واشنطن تعلن ضبط أنظمة تسليح إيرانية متطورة كانت في طريقها إلى الحوثيين

الانقلابيون يستولون على الغذاء ويعمدون إلى بيعه بأسعار مرتفعة في الحديدة

فتاة من أتباع الحوثي تحمل سلاحها في تجمع بصنعاء أمس (رويترز)
فتاة من أتباع الحوثي تحمل سلاحها في تجمع بصنعاء أمس (رويترز)
TT

واشنطن تعلن ضبط أنظمة تسليح إيرانية متطورة كانت في طريقها إلى الحوثيين

فتاة من أتباع الحوثي تحمل سلاحها في تجمع بصنعاء أمس (رويترز)
فتاة من أتباع الحوثي تحمل سلاحها في تجمع بصنعاء أمس (رويترز)

كشف ضابط أميركي كبير عن اعتراض أربع شحنات أسلحة مرسلة من إيران إلى الحوثيين، تتضمن «أنظمة تسليحية متطورة، ورشاشات من طراز كلاشنيكوف، وصواريخ مضادة للدبابات والدروع، وبندقيات قنص، ومعدات أخرى»، لدعم الانقلابيين في مواجهة الحكومة التي يساندها التحالف العربي لاستعادة الشرعية بقيادة السعودية.
وقال الأميرال المساعد كيفن دونغان، إن «سفنا أميركية أو سفن التحالف.. اعترضت 4 شحنات أسلحة من إيران إلى اليمن، ونعرف أنها أتت من إيران، ونعرف وجهتها»، وذلك في تصريحات للصحافيين في قاعدة عسكرية في جنوب غربي آسيا نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح الضابط الأميركي، أن الشحنات الأربع أوقفت على مراحل منذ أبريل (نيسان) 2015 بعد أسابيع من بدء التحالف العربي عملياته دعما لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وأوضح أن مسؤولي البحرية تمكنوا من تحديد وجهة السفن بالاعتماد على تحليل بيانات نظام تحديد المواقع «جي بي إس» ومقابلة الطاقم.
إلى ذلك، شرعت ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في بيع ما تبقى من كميات للغذاء والمازوت في الخزن الرئيسية لمدينة الحديدة في إقليم تهامة، التي تعد المصدر الأخير للغذاء والكهرباء للمدينة بعد أن استولت الميليشيا على جميع مفاصل الحياة فيها، ومنها فرع البنك المركزي.
وعمد أتباع الميليشيا والحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع، أمس (الخميس) إلى بيع أكثر من ألفي طن من المازوت المخصص لتشغيل محطة كهرباء الحديدة، التي تعاني انقطاعا دائما للتيار الكهربائي شمل دور الرعاية والمستشفيات التي اكتفت بتشغيل محدود للطوارئ وبعض الأقسام بسبب انقطاع الكهرباء.
من جهة أخرى، هدد الانقلابيون جميع ملاك منافذ البيع والتجار في المدينة المحاصرة منذ أكثر من عامين، بالاستيلاء على محالهم ووقف تجارتهم في المدينة، وسجنهم إن لم يدفعوا مبالغ شهرية لدعم ما يعرف بـ«المجهود العسكري» و«البنك المركزي»، كما قامت الميليشيا بالاستيلاء على ممتلكات الكثير من المدنيين دون وجود مسوغ قانوني وتحت ذريعة أنهم يدعمون الشرعية.
وازدادت وتيرة هذه الممارسات من قبل الحوثيين في الأيام الأخيرة التي عقبت اختراق الهدنة، بسبب انسحابهم من الطريق الرئيسي الذي يربط الحديدة بعدد من المدن الكبرى في الشمال والجنوب، جراء الضربات الجوية والمواجهات المباشرة مع الجيش الوطني؛ الأمر الذي دفع الكثير من الأفراد للتراجع إلى الحديدة لاستعادة قواهم العسكرية.
ميدانيا، تجدد القصف الجوي على مواقع الانقلابيين في مدينة الحديدة وضواحيها من قبل مقاتلات التحالف العربي، والتي استهدفت مواقع سابقة للحرس الجمهوري في «كيلو 16، وسلاح المهندسين، ومطار الحديدة»، فيما تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة «الأحكوم» (جنوب تعز) من تطهير تبتي الشرف ومربوش، بعد معارك مع ميليشيا الحوثيين والمخلوع، كما رد الجيش هجوما للانقلابيين على منطقة الصيرتين، ويسعى للتقدم بعد أن تمكن من تكبيد الميليشيا خسائر كبيرة.
وقال عبد الله بالغيث، محافظ الحديدة، لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين رغم تراجع قوتهم العسكرية عما كانوا عليه بداية الانقلاب على الشرعية، فإنهم يسيطرون على كافة مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، ويقومون بمحاصرة المدنيين في المواقع والشوارع كافة، موضحا أن المقاومة تقوم بردة فعل حسب قدرتها العسكرية في ضرب أهداف مباشرة للانقلابيين ومن ثم تتوارى عن الأنظار، ولا يوجد مواجهات مباشرة لعدم وجود التكافؤ في التسليح والقوة البشرية.
ولفت أبو الغيث، أن الانقلابيين حريصون على عدم التخلي عن الحديدة التي تشكل مركز قوة لتواجدهم العسكري والتي تغذي الحوثيين وأعوانهم بالنفط، إضافة إلى وجود الموانئ المطلة على البحر الأحمر، وموقعها في منتصف البلاد والذي يربط الكثير من المدن؛ لذلك هم لن يفرطوا في السيطرة عليها لتغذية أفرادهم في الكثير من الجبهات.
وأكد محافظ الحديدة، أن الانقلابيين فقدوا خلال الأيام الماضية الكثير من المواقع التي تعزز قوتهم في إقليم تهامة، ومنها خسارتهم الكثير من النقاط الرئيسية في الطريق الدولي الرابط بين «الحديدة، والطوال» الذي كان يعج بالعشرات من نقاط التفتيش والتي تلاشت بعد تركيز الضربات العسكرية من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
من جهته، قال عبد الحفيظ الخطامي، ناشط حقوقي، إن المنظمات المدنية ترصد منذ احتلال الميليشيا قبل عامين لمحافظة الحديدة عمليات النهب والسلب لمخازن الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بمختلف أنواعها وذلك بتواطؤ ومساندة من الحرس الجمهوري التابع للرئيس المخلوع ومن المعسكرات التي نهبت، وهذه الأعمال رصدت بشكل دقيق.
وأضاف الخطامي، أن الحوثيين ما زالوا يمارسون أعمال النهب لجميع المواقع العسكرية، التي شملت معسكر القوات الخاصة وكتيبة للواء العاشر في كيلو 16، كما نُهب مخزن معسكر جرش في باجل ومخازن اللواء العاشر حرس جمهوري، التي تشمل صواريخ أرض - أرض، ومدفعيات هاوزر ودبابات والآلاف من قذائف الهاون والكاتوشيا وذخائر كثيرة كانت تتبع مخازن المنطقة العسكرية الخامسة المحور الغربي سابقا.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.