مسؤول في الخارجية الأميركية: نشعر بخيبة أمل إزاء «جاستا»

قال لـ «الشرق الأوسط» إن التشريع يحمل مجموعة آثار سلبية خطيرة

الرئيس الأميركي باراك أوباما برفقة رئيس الأقلية بمجلس الشيوخ هاري ريد خلال مؤتمر صحافي في أغسطس الماضي (أ.ب)
الرئيس الأميركي باراك أوباما برفقة رئيس الأقلية بمجلس الشيوخ هاري ريد خلال مؤتمر صحافي في أغسطس الماضي (أ.ب)
TT

مسؤول في الخارجية الأميركية: نشعر بخيبة أمل إزاء «جاستا»

الرئيس الأميركي باراك أوباما برفقة رئيس الأقلية بمجلس الشيوخ هاري ريد خلال مؤتمر صحافي في أغسطس الماضي (أ.ب)
الرئيس الأميركي باراك أوباما برفقة رئيس الأقلية بمجلس الشيوخ هاري ريد خلال مؤتمر صحافي في أغسطس الماضي (أ.ب)

انتقد مسؤول أميركي رفيع في وزارة الخارجية إقرار الكونغرس قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» (جاستا)، معتبرا أنه يحمل في طياته تداعيات سلبية خطيرة.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، لـ«الشرق الأوسط»، في تعليق على قانون «جاستا»، أمس: «نشعر بخيبة أمل من تجاوز الكونغرس لفيتو الرئيس باراك أوباما حول تشريع جاستا، على الرغم من أننا لا نزال نتعاطف بشدة مع أسر 11 سبتمبر (أيلول)، ورغبتهم في تحقيق العدالة، إلا أن هذا التشريع يمكن أن يحمل معه مجموعة واسعة من الآثار السلبية الخطيرة على مصالح الولايات المتحدة في العالم».
وأضاف المصدر المسؤول في الخارجية الأميركية: «على وجه التحديد، يقوم هذا التشريع بإجراء تغييرات في قانون الولايات المتحدة بشأن الحصانة السيادية، وتجريد جميع الحكومات من الحصانة في قضايا معينة، وقد عبر عدد من الشركاء الدوليين عن قلقهم إزاء هذا التشريع، ونحن نشاطرهم هذا القلق أيضًا».
وحول علاقة الولايات المتحدة الأميركية مع السعودية، قال المسؤول إن «علاقة الولايات المتحدة مع السعودية علاقة قوية ومتينة، وقفت أمام اختبار الزمن، وتقوم على مجموعة واسعة من المصالح، وسوف نواصل العمل مع حكومة المملكة العربية السعودية على بعض من القضايا العالمية والإقليمية الأكثر إلحاحًا».
كان الكونغرس الأميركي في نهاية سبتمبر الماضي قد رفض بأغلبية الفيتو الذي استخدمه الرئيس باراك أوباما ضد تشريع يتيح لأقارب ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 رفع دعاوى قضائية ضد دول، وهو أول فيتو يتم إسقاطه خلال فترة حكم أوباما.
وكانت نتيجة التصويت رفض 348 نائبا للفيتو، مقابل 76، وهو أكثر من أغلبية الثلثين التي يحتاجها مجلس النواب لإسقاط الفيتو، وكان مجلس الشيوخ قد رفض الفيتو بواقع 97 صوتا معارضا، مقابل صوت واحد مؤيد، الأمر الذي يعني أن تشريع «العدالة ضد رعاة الإرهاب» أصبح قانونا.
وكان الرئيس أوباما قد استخدام حق الفيتو 11 مرة كلها صمدت، لكن في هذه المرة عارضه تقريبا جميع أقوى أنصاره، في آخر إجراء لهم قبل مغادرة واشنطن للمشاركة في حملات انتخابات الرئاسة التي تجرى في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وفي غضون ذلك، جدّدت السعودية التأكيد على أن اعتماد قانون «جاستا» في الولايات المتحدة الأميركية يشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي الذي تقوم العلاقات الدولية فيه على مبدأ المساواة والحصانة السيادية، وهو المبدأ الذي يحكم العلاقات الدولية منذ مئات السنين، ومن شأن إضعاف الحصانة السيادية التأثير سلبًا على جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، حيث أعرب مجلس الوزراء السعودي عن الأمل بأن تسود الحكمة، وأن يتخذ الكونغرس الأميركي الخطوات اللازمة من أجل تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على سن قانون «جاستا».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.