السلطات التركية توقف العشرات من «داعش» بينهم قادمون من سوريا

حملات أمنية بالتزامن مع احتفالات عيد الجمهورية

سلطات الأمن التركية خلال مداهمة أماكن مختلفة في أزمير أمس («الشرق الأوسط»)
سلطات الأمن التركية خلال مداهمة أماكن مختلفة في أزمير أمس («الشرق الأوسط»)
TT

السلطات التركية توقف العشرات من «داعش» بينهم قادمون من سوريا

سلطات الأمن التركية خلال مداهمة أماكن مختلفة في أزمير أمس («الشرق الأوسط»)
سلطات الأمن التركية خلال مداهمة أماكن مختلفة في أزمير أمس («الشرق الأوسط»)

أوقفت السلطات التركية أمس 45 من العناصر الإرهابية من تنظيم داعش الإرهابي وتنظيمات أخرى في حملات في وسط وغرب البلاد. وألقت قوات الأمن التركية القبض على انتحاري من تنظيم داعش الإرهابي في مدينة مالاطيا شرق البلاد. وقالت مصادر أمنية إن فرق مكافحة الإرهاب في مديرية أمن مالاطيا أوقفت الانتحاري (أ.غ) خلال مداهمة منزله، بعد فترة من مراقبته. وبعد انتهاء الإجراءات الأمنية أحالت مديرية أمن مالاطيا المتهم تحت حراسة أمنية مشددة إلى النيابة العامة، لتحيله الأخيرة بدورها للمحكمة التي قررت اعتقاله وسجنه. ولم تشر المصادر إلى جنسية الانتحاري الموقوف، فيما ألقت قوات الأمن على مدى ثلاثة أيام القبض على 109 من عناصر «داعش» غالبيتهم من الأجانب في حملات في أكثر من 6 مدن تركية بينها إسطنبول.
وقررت وزارة الداخلية تكثيف حملاتها ضد العناصر الإرهابية عبر حملات مستمرة في أنحاء البلاد إضافة إلى ملاحقة هذه العناصر خارج البلاد لا سيما في سوريا والعراق في إطار استراتيجية أمنية جديدة بعد زيادة التهديدات الإرهابية منذ مطلع العام الحالي.
وقالت مصادر أمنية إن حصيلة من ألقي القبض عليهم في عمليات في وسط وغرب البلاد بلغ 30 شخصا للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم داعش وتنظيمات أخرى.
وقال مصدر أمني إن من بين من ألقي القبض عليهم 17 شخصا للاشتباه بالانتماء لـ«داعش»، و12 آخرين للاشتباه بانتمائهم لمجموعات على صلة بحزب العمال الكردستاني في محافظتي كونيا وأزمير وسط وغرب تركيا.
وأضاف المصدر أن فرقا تابعة لشعبتي مكافحة الإرهاب والاستخبارات بمديرية أمن أزمير تلقت معلومات تفيد بقدوم عدد من المنتسبين لتنظيم داعش من مناطق الاشتباكات في سوريا إلى المحافظة التي تقع في غرب البلاد.
وأشار إلى أن فرق الأمن داهمت فجر أمس (السبت) 10 أماكن مختلفة في أزمير، وأوقفت 7 مشتبهين بالانتماء إلى «داعش» في إطار تحقيق فتحه نائب المدعي العام في المحافظة.
ولفت إلى أنه «خلال عمليات التفتيش في أماكن المداهمات، تم ضبط ملابس مموهة وسترتين من الفولاذ ومنشورات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي».
وذكر المصدر أنه جرى نقل الموقوفين إلى مقر مديرية الأمن في أزمير.
وأفادت مصادر أمنية في محافظة كونيا أن فرق مكافحة الإرهاب داهمت 14 مكانا مختلفا في المحافظة بشكل متزامن مدعومة بفرق من شرطة العمليات الخاصة.
وأوقف الأمن خلال الحملة 10 مشتبهين بالانتماء لتنظيم داعش، جرى نقلهم إلى مديرية الأمن.
وقالت المصادر إن حملة المداهمات جاءت في إطار جهود سلطات الأمن الرامية لتوفير الأمن والسلام للمواطنين خلال الاحتفالات المنظمة في عموم البلاد اليوم بمناسبة الذكرى 93 لتأسيس الجمهورية التركية والتي صادفت أمس (السبت).
في الوقت نفسه اعتقلت قوات الأمن التركية 15 شخصا يشتبه في انتمائهم للعمال الكردستاني خلال حملة أمنية قامت بها صباح أمس (السبت) بمدينة أضنة جنوب تركيا.
وقامت فرق وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أضنة بحملة مداهمات متزامنة على مواقع عدة بالمدينة. كما دعمت القوات الخاصة والمدرعات والمروحيات التابعة للشرطة الحملة الأمنية.
في سياق آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن الحكومة التركية سلمت القضاء 17 مطلوبًا ينتمون لحركة خدمة أو ما تسميه السلطات التركية «تنظيم فتح الله غولن» وتتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) الماضي، بعد أن تمت إعادتهم من قبل دول أجنبيّة.
وأضاف جاويش أوغلو في تصريح أمس أن الحكومة سلمت القضاء التركي 17 مطلوبًا سُلّموا من قبل دول أجنبية، وأن أعداد الذين يتم تسليمهم إلى تركيا يزداد يومًا بعد يوم.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.