»، ووضع في السجن الاحتياطي لمدة 9 أشهر، ثم أفرج عنه بسبب تدهور حالته الصحية. ولكن ليست أول مرة يسجن فيها ضابط كبير، ففي تسعينات القرن الماضي تم إدانة الجنرال أحمد بلوصيف بالسجن في قضايا فساد.
وأشيع في وقت سابق، بأن الرئيس بوتفليقة «بصدد تطهير الجيش من المعارضين لسياسته». والرئيس دستوريا، هو وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة. وحل الرئيس «دائرة الاستعلام والأمن» (المخابرات العسكرية)، العام الماضي بعد عزل مديرها، وعوَضها بثلاث مصالح أمنية ألحقها برئاسة الجمهورية بدل وزارة الدفاع.
وفي رسالة نشرها دفاع حسان بعد إدانته، اعتبر أن حكم 5 سنوات سجنا «سيكون إشارة لكل الذين حاربوا بكل شراسة الإرهاب الداخلي والعابر للأوطان، والذي ضاعف من ضرباته في السنوات الأخيرة». وقد اقترن اسم الجنرال بمحاربة أعتى الجماعات المتطرفة، وبخاصة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، و«تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الذي خرج من عباءته.
وصرَح بورايو للصحافيين الذين منعوا من تغطية المحاكمة: «لقد تعامل الجنرال بذكاء وحكمة مع القاضي، وكان مطمئنا وهو يشرح مهامه على رأس مصلحة محاربة الإرهاب، والتي دامت سنوات طويلة». تحاشى المحامي تقديم تفاصيل أخرى، بحجة «احترام قرار المحكمة العسكرية تنظيم المحاكمة في جلسة مغلقة».
ونقل عن حسان قوله للقاضي إن «كل ما كنت أفعله كمسؤول في الجيش كان ضمن استراتيجية رسمتها الدولة حفاظا على مصالحها. وبفضل العمل الاستخباراتي الذي أشرفت عليه تجنبت البلاد إزهاق أرواح كثيرة، وتمكنت من حماية مؤسساتها»، في إشارة إلى أن العمل الاستباقي الذي كان يؤديه في إطار محاربة الإرهاب، مكن من إحباط أعمال مسلحة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.